الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبدالعزيز صبره يكتب: هذان موتان

صدى البلد


يرحم الله شهداء جائحة كورونا -كوفيد 19- الذين صعدت أرواحهم والذين سيلحقون بهم على خير، وتقبلهم الله مع الشهداء الكرام البررة وعوضهم عن مرضهم وفقدان حياتهم ومفارقة الأحباب .
وأعان الله من عاش وسيستمر في هذه المأساة في الحياة الدنيا قلقا ، ليكابد الأحز ان ويعاني متاعبها ومشاكلها ، فلا أدري من يحق له أن يفرح، من عاش أم من مات؟
نحن الآن في تجربة نادرة التكرار والحدوث، بين موت يطاردنا في كل كلمة وهواء، وبين وجوب عمل وانتاج لنحمي أنفسنا من ذل الفقر وإعلان الإفلاس، ولا قدر الله هوان الموت جوعا.
هذان موتان، يجريان خلف الإنسان، المرض يطارده والجوع يتعقبه،  برعاية إلهية أنقذ الله مصر، باختيا
رها الطريق الصعب منذ سنوات.
 
الطريق الاقتصادي الأصعب، رفع الأسعار ، إلغاء الدعم ، تحرير سعر الصرف، فيما عرف بتعويم الجنيه، وفي وقت هو بعيد كل البعد عن خوض هذه المغامرات التي تبلغ من الخطورة غايتها.
فأي بلد هذا مديون داخليا وخارجيا، مضطرب سياسيا، يخوض حربا هدمت كثيرا من الدول، ويحاصره الأعداء من كل مكان ويموج في أركانه الخونة والمتآمرون، ورغم كل ذلك يطبق قرارا ت إصلاحية إقتصادية القرار الواحد منها كان كفيلا بتدمير دولة كانت هادئة مطمئنة.
ولكنها عناية الله، فقد مرت القرارات الخطرة ونجحت وحققت نتائج طيبة، وبدأ الاقتصاد يتعافى وبدأت الم ازنات تحقق فائضا وكان ذلك كله بتوفيق من الله بفضل شعب أصيل تحمل ما لا يطاق وبفضل قيادة خاطرت بما لا يخاطر به رئيس أو ملك.
الرئيس عبدالفتاح السيسي قرر المواجهة مخاطرا بشعبيته ..وحياته ..فكل مواجهة اختارها كانت كفيلة بالقضاء على مستقبل وشعبية بل وحياة أي رئيس.
مواجهة الخلل و الفساد الاقتصادي المتد منذ عقود، مواجهة الإرهاب، مواجهة محاولات التغول من تركيا ونظامها المتحالف مع الإرهاب، مواجهة نظام عالمي يواري ويرائي الإرهاب ويخشى مواجهته إن لم يكن يرعاه..
ومواجهة مؤامرة على نهر النيل شريان حياة مصر ، وكانت أصعب المواجهات هي خوض تلك الأخطار جملة واحدة.
وكان أسلوب المواجهة و عدم التأجيل أو المهادنة هو سر النجاة ، فقد بدت في الأفق علامات النصر على جميع الجبهات عسكريا وإقتصاديا ، داخليا وإقليميا ...ولنا في الإفلاس البرازيلي عبرة ، فهناك لم يواجه أحد الحقائق واختار الذي هناك  الطريق السهل من خلال إرضاء حاجة الشعب الملحة العاجلة، والهروب من المواجهة فكان الإفلاس...أما نحن فقد اقتحمنا الصعب ونسأل الله أن يتم علينا النصر ويرزقنا الصبر الثبات في اللحظات الحرجة الخطيرة.