الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: الاحتياج

صدى البلد

سئل حكيم ما هو الصعب وما هو القاسى وما هى قمة الاحتياج؟

قال الحكيم: الصعب فى الدنيا أن تكسب شخصا واحدا وتخسر الكل لأجله.

والقاسى أن يخونك هذا الشخص الذى فضلته ويتركك من أجل الآخرين دون أن ينظر وراؤه ولم يشعر بما سببه لك من ألم وتظل تتذكر أنك تركت الجميع لأجله.

وفى قمة الاحتياج تجد من تركتهم حولك ولكنك تبحث عنه فلا تجده.

إلا أننا يجب أن نفرق بين الاحتياج والرغبات، فالاحتياج بنقسم إلى احتياج مادى ومعنوى.

فالاحتياج المادى جميعنا يسعى لإشباعه كوسيلة للعيش، أما الاحتياج المعنوى فما نحن بصدده وهو أصعبهم فمن الصعب أن نجد الاكتفاء فيه،
أما الرغبات فهى متغيرة مع مرور الوقت فمن الجيد أن نملكها ويمكن ألا نملكها فهى غير مؤثرة بشكل رئيسى فهى مجرد أمنيات.

فكلمة الاحتياج المعنوى لها دلالات كثيرة وتصنيفات واسعة كالاحتياج لوجود شخص ثقة فى حياة كل منا.

الاحتياج لأشخاص داعمين (السند) الاحتياجات العاطفية فجميعها نواحى مرتبطة بالصحة النفسية.

إلا أننا نصطدم ببعض عقول الذين قصروا نظرتهم الضيقة على الاحتياج المادى مثلا أو أخذتهم فكرة مسيطرة وقتيه أنهم ليسوا بحاجة إلى أحد وكأن الاحتياج للآخرين ضعف فتعلم أنه ليس من المجدى الاستغراب وتتركهم دون نقاش لأنه كثيرا ما يكون إهدارا للطاقة.

فعند طرح فكرة أنك ستكون ملبيا وأول الحضور وقت احتياجه لك فهذا دليل أنك قد وفرت الوقت والجهد لتكون برفقته ملبيا لرغباته
رغم زحام يومك الشديد، وتجد الرد غير مناسب وإجابات شديدة الاختصار (شكرا) (انا غير محتاج).

فتعلم ألا تعطى إلا لمن يستحق لأنك باختصار شديد على هامش أولويات هذا الشخص.

فعليك أن تختار أن تظل عند وعدك أو تنسحب وتشاهد من بعيد.

أما عن الأنقياء فنجدهم دون طلب أو حاجة ويقدمون لنا دون أن نطلب فهؤلاء هم الذين لا بد من الحفاظ عليهم لأنهم ثروة العمر 
لأن من يدعى الاكتفاء فهو واهم ومدعى وتراه أشد الأشخاص احتياجا فكل منا بحاجه للآخر، لقول رسول لله صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا) صدق رسول الله.

حتى وإن اكتفينا بالبعض وقد قامت بترتيبهم الأيام والمواقف فهم من أشبعوا شدة الاحتياج.
فمن منا لا يحتاج؟!
فمن لا يحتاج اليوم فهو صريع الوحدة غدا فلن يجد له مكانا.
فالبعد اختيار لكن لا بد أن نختار من يجب أن نقصيه بعيدا عنا ومن يجب أن يكون داخل دائرة الاهتمام ليستحق اهتمامنا ودعمنا وقت الاحتياج ونجده أيضا.