EN
"مش دور برد وسخونية زي ما بيقولوا ده في أول يوم ممكن بس.. لا الموضوع صعب وأخطر مما تتخيلوا".. بهذه الكلمات بدأت الدكتورة سميرة موسى، مدرس الصحافة بقسم الإعلام بكلية الآداب بـجامعة كفر الشيخ، تحكي عن تجربتها مع الإصابة بفيروس كورونا اللعين، وتعافيها من المرض.
اِقرأ أيضًا:
وقالت الدكتورة سميرة موسى، "طبيعة شغلي بنزل محاضرات وتجمعات من شهور واجتماعات كثيرة حتى من قبل الدراسة .. كنت باخد كافة الإجراءات الاحترازية والكمامة ملتزمة بها لشهور طويلة لم أتخل عنها .. لكن كنت متوقعاها في أي وقت .. كان كل همي وقتها أن مش أكون سبب في عدوى وأذى لحد غيري خصوصًا والدتي وولاد أخواتي الصغيرين .. لكن لما جت متخيلتيش تكون صعبة جدًا كده".
وتابعت "للأسف كورونا أساسا مرض ملوش كتالوج .. فيه ناس محستش بيه كأنه دور برد وناس عرفت من التحاليل دون أعراض وناس الموضوع اتطور معاها ..أيا كان بحمد ربنا رغم كل الألم والتعب إني أكيد كنت أحسن من غيري .. الوضع كان بيتغير في اليوم الواحد لأكتر من مرحلة وأعراض كتير مع بعضها ..كنت بتسمع إن مجموعة منها كفاية .. للأسف كانت بتيجي معظم الوقت مع بعضها .. اللي أنت مش عارف فيه إيه؟.. فى أيام وليالي أنا مكنتش عارفه أنا واعية ولا عايشه إزاي .. بقوم وأنام وأخد علاج ومش مستوعبة حاجة".
وأضافت "الحمد لله على كل حال . والحمد لله على ثقتي بربنا دائما وإيماني إنها محنة وهتعدي ووقت صعب هيمر بفضل ربنا علي والحمد لله كانت حالتي النفسية كويسة ودائما كنت بحاول طرد وساوس الشيطان ومداخله اللي بيتملكنا منها وقت ضعفنا ..كورونا عرفتني إحساس أن فيه حد ممكن يتمنى الموت عشان يستريح من الألم .. خلتني أعذر أي حد حقيقي وصل للمرحلة دي .. ربنا يعافينا منها".
وتابعت "كورونا عرفتني القهر وأنا خايفة أكون سبب في عدوة لغيري وخصوصا أمي .. ورغم العزل لوحدي في شقة .. لكن كنت بمشي بالكحول في عز ما أنا تعبانه لو لمست أكرة الباب أو سندت على الحيطة .. وأخاف تعدي من جنبها .. الوسوسة والخوف وأنت مش قادر تلمس حبايبك ولا يقربوا منك .. إحساس صعب جدا وغبي".
وأوضحت "الأهم في هذا كله الدعم المعنوي .. بجد شكر واجب لأمي الحبيبة وأخواتي اللي لولا دعمهم مكنتش هقدر أتجاوز المحنة دي .. فعلا أخوك وأختك هما السند والضهر اللي عمره ما هيبعد عنك لو الناس كلها بعدت .. ربنا يحفظكم لي..شكرا لزمايلي وصحابي ومعارفي وقرايبي اللي عرفوا تدريجيا .. ويوميا والله عشرات الاتصالات والرسائل على الموبايل والماسنجر والواتس والايمو .. بعتذر لاني قفلت التليفون فترة حرفيًا مكنتش بقدر أنطق".
وتابعت "شكرا للناس اللي مزهقتش تطمن علي يوميا ..ويعتذروا بعدها أنهم بيسألوا عني كتير.. وعفوا لأني مكنتش بقدر أرد معظم الوقت .. وكنت بتأخر أحيانا في ردود الرسائل .. اعذروني والله كان غصب عني لأن لسه الكلام بيتعبني .. سؤالكم على دماغي والله ..شكرا لأصدقائي وقرايبي بره مصر اللي غمروني بدعمهم وحبهم رغم بعد المسافات ويوميا والله بيطمنوا".
ووجهت الشكر لطلابها، "طلابي الأعزاء .. بجد متوقعتش والله كل الحب والدعم ده منكم .. ربنا يخليكم ليا .. رسائلكم واطمئنانكم الدائم على .. تسلمولي .. محبتكم كنز فعلا .. وشكرا لطلاب من الدفعات السابقة اتفاجأت برسايلهم وسؤالهم"، مضيفة "شكرا لكل رسالة وكل دعم وصلني من الجميع . فرق معايا جدا والله".
واختتمت "في النهاية يا ريت تخدوا بالكم يا جماعة .. كله نصيب فعلًا محدش يستهتر .. كورونا متوحش ..والتجربة قاسية جدا جدا .. بلاش حد يقول كل واحد ونصيبه.. أكيد كل واحد ونصيبه بس نعمل بالأسباب .. لأنها وقتها نصيبك هيجيلك ومش هتعرف هتقوم منه ولا لأ وهتاخد مين معاك في السكة ..حافظوا على نفسكم وغيركم .. والتزموا بالإجراءات الاحترازية والكمامة قدر الإمكان .. يا رب ما يحرق قلوبنا على غالي ويرفع عنا هذا البلاء برحمته وعفوه".
