قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جنة السلطان والعمدة عبد المجيد.. حكاية حي البساتين الممتدة لأكثر من ألف عام

حي البساتين
حي البساتين

كانت محافظة القاهرة في خمسينيات القرن الماضي عبارة عن حديقة عملاقة يتخللها القليل من المنازل الصغيرة والارتفاعات الضئيلة التي تبرز جمال وروعة القاهرة الخديوية.


وكان من أبرز المناطق التي كانت زراعية في القاهرة البساتين، فكيف كان هذا الحي العريق قديما؟


حي البساتين هو أحد أكبر أحياء القاهرة، وتجاوره أحياء هامة هي المعادي ودار السلام وحي الخليفة، ويعود تاريخ البساتين لأكثر من 1000 سنة، ويوجد بها التراث الأثري "بير أم سلطان"، وهو عبارة عن بئر مائي تمإنشاؤها لتغذي القاهرة بالمياه حينها لكونها بجوار القاهرة الفاطمية.


البساتين في عصر المماليك كانت منطقة شعبية ريفية في الأصل، وسميت بهذا الاسم نظرا لطبيعتها السابقة، حيث كانت تسمى في عصر المماليك "بساتين السلطان" لما تضمه من حدائق وبساتين لها رونق خاص يداعب القلوب والنفوس، حيث كانت اسما على مسمى، فقد كانت عبارة عن مساحة ضخمة منالأراضيالزراعية التي تنتج جميع أنواع الخضراوات والفواكه، وبمرورالأيامسقط اسم بساتين السلطان وتحول الاسم إلى البساتين فقط.


إلى وقت قريب، كانتالبساتين محتفظة بطابعها الزراعيجنوب العاصمة، وكانت تعتبر حتى أواخر الستينيات من المناطق الريفية القليلة بالقاهرة، وكانت تعرف بريف القاهرة، وكان يقطنها مجموعة صغيرة من العائلاتيزرعون، والبعض الآخر يعمل في مجال البناء والمحاجر وقطع أحجار البناء من الجبال المحيطة بالمنطقة كالمقطم وعين الصيرة وطرة وحلوان، وعائلات قليلة أخرى كانت تعمل في مجال البناء والتشييد.


في هذا الوقت كانت البساتين لها عمدة وفي الغالب كان منعائلات الشيخ وأبو عوف والمطري، وكان آخرهم عبد المجيد الشيخ وسبقه عثمان مصطفى الشيخ في النصف الثاني من القرن الثامن عشر (1880 - 1900).


انتهى نظام العمودية من البساتينفي نهاية الخمسينيات، وتم إنشاء نقطة شرطة البساتين التي كانت تتبع قسم الخليفةثم انتقلت تبعيتها لقسم المعادي ثم تحولت بعد ذلك إلى قسم شرطة مستقل هو "قسم شرطة البساتين".


شهدت بداية السبعينات تحولا جذريا في المنطقة بعد نزوح أعداد كبيرة من الأرياف والصعيد للإقامة في المنطقة، حيث صاحب ذلك موجة من البناء على الأراضي الزراعية التي اختفت تماما الآن من بساتين السلطان.