جزيرة الورد.. جورجيو روزا حلم بدولة خاصة به يكون فيها الحاكم بأمره

الجمعة 08/يناير/2021 - 02:19 م

حلم بالحرية وإنشاء قواعده وحدوة خاصة به فقام ببناء دولة كامله خاصة به حتى يستطيع ان يكون هو الحاكم الأولبها وواضع جميع احكامها وقوانينها بحيث تكون بعيدة ومختلفة عن جميع قوانين وسياسات الدولة التى نعرفها الآن.

جورجيو روزا مهندس إيطالي ولد في بولونيا عام 1925 وتخرج في الهندسة الميكانيكية في بولونيا عام 1950 وكان مشهود له دائمابالعبقرية وحبه الشديد بالهندسة وكان دائماما يمارس المهنة دائمافى جميع أوقات حياته بدل كان خبير هندسي .

وعاش جورجيو فترة شبابة فى أثناء الحرب العالمية الثانية وحرب فتنام وذلك الفترة كانت فترة كان الناس يحلمون فيها و كان لدى كل شخص أفكاره الخاصة عن المستقبل ، ولعل فكرة المهندس جورجيو روز هى الاغرب على الاطلاق فقد فكر روز فى إنشاء جزيرة يكون هو الحكام الامر النهائى فيها ويضع لها قواعد خاصة به بعيدآ عن قيود الدولة والتى كان دائمآ جورجيو رافض لها فقد كان منطقة بسيطالغاية فى انشاء دولته فقد قال ما دمت اقدر على بناءها لماذا لا ابنيها

وجاء يوم 1 مايو 1968 ليبدأ المهندس البولوني جورجيو روزا تأسيس دولته المستقلة واستغل نقطة فى القانون فى ذلك الوقت، تقول ان الحدود البحرية لاى دولة هى خمسة أميال فقط وبعد ذلك المياه لا تقع تحت حكم او سيطرة اى أحد ولذلك ابتعد جورجيو مسافة سبعة أميال عن ساحل ريميني وسط امواج البحر الأدرياتيكس حتى يكون فى المياه الدولية ويحق له انشاء دولته والتى كانت عبارة عن منصة بحرية مساحتها 400 متر مربع مبنية من الخرسانة و الخشب والصلب وتم تزويدها وتجهيزها بعدد من المنشآت التجارية ، بما في ذلك مطعم وبار ونادي ليلي ومتجر للهدايا التذكارية و مكتب بريد ،كما أشارت بعض التقارير أيضًا إلى وجود محطة راديو ، لكن هذا لا يزال غير مؤكد.

وتم اعلان استقلالية المنصة في 24 يونيو 1968 ، تحت اسم اسبرانتو "Insulo de la Rozoj"، وهي مشتقة من إسبرانتو روزو (جمع روزوج ) وروسا الإيطالية ( روز الجمع) تعني " الورد"، وبعد فترة وجيزة ، أصدرت روز آيلاند عددا من الطوابع ، بما في ذلك ختم يظهر الموقع التقريبي لجزيرة روز في البحر الأدرياتيكي .

وكان للجزيرة لغتها الخاصة ، وشعار النبالة ، والعملة ، والأهم من ذلك – على ارتفاع 550 مترًا خارج المياه الإقليمية – كانت ولاية قضائية حرة ، منفصلة عن إيطاليا.

وسرعان ما جذبت جزيرة جورجيو العديد من المشجعين – بما في ذلك حطام السفينة ، بيترو برنارديني ، الذي وجد نفسه يبحث عن ملاذ في الجزيرة واستأجرها لمدة عام.

واستطاع جورجيو الحصول على المياه العذبة للشرب من خلال حفر طبقة المياه الجوفية العذبة على عمق 280 مترًا تحت المنصة ، وتم فتح الجزيرة للجمهور ، وأصبحت منطقة جذب سياحي شهيرة مع تدفق الزوار من ساحل ريميني .

ولكن رفضت الحكومة الإيطالية الفكرة، وبعد أن شاهدة ان المنصة استطاعت السيطرة على عقل الشباب ورغبة الكثير منهم فى السفر اليها وان الوضع لم يقف عند هذا الحد فقد أراد جورجيو ان يعترف الاتحاد الاوربي بدولته واعتبارها دولة اوربية تحت مظلة الاتحاد الاوربى وذلك لجأت الحكومة الى البحرية الإيطالية وأصدرت أمر بضرب المنصة وبالمدافع وتتطهير الجزيرة وفرض حصار يمنع عودة الناس إليها مرة أخرى وذلك بعد 55 يومآ من إعلان استقلالها .

ومن الطريف أيضا أن الحكومة الإيطالية ادعت بعد ذلك أن المنطقة التي أنشأ فيها “روزا” المنصة تقع داخل نطاق امتياز شركة “إيني” الشهيرة للتنقيب عن البترول.. كما صرح ممثل اليمين الإيطالي أن المنصة بمثابة موطئ قدم لحلف وارسو، بينما اتهم آخرون “روزا” بأنه يعمل لحساب الدكتاتور الألباني “أنور خوجا .

وأتخذت السلطات فى دول العالم بعد ذلك قرار لمنع حدوث او تكرار هذا الامر مجددآ حيث قامت الأمم المتحدة بتحريك حدود المياه الإقليمية من ستة إلى 11 ميلًا بحريًا، ويعد تدمير جزيرة روز هو الحرب العدوانية الأولى والوحيدة للجمهورية الإيطالية حيث انها لم تهاجم إيطاليا اى احد بعد الحرب العالمية الثانية باستثناء دولة جزيرة روز فقط .

وكانت طريقة أنشا المنصة طريقة مبتكرة يرجع الفضل فيها الى جورجيو فقد عمل على إنشاءنظامًا معياريًا ، فقد استخدم أنابيب – نوعًا من الركائز المتينة – التي كانت فارغة من الداخل ، ثم قاموا بحقن الخرسانة فيها مما جعلها مستقرة جدًا وقوية جدًا لتحمل الجزيرة.”

و حصل على براءة اختراع للهياكل المخفية المستخدمة في بناء المنصة لأنها كانت “طريقة أرخص بكثير لبناء هذا النظام من منصة النفط”.

ويقول لروزنزو ابن جورجيو: الحكومة الايطالية حاولت تفكيك الجزيرة ، لكن ذلك كان مستحيلًا ، لذا احتاجوا إلى قصفها، في الواقع ، كانوا بحاجة إلى قصفين شديدين للجزيرة لتدميرها، وبعد ذلك ، أرسلت الحكومة فاتورة الحرب.