الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: المصالحة العربية

صدى البلد

من بعد مقاطعة بدأت فى منتصف عام 2017 بين قطر وأربع دول عربية هى مصر والسعودية والإمارات والبحرين  انعقدت بالأمس فى مدينة العلا غرب المملكة العربية السعودية قمة مصالحة خليجية قطرية حضرتها قطر ممثلة فى أميرها تميم بن حمد وممثلو دول المقاطعة وقام بتمثيل مصر وزيرخارجيتها السيد سامح شكرى وتم التوقيع على قرار المصالحة .
وبعد تساؤلات عديدة على وسائل التواصل  المصرية من رواد السوشيال ميديا بخصوص هذه المصالحة فأنه لابد من توضيح بعض النقاط الهامة للقارئ 
قرارالمصالحة  ليس مفاجئا على الإطلاق فالسياسة لا تعتمد على المشاعر ولكن تعتمد على المصالح  ، والقمم والعهود الدبلوماسية التى تعتمدها الدول وتوقع عليها لا تعبر أبدا على الحقيقة التى تضمرها القلوب والمشاعر وفى تلك الأوقات يظهر مدى ثقة كل شعب فى قيادته ويقينه بأن قيادته السياسية لن تتخذ أى خطوة إلا لمصلحته ولصالح أمنه القومى مهما كانت التحديات.
ومنذ عام 2017 وبدء المقاطعة فهناك ضغوط أمريكية متعددة ومتزايدة على دول المقاطعة الأربعة لوقف وإنهاء المقاطعة بسبب الخسائر الإقتصادية التى تكبدتها  قطر فعلى سبيل المثال يكفى أن نعرف أن قطر تكبدت أكثر من 100 مليون دولار سنويا فقط  فى قطاع الطيران نظير عبور طيرانها  عبر الأراضى الإيرانية  بدلا من عبورها المعتاد والمنتظم والمختصر عبر الإمارات والسعودية ..وهذا فى قطاع واحد فقط وهو الطيران فما بالنا بباقى القطاعات الإقتصادية الخاسرة والنتيجة المؤكدة هى أن الخسائر القطرية نتيجة المقاطعة  فعلا كبيرة وفادحة .
وبالرغم أنه منذ العام 2017 وطلبات الدول الأربعة من قطر التى كانت أهمها هى إغلاق قناة الجزيرة مباشر ووقف السموم التى تبثها قنوات الجزيرة ومكملين  والوقف الفورى لتمويل الجماعات الإرهابية وأهمها جماعة الإخوان المسلمين وتسليم قياداتها الهاربة والمطلوبين امنيا وكذلك وقف تمويل المليشيات الى تسعى فى تدمير الدول العربية  وإسقاطها لصالح جهات معلومة وغير معلومة  ووقف بناء القاعدة التركية على أراضيها والإنهاء الفورى لوجود الحرس الثورى الإيرانى  وتلك الطلبات لم تنفذ الى الان ولكن قمة العلا ربما تحمل فى طياتها عددا من الطلبات التى تنفذها قطر ولم يتم الإعلان عنها الى الآن .
إن الهدف المعلن من التصالح الخليجي القطرى هو الحد من النفوذ الإيرانى فى المنطقة  وهذا هو الهدف الأمريكى للمصالحة التى انعقدت بالمناسبة بمباركة أمريكية خالصة وبحضور مستشار وصهرالرئيس الأمريكى ترامب جاريد كوشنر والسؤال المهم هما هو كيف تتم المصالحة وتحقيق هذا الهدف والواقع المعروف أنه القاعدة الأمريكية المعروفة فى قطر "العديد"  والتى يقدر قوامها بعشرة الأف جندى أمريكى  تعيش جنبا بجنب مع الحرس الثورى الإيرانى والذى بالمناسبة مصنف من قبل أمريكا بأنه جماعة إرهابية منذ ثلاثين عاما ، ويستعين به الأمير تمتم أمير قطر فى حمايته وبالمناسبة أيضا فإن قطر موقعة مع إيران إتفاقية للدفاع المشترك منذ عام 2009 ومازالت تلك الإتفاقية سارية ولم يتم إلغاؤها الى الان !!!
عزيزى القارئ إن كاتبة هذه السطور تدرك جيدا أن السياسة هى لعبة المصالح والمكاسب والفائز فيها هو من يستطيع الحصول عى اعلى المكاسب  فالمصالحات والمعاهدات هو شكل من أشكال العمل السياسي والدبلوماسي ومثلما عقدنا الكثير من المصالحات والمعاهدات مع دول كان بيننا وبينها حروب وانتصرنا فيها ..بقيت هى العدو الى الان بعد مرور عشرات السنين كذلك سيبقى من مول وقتل جنودنا وأبنائنا  وشارك فى هدم بلادنا.