الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.عصام الهادى يكتب: إصلاح البيوت أمانة

صدى البلد

إن المجتمع المسلم ينبنى صلاح أمره، وعلو شأنه من خلال البيت المسلم والأسرة المسلمة ذات المبادئ الطيبة والقيم النبيلة والأخلاق الحسنة،هذه الأسرة المتمثلة فى الأب القدوة والأم المربية الفاضلة والأبناء فلذة الأكباد، و إصلاح البيوت أمانة في عنق كل مسلم ومسلمة، يريدان رضا الله بتربية ذرية صالحة تساهم في بناء المجتمع المسلم، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} [التحريم:6].
وهناك خطوات لابد من فهمها وتحقيقها على أرض الواقع حتى يتم هذا الإصلاح وبناء المجتمع المسلم المثالى.

ومن هذه الخطوات التي تساعد على إصلاح البيوت:
1_ الاهتمام بغرس العقيدة الصحيحة في قلوب أفراد الأسرة، وتوعيتهم توعية دينية ترضى الله عز وجل، وتوضيح منهج النبى صلى الله عليه وسلم لهم، والحثّ على التخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه حتى يسود الأمن والاطمئنان فى حياة كل منهم.

2 _ حث أفراد الأسرة على الصلاة فى أوقاتها بالرفق والحسنى، فالأولاد يؤمرون بصلاة الجماعة، والنساء صلاتهن في بيوتهن أفضل، كما قال تعالى: {وَامُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].
 وقال تعالى عن نبى الله إسماعيل: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم:55]. روى أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ».
قال ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغار،فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا.

3_الحرص على جمع شمل الأسرة، وعدم تشتتها والترابط بينها، وذلك باحترام الكبير، والرحمة بالصغير، والبر بالوالدين، فإنه من أعظم القربات، والأدب واللطف عند التعامل بين أفرادها، قال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} [الإسراء: 53].
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ».

4_ تربية الأولاد على الكلام الحسن،وتجنيبهم الألفاظ القبيحة، وأن يتحلَّى رب الأسرة بالصبر، والحلم، والحكمة والرفق، فإن أعظم ما يشتت الأسر ويؤدي إلى ضياع الأولاد، وتقطع وشائج الأرحام، ويولد العداوة والبغضاء الطلاق.

5_ عدم مشاهدتهم للمشاهد الخليعة والمواقع  السيئة التي تنشر الرذائل وتدعو إليها، وتحارب الفضائل وتقلل من شأنها، وذلك بالمتابعة والمراقبة لكل أفعالهم وأحوالهم، فهم أمانة فى أعناقنا نحاسب عليها أمام الله عز وجل،وواجبنا أن نصون هذه الأمانة.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معقل بن يسار: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». 
ومن الغش للأسرة بكل أفرادها:تركهم وإهمالهم لما يفسد عليهم دينهم وأخلاقهم.

6_التعاون بين أفراد الأسرة على تنظيم الحياة الأسرية داخل المنزل وخارجه، وذلك بترتيب الأوقات،  وترك الإسراف في النفقات، والحث على النظافة، ونحو ذلك من الأمور التي حث عليها الشرع، ودعت إليها الأخلاق، وتوافقت مع الجوانب الصحية للحياة السليمة..
نسأل الله عز وجل أن يصلح بيوت المسلمين، وأن يبارك فى أبنائنا وبناتنا، وأن يوفقهم لكل خير، إنه ولىّ ذلك والقادر عليه..