الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: أركان الدعوة إلى الله تعالى‎

صدى البلد

للدعوة إلى الله تعالى ثلاثة أسس وأركان، هي ( الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ) نعم فالدعوة إلى الله تعالى تتطلب الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن كما جاء في قوله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ومعلوم أن الحكمة لا تباع ولا تشترى ولا تكتسب إذ أنها هبة ومنحة ربانية وعطاء إلهي . يقول سبحانه  ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) .. والحكمة تعني الميزان ووضع كل شيء في نصابه وإقامة الوزن بالقسط وعدم خسران الميزان ..وهي عبارة عن نور رباني متعلق بالفهم وصاحب الحكمة فهمه يتخطى مدار العقول وادوات الفهم المركبة في الرؤوس . فصاحب الحكمة صاحب فهم رباني أي يفهم من الله عز وجل عن الله  سبحانه بالله تعالى .  وهذا الفهم أشار الحق سبحانه إليه بقوله ( ففهمناها سليمان ) . 

من هنا ولأجل ذلك ليست الدعوة إلى الله تعالى لكل من قرأ واطلع ولا لكل من هب ودب ..هذا وهناك خلط في الفهم بين أهل الوعظ وأهل الدعوة إلى الله تعالى .فالوعظ يعنى التذكير والنصح .التذكير  بالله والجنة والنار والآخرة ومآل العباد .أما الدعوة إلى الله تعالى تعني مخاطبة القلوب قبل العقول والأخذ بأيدي العصاة والمنكرين بحكمة والعمل على تطهير النفوس وتزكيتها وتطبيب القلوب وإصلاحها حتى تؤهل لاستقبال أنوار الهداية ومعرفة ربها عز وجل  واستقبال تجلياته والمقام في حضرة القرب منه سبحانه.  وهي عادة ما تكون بإذن من الله تعالى وأن يكون الداعي صاحب نور وبصيرة يقود به من يدعوه إلى الله تعالى. يقول عز وجل  (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا).

هذا ومن موجبات الدعوة إلى الله تعالى بجانب الحكمة، الموعظة الحسنة .والموعظة الحسنة تكون باللين في الدعوة والتبشير والتيسير وفتح باب الأمل والرجاء للعصاة والمذنبين وعدم تقنيطهم من رحمة الله تعالى والتوجيه بالحكمة وإدراك أن العاصي مريض وهو أحوج ما يكون للعلاج وليس للعقاب أخذا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا إنما بعثنا مبشرين غير منفرين ميسرين غير معسرين ) . هذا والركن الثالث من أركان الدعوة إلى الله تعالى هو المجادلة بالتي هي أحسن وهذا من خلق الإسلام وآدابه ومكارمه فالمؤمن هين لين سمح بعيد عن العصبية والتعصب وبعيد عن الإجحاف والتطاول على الآخرين والسخرية والاستهزاء بعقائدهم وفكرهم وإنما تكون المجادلة باللين وإقامة الحجة دون إثارة من تجادله ويشترط في من يجادل أن يكون هادئ النفس لين الطبع سهل العريكة.

عزيزي القارئ من هنا كما ذكرت من قبل أن الدعوة إلى الله تعالى لا تكون لكل من قرأ واطلع ولا لكل من هب ودب وإنما لها أهل وهم أصحاب الحكمة والفهم الرباني ونور البصيرة .. أصحاب النفوس المطمئنة العارفة بربها عز وجل المستنيرة بهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله المدركة لسماحة الإسلام ورحمته واستقامته واعتداله، الفاهمة لأحكامه وحدوده.