الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.خالد قنديل يكتب: مائةُ عام من الفخر والعزة.. العراق يحتفي بدرع الوطن العتيد

صدى البلد

احتفل العراقيون اليوم الأربعاء، بالذكرى المئوية لتأسيس جيش العراق الباسل التي توافق السادس من يناير كل عام، وكان ذلك بمظاهر احتفالية معبرة عن المشهد الأصيل لهذا الجيش العريق حيث حلقت المروحيات في سماء بغداد، كما شهدت  ساحة الاحتفالات عرضا عسكريا للقوات، ليبقى جيش العراق رغم الظروف القاسية التي مر بها الوطن الحصن الحصين ومدرسة البطولة والفداء والتضحية، بعد مرور 100 عام على تأسيسه، فكان حقًا لأبناء العراق بل وأبناء الوطن العربي الاحتفاء والفخر بالجيش الذي يمثل واحدًا من أعرق جيوش المنطقة والذي تمكن من القضاء على عصابات الشر والضلال "داعش"، هذه العصابات التي ظنت أن العراق سيكون مرتعًا لها وأن تمكنها منه سيجعلها تستمر في مشروعها الإجرامي، حتى كان سقوطها المدوي على يد أبناء الجيش الأبطال الذين سطروا ملحمة كبرى في التاريخ المعاصر، وحتى أصبحت العلاقة بين الجيش والشعب علاقة تماسك وتكاتف ووحدة وتمسك بالعزة والنصر. 

وانطلاقًا من رباط الدمِ واللغةِ والتاريخِ والجغرافيا والهُويّةِ، كنت أتابع فى بغداد ذكرى تأسيس جيش العراق الوطني، هذه الذكرى التي يحقُ لكلِ عِراقيٍ وكلِ عربيٍ أن يحتفيَ ويفخرَ بها، ، افتخارًا بجيشٍ يمثلُ درعًا صلبًا من دروعِ الوطن على امتدادِ تاريخه، وأحسست بالعزة بأن الجيش العراقي سيعود كما كان، فهو الجيشٍ الذي خاض المعارك وصال وجال للحفاظ على ترابِ وطنه وعلى أرواح أبنائه، وعلى مدارِ قرنٍ من الزمان ظل هذا الجيش حائط الصد العتيد الذي يقدم أرواحَ جنودِه وأبطالِه فداءً لكل ذرةِ ترابٍ ولكل نفسٍ غاليةٍ من أبناء العراق والوطن العربي، بقواتِه البرية والجوية والبحْرية، فساند أول ثورة وطنية ضد قوات الاحتلال البريطاني، ولا تزال الوثائق التاريخية والمخاطبات العسكرية، تشهد على جسارة وبطولة هذا الجيش العريق الباسل، وتروي للأجيال بطولاته وبسالته، منذ اشتراكه بمختلف تشكيلاته في الحرب العربية ضد الصهاينة عام ١٩٤٨ وليُظهر الضباط والجنود العراقيون البواسل الذين بلغوا حواليَ ١٨٠٠٠  ضابط وجندي، قدراتِهم وغيرتَهم وانتماءَهم ووفاءَهم للوطنِ العربيِ كلِه.

ولم ولن ينسى التاريخُ المشاركة الفارقةَ للجيش العراقي في حرب أكتوبر ١٩٧٣ تلك الحرب التي ما زالت حاضرة أمام أعينِ الأجيال العربية كدافعٍ لهم بأنه لا مستحيل مع الإصرار، وأيضا ستظل في ذاكرة الإسرائيليين، بأن التعدي على الحقوق لا يضمن أمنًا واستقرارًا لكل معتدٍ، ولم يدم عبر التاريخ "احتلال" مهما طال الزمن، وقد شارك جيشُ العراقِ العظيم بقواته البرية والجوية وتدفق أبطالُه البواسل الشجعان يذودون عن دمشقَ ويحولون دون سقوطها بيد الصهاينة، وقد سارت الدبابات العراقية على لمسافة تزيد على ٦٠٠ كم ودخل الأبطال أرض المعركة أسودًا عربية تدفع عن وطنها الخبائث، ليصبح الجيش العراقي من أكبر الجيوش، وليبقى على العهد قويًا وفيًا مُحبًا للوطن ومحافظًا على ترابه، ومستمسكًا بالعقيدة الوطنية، يخوض بأبطاله إلى الآن المعارك دفاعًا عن العراق وباقي الدول العربية، وليس أدل من معارك تحرير العراق من سيطرة التنظيمات الإرهابية الغاشمة ومن الطامعين في خيرات البلاد العريقة، ذات الحضارة والفكر والشعب الأبي والجيش القوي.