الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: تصحيح لا بد منه!

صدى البلد

توقيف البطولة الوطنية لفسح المجال أمام مباريات كأس العرش، وبالتزامن مع قرب دخول المنتخب المحلي معترك الشأن الأفريقي بالكاميرون، ربما تبرز معه وفي قيمة الوقت المعلن عنه لتوقيف البطولة مسألة قدرة العصبة الاحترافية على إتمام الموسم بأفضل طريقة ممكنة، وضرورة التحذير مما ينتظرنا في الأسابيع المقبلة أو مما يستجد من ظروف، ولا أتصور أن تجربتنا الطويلة مع التأجيلات الماراطونية لأسباب شتى، بعيدة عن الذاكرة وقد استلزمت البطولة الكثير من التعقيدات لإنهاء الموسم، ومعها مشاركة الأندية الخارجية الكثير من الجهد.

وهو ومن وجهة نظري قرار استباقي يحتم ضرورة إيجاد أفضل طريقة ممكنة لضبط ايقاع برمجة البطولة من كل انفلاتات ممكنة تضعها في مهب التأجيل الطويل مرة أو أكثر من مرة، في الوقت الذي لم يجد الموسم الجديد طريقه نحو الثلث الأول، أوحت إلينا لجنة البرمجة بما يثير الشكوك عن ما قيل عن ضبط روزنامة الموسم وتعاقدها مع شركة أجنبية تعنى بهذا الجانب، بما يتعارض في إطار التفكير العملي داخل جامعة الكرة.

تجارب المواسم الماضية توحي بالشكوك حول أزمة مجددة، وبرمجة معرضة لاهتزازات وربما أزمات أخرى قد تترك تأثيرها على مجمل النشاط الكروي وعلاقته بمشاركة الأندية الخارجية، هذا إذا أغفلنا حساب ما تستدعيه مباريات المنتخبات الوطنية، فلا بد إذا من استحضار المخاوف التي قد تتسرب إلى كثير من الأندية التي أنفقت الملايين من أجل بطولة لا تسير على منهج واضح لا لبس فيه ولا مطبات.

بمراعاة الظروف والمستجدات والطوارئ وما أكثرها لدينا، لا أرى غرابة في أمر البطولة واستطالتها في كل مرة، فكل شيء مؤجل أو معطل أو مضطرب في حسابات العصبة الاحترافية لكرة القدم، وأن ما يمكن أن تفلح لجنة البرمجة فيه، أنه كلما ارتفعت حدة المنافسة وزادت ندية التنافس، كان القرار الصادم للجميع وهو تأجيل المباريات إلى موعد لاحق، ما يعني أن موسما كرويا قد يكون حافلا بالمجاملات والمحسوبيات التي هبطت بالبطولة لسنوات إلى الدرك الأسفل لا من حيث المستوى ولا التنظيم.

أتصور مستقبلا أن مبررات التأجيل المنطقية وغير المنطقية مع هذا التوقف طويل الأمد، قد نصل معها إلى حقيقة أكثر سوادا وهي أن البطولة ستظل عرضة شتى من التأجيلات، وبالتالي المجاملات، وسنسأل كثيرا عن الموعد الافتراضي الذي ستنتهي فيه البطولة ولن نحصل على إجابة قاطعة، لنؤكد بهذا للعالم أجمع أن بطولتنا التي عرفت استثناءا هذا الموسم موعدا محددا لانطلاقتها، صارت قاعدة متى سينتهي فيها الموسم.

ما هو أمر وأدهى من هذا، أننا قد نصل إلى مرحلة زمنية يصعب معها إكمال مباريات البطولة بشكل مثالي، وهذا ليس تصورا تشاؤميا، بقدر ما هو استنتاج تفرضه الوقائع ورسمته لنا المواسم السابقة، يضع لجنة البرمجة في أصعب امتحان لوضع برمجة مناسبة تراعي بين توقيت اللعب التنافسي المحلي والتمثيل الخارجي، مما يزيد الصعوبات أكثر في التوفيق بين وضع برمجة تابثة مستمرة للبطولة وإفساح المجال للمشاركات القارية والعربية، بل أن فترة التوقفات في مجملها قد تكون صداعا وعائقا أمام عمل البعض من الفرق، وبخاصة مدربيها، الذين لديهم من الحجج الفنية ما يثبت سلبيات التوقف بين الحين والآخر، وكذلك الأجهزة الطبية التي تربط في كثير من الأحيان بين تعدد الإصابات وفترات التوقف.

وهذا ما يتطلب استحضار الجانب الاحترافي في تنظيم خطوات عملية دقيقة ومدروسة تضع فيه العصبة الإحترافية وبمباركة جامعية جدولا واضحا، يراعي مصلحة الارتباطات المحلية والخارجية، بدلا من وضع البطولة على سكة المجهول، ومن دون خطوة مسبقة كهذه، سنستمر في إعادة انتاج نفس التساؤلات، وسيكون معها الكثير من الجهد والمال العام معرضا للإهدار، وبما له من تأثيرات على موسم الأندية خاصة منها المشاركة قاريا، بل عن كل ما تستدعيه من تخندق وتحزب واصطفافات لن نعرف فيها إلا مزيدا من التعطيل والتخريب لن يعود بالنفع على مستوى البطولة.

لقد تهاوت أمام أنظارنا مطبات عرقلت مسيرة دفع عجلة البطولة نحو مراتب أكثر تشريفا لها حينما نجد أن الأشخاص المسؤولين مازالوا يسيرون بذات النهج الروتيني في هروب الأسباب الحقيقية منها لمواطن الفشل واقتصار دورهم في عرض ما هو شائع ومتداول في الوسط الكروي تظهر تداعياته السلبية في معالجة كل موسم بالرغم أنها من أولويات عملهم.

وهو ما يتطلب الجرأة للخروج من أزمة الاعتداد التي يقبع فيها فكر الإداري، للاتجاه نحو فلسفة جديدة في عملية نجاح خطوات التطوير بوضع اسس للعمل وتطبيقها على أرض الواقع، ولتجنب مستقبلا مطبات المفاضلة بين ما يصب في مصلحة أندية ويضر بأخرى.