رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تداعيات السلالة الجديدة من فيروس كورونا، والتي تم اكتشافها في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، تجعل توزيع اللقاح عاجلا أكثر من أى وقت مضى وعلى الرغم من أنها لا تبدو أكثر فتكًا أو أكثر قدرة على الافلات من اللقاحات، إلا أن البيانات الوبائية في الأسابيع الأخيرة تشير بقوة إلى أن الفيروس أكثر قدرة على الانتقال بنسبة 50 % أو نحو ذلك، وربما يفضي ذلك -في الولايات المتحدة- إلى زيادة مفاجئة لم نشهدها بعد.
وتساءلت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته في موقعها على شبكة الانترنت اليوم الثلاثاء- عن حجم هذا الارتفاع، قائلة إنه في متوسط سبعة أيام، كان لدى بريطانيا 210 حالات جديدة لكل مليون شخص في 3 ديسمبر ، قبل شهر واحد فقط. ويوم الاثنين ، كان لديها 773، في حين كان لدى أيرلندا 50 حالة في الثالث من ديسمبر ، ولديها الآن 456 بالمستشفيات، أما عن مستشفيات لوس أنجلوس كانت تعمل بكامل سعتها.
وبحلول عيد الهالوين ، كانت كاليفورنيا تبلغ 106 حالات لكل مليون شخص. يوم الاثنين بلغ هذا العدد 978 ، مشيرة إلى أنه في حال زيادة عدد الحالات الجديدة المصابة بالفيروس بنفس السرعة كما في بريطانيا وأماكن أخرى في أوروبا فسيتم إغراق المستشفيات هنا ، وسيعاني الكثير من الناس ويموتون.
وأضافت أنه يبدو أن المتغيرات الجديدة تحتوي على طفرات جينية تجعلها أكثر عدوى، ولم يتضح بعد الكيفية التي تعمل بها التغييرات الجينية بالفعل في الفيروس؛ إذ ستستغرق التجارب المعملية وقتًا أطول لمعرفة ذلك، لكن ما يتضح من خلال البيانات الوبائية في بريطانيا هو أن وتيرة انتقال العدوى تتسارع ، حتى عندما تكون المناطق تحت الإغلاق ، وهو ما يشير إلى أن هذا الانتقال ليس مدفوعًا فقط بسلوك بشري مهمل، فزيادة العدوى آخذة في التسارع ، حيث يمكن لشخص واحد أن يصيب الكثيرين ، ويصبح الانتشار هائلًا بمرور الوقت، وهذا تهديد حقيقي للولايات المتحدة، حيث خرج الوباء عن السيطرة ولا زالت جهود الوقاية الأساسية مثل أقنعة الوجه تلقى المقاومة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأيام الأخيرة ، تم اقتراح تمديد نطاق جرعات التطعيم والفترات الزمنية بين الجرعات ، أو إعطاء الناس لقاحين مختلفين في أوقات مختلفة ، من أجل حماية المزيد من الأشخاص في وقت أقرب، وهو الطموح الذي وصفته الصحيفة بأنه جدير بالثناء، ولكن رأت أنه يبدو أنه من الخطورة المقامرة بأساليب جديدة لم يتم التحقق منها بعد من خلال التجارب السريرية، ومن ثم فمن الأفضل الالتزام بالخطة ، ولكن الإسراع بها قدر الإمكان في الوقت ذاته.
واختتمت الصحيفة الامريكية مقالها قائلة إنه في الوقت نفسه ، يجب منح الأولوية القصوى لبدء التجارب السريرية لاستراتيجيات التطعيم البديلة ، والتي قد تثبت جدارتها قبل فترة طويلة، كما أنه لا يتعين أن تستغرق الدراسات الأصغر وقتًا طويلًا. إذ يجب أن يكمن الهدف في الاستخدام الأمثل لكل أداة متاحة لإبطاء الوباء حيث يعني ظهور تلك السلالات الجديدة أن الوقت عامل جوهري أكثر من أي وقت مضى.