الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حمدى متولى يكتب: حكايات تليفزيونجى (4)

صدى البلد


ممدوح الليثى عاشق التميز
دوما أردد وأفتخر بأننى من المحظوظين حيث تعالمت وتعاملت في هذا الكيان العظيم ماسبيرو وعاصرت العمالقة والكبار بمعنى كلمة «الكبار»، ومنهم المبدع الفنان ممدوح الليثى عاشق التميز.. عاشق الفن والإعلام، وصاحب البصمات المهمة والخاصة فى كل موقع تولاه، والذى تحل ذكرى رحيله السابعة فى أيامنا هذه وبالتحديد ١ يناير .
أفتخر بأننى عاصرته من ثمانينيات القرن الماضى وأدعى أننى كنت صديقا له فى بدايات له منذ رمن بعيد.. يثق فى وفى عملى كمخرج بماسبيرو، حتى أننى سجلت معه قصة حياته فى مجموعة من الحلقات التليفزيونية حكى فيها أهم نجاحاته وتعثراته، فكان يقول: لا يوجد نجاح بدون عثرات والمهم أن تتغلب عليها، وكانت نصيحته دائما للشباب التريث وعدم التعجل قائلا: سوف تأتى الشهرة والأموال ولكن الأهم أن تكون متميزا فى كل ما تقدمه.
ممدوح الليثى لم يحقق نجاحه أو اسمه الكبير من فراغ فقد واجه صعويات عديدة خلال تاريخه الطويل والحافل بالإنجازات منذ كتابة أول أعماله السينمائية القصيرة والذى حصل به على جائزة السيناريو، وبدأ مشواره فى عالم الفن والإْلام كمدير لأفلام التليفزيون ثم رئيسا لقطاع الإنتاج، وكان هو أول رئيس للقطاع الذي أسسه وقدم من خلاله فوازير رمضان وروائع الدراما التليفزيونية مثل رأفت الهجان وليالى الحلمية وأرابيسك وناصر ٥٦ والطريق إلى إيلات وغير ذلك من الأعمال التى تعد بصمات فى تاريخ الفن المصرى والعربى.
الليثى أيضا حقق نجاحا كبيرا كرئيس لجهاز السينما وقدم أعمالا متميزة منها واحد صفر وبنات مصر الجديدة وحب البنات وغيرها، وهو أنجح وأهم من ترأسوا جمعية كتاب ونقاد السينما، كما ترأس مهراجن الأسكندرية السينمائى دول البحر المتوسط.
وفى رأيى أن النجاح القوى والحقيقى الذى ينضم لنجاحاته هو كونه نقيبا للسينمائيين.. نلك النقابة التى حقق بها الليثى نجاحات لأعضائها ومكنهم من التواجد القوى فى الساحات الفنية، خاصة أنه لديه ملكة الإنتاج والتأليف حيث كان منتجا فنيا وسيناريست إلى جانب إبداعاته الأخرى.
ممدوح الليثى هو هو ممدوح الليثى فى كل مكان يتولاه فيؤكد بصماته فيه، ولم بترك مكانا إلا ويخلد إسمه به نجاحاته وتفرده ووعيه وحسه الإعلامى والفنى.
أتذكر ذكاءه الإجتماعى وتحفيزه الدائم لكل الشباب عندما كنت فى بداية عملى وقمت بإعداد برومو خاص للمسلسل الفيلمى «الوليمة» وكان ذلك فى ثمانينيات القرن الماضى، وقرر أن يصرف لى مكافأة مبلغ عشرة جنيهات.. وقتها فرحت بشدة وكنت أتناقش مع كثيرين من أبناء جيلى فى أن هذا الرجل يعرف جيدا كيف يجعلك تحب عملك وتتفانى فيه وتخلص له وتبذل كل ما لديك من طاقة وفكر وإبداع حتى تتفوق.
أيضا من الذكريات الجميلة التى جمعتنى بالمبدع الكبير وأفتخر بها دائما، موقف حدث عندما كان رئيسا لجمعية كتاب ونقاد السينما عام ٢٠١١، وجعلت الأجواء والظروف وقتها نقل مهرجان الأسكندرية السينمائى الدولى الذى تنظمه الجمعية سنويا على الهواء متعثرا بل ومستحيلا، فذلل وقتها الليثى كل العقبات وطلب من رئيس المهرجان فى هذا العام الإصال بى لنقله على شاشة التليفزيون المصرى كالعادة، وقد كان… وتم ذلك فى أجواء غاية فى الصعوبة وأتذكر أننى عندما وصلت إلى الأسكتدرية لنقل افتتاح المهرجان على الهواء فى هذه الأيام والظروف الصعبة قال لى ممدوح الليثى: «أنا اللى قلتلهم مافيش غير حمدى متولى اللى يقدر يعمل ده».. تلك الكاملت من مبدع كبير وأستاذ وكاتب ومنتج وإعلامى له ثقله منحتنى ثقة كبيرة وأسعدتنى وأتذكرها الآن فى ذكرى رحيله السابعة.
ويحضرنى هنا أن ممدوح الليثى لأنه مبدع حقيقى وصاحب رسالة، فقد صنع صفا ثانيا عاصره وعايشه وتعلم منه ويكمل مشواره فى جمعية كتاب ونقاد السينما وكذلك مهرجان الأسكندرية السينمائى الدولى، وأذكر الناقد الفنى الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما الذى فعل خيرا بتكريمه اسم الليثى خالدا بوجود مسابقة بإسمه لكتاب السيناريو فى الفعاليات السنوية لمهرجان الأسكندرية وتوزيع جواءز يرعاها الإعلامى د.عمرو الليثى نجل المبدع الكبير وهى فكرة لابد من الثناء عليها وتقديم التحية لها.
أىضا خيرا فعل ماسبيرو وقياداته عندما أطلقوا إسم ممدوح الليثى على استوديو 10 أهم وأكبر وأعرق الاستوديوهات فى الشرق الأوسط. 
الكلام عن ممدوح الليثى لن ينتهى فهو نموذج يحتذى به ، فقط أحببت أن أذكر بعضا من أشياء كثيرة عن رائد من رواد الفن والإعلام بمصر فى ذكرى رحيله .. رحيل الجسد لأن إبداعه سيظل باق بيننا وتتوارثه الأجيال.