الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمل مصطفى تكتب: كبرنا.. واتعلمنا!!!

صدى البلد

عندما كنا صغارا كانت أحلامنا جميلة بسيطة وصغيرة ، أقصاها ان نملك لعبة أو نتنزه فى فسحة ، أو أمنية وحلم طموح أن نصل إلى مهنة معينة فى المستقبل..

كانت أمنيات وأحلام تسعدنا عندما نشتاق إلى تحقيقها ، ننظر الى الغد بعيوان براقة يملؤها حب الحياة ، والأمل ، والشغف ، والتحدى ، لكل ما يعيق تحقيقها  ،  وكان حلمنا الأهم ان نكبر بالعمر ظنا منا اننا سوف نكتسب الخبرة والعلم والمعرفة بالحياة ودروبها وأساليبها ، ونصبح اكثر وعى وإدراك ، قادرين على إجتياز اى مشكلة بسهولة وكانت احلام... ولكنها احلام العصافير !!!   
كم كان الوقت كريما فى طفولتنا كان لدينا وقت للمتعة والخيال ، وقت للدهشة ، وقت للسعادة ، ووقت ايضا للبكاء ، الأن يسرع بنا الوقت حتى فقدت الاشياء قيمتها ومتعتها..

 عندما تسأل أحد الصغار ما حلمك يقول بلا تردد أن أكبر بعمري .  والصغير  يكبر والعمر يسرع به لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه من سرعته ومن كم التحديات والعثرات التى فى رحلته ..فهل كبرنا ووعينا ماهيّة الحياة بشكل صحيح أم أنّه مجرد عدّاد للعمر يعُدُّ بلا إدراك الى ماهية الحياة ؟  
 أن اكبر خطأ يرتكبه الإنسان فى حق نفسه ألا يتعلم ويدرك ماهى الحياة فعندما نظن اننا عرفنا كل الاجوبة تأتى الحياة وتغير لنا كل الاسئلة ، سؤال نسأله لانفسنا ونحن نلقى نظرة إلى أيامنا وأعمالنا ترى اتعلمنا واستوعبنا دروس الحياة هل أصبحنا نجيد فن التعامل مع تحدياتها وقسوتها وعنفها علينا أحيانا ؟؟ نجد أننا تعلمنا الكثير وحملت أرواحنا وأنفسنا بالكثير ، أصبحت أعمارنا أكبر كثيرا من ارواحنا ومشاعرنا  ، وما زال الطفل فينا يترقب البلوغ والمعرفة ..

سوف نسرد بعض من دروس الحياة  التى جعلتنا نشيخ وينبت الشيب فينا ومازالت تلقنا دروس لم تنتهى بعد ..
أثبتت لنا الحياة انها لاتقف على أحد ، نجد إننا نستطيع العيش بالجميع ، وببعضهم او حتى بدونهم ، ونعطى كل شىء حجمه ليس اكثر ولا اقل سواء كانت مشكلة او موقف او أنسان ، ادركنا ان ما بين الإحتيار و الأختيار نقطة قد تجعلنا نعيش سعداء او تجعلنا نعيش حالة من الندم المهم اشتراك القلب والعقل قبل ان نضع تلك النقطة على الحاء فهى نقطة بحجم الحياة هى نقطة المصير  ..
فى قانون الحياة لن تكبر دون ان تتالم ولن تتعلم دون ان تخطىء ولن تنجح دون ان تفشل ، وبكل اختصار لا تعلم منغير ألم التجربة هكذا الحياة وعلينا تقبلها كما هى..  
يقول سارتر لم يقذف بنا الى الدنيا لنعانى بلا معين ..
تعلمنا من الحياة ايضا كيف نعتمد على أنفسنا ولا ننتظر المساعدة من أحد تعلمنا الجلد والقوة والثبات عند كل أزمة تكاد تعصف بنا ، أدركنا فعلا إن الحياة مليئة بالصعوبات ، والمشاكل والعثرات التى لا نجد لها تفسيرًا أو حلول ربما تغلق بعض الأبواب لكن ادركنا عن ثقة ان الله ما يغلق بابا الا فتح اخر ولو بعد حين ، وان كل ما واجهناه من مصاعب لها جانب مشرق لا يعلمها الا الله ، ولا يوجد انسان قويا دون تاريخ وماضى حافل بالتجارب فلا تجد أحد يصل الى مرحلة العقلانية دون ان يدمر شىء ما بداخله وتنزف نفسه حد الألم ليخلق  مارد آخر فى روحه وعقله يقف امام كل التحديات..
من أقوال د.مصطفى محمود (ان كل ذرة فى الكون تشير الى رحمة الرحيم حتى الألم لم يخلقه الله عبثا وانما هو مؤشر وبوصلة تشير الى مكان الداء وتلفت النظر اليه ).
فألم الجسد يضع يدك على موقع المرض والم النفس يدفعك للبحث عن نفسك والم الروح يلهمك ويفتح افاقك الى الإدراك الشامل.. 
كل شىء يمر ويطوى فى ذاكرة النسيان ولا يبقى منه الا شبح الذكرى فقط  ، يذكرنا الشاعر فاروق جويدة  ان الله تعالى جعل النسيان ارضا تمتص الكثير من الاحزان حتى ينقذ الناس من أحزانهم ..
ومن المتعارف عليه ايضا ان فاقد الشىء لا يعطيه..!!  اثبتت لنا الحياة انه العكس تماما ، فاقد الشىء يعطى مما فقده بسخاء لأنه أدرى الناس بمعني الفقدان والحرمان..
وان اليد الواحدة التى سمعنا كثيرا انها لاتستطيع ان تصفق او تفعل شىء بمفردها  تاكدنا انها تستطيع وبقوة ان تقف فى وجه اى رياح بثبات ، فلا حياة لمن يظل واقفا على الضفاف خائفا من التحديات والعثرات ، الحياة لمن يتحرك ،يقدم  ،يقبل ، يخوض ، يتعثر ، ينهض ، متحلى بالصبر والثبات واليقين فى كل احواله حينها يظفر فى النهاية بالنجاح ..
ومن السفر والترحال تعلمت ان كلما خفت الأحمال كانت الرحلة سهلة يسيرة ونحن جميعا فى رحلة الحياة التى لا نعلم هل ستطول ام تقصر ونعلم جيدا اننا سنصل يوما ما الى نهايتها ، فلماذا نحمل فيها ما لا نطيق ونحمل اثقالا من الكره والبغض والحقد والحسد والانانية لما كل ذلك الحمل الثقيل ، وطموحنا ان نصل الى نهاية هذه الرحلة ، طيبين الاثر .
اسند روحك بالايمان وعانق الأمل والعزيمة ولا تستنزف طاقتك مع من لا يشبهك ، وانتصر على ضعفك وخوفك ، وطيب ألمك فلن يعينك أحد على تخطى الصعاب .
لن يتوقف لك الزمن لحظة فما دام القلب ينبض والشمس تشرق والروح فينا فهناك متسع من الوقت لنحيا الحياة مدركين صعوبتها ولكننا نتقن اجتيازها بسلام  .