قال حسن عصفور، الوزير الفلسطيني السابق، إن الانتخابات الفلسطينية القادمة هي فخ سياسي، لأنها انتخابات لإعادة إنتاج سلطة المرحلة الانتقالية وتأكيد الارتباط بالاحتلال، واصفًا وحدة حركة فتح بأنها مصلحة وطنية، لأن استمرار خلاف فتح الكبير وإنهاك الحركة الوطنية وضعف منظمة التحرير هو ردم للثورة الفلسطينية، بينما هناك طرف آخر يقوى ويجد كل الدعم بكل أشكاله ويحضّر لمرحلة ما بعد الانتخابات وأن يكون هو الطرف المقبول في المنطقة أمريكيا وإسرائيليا على طريقة التعايش.
وأضاف خلال حواره مع قناة الغد، تعقيبا على الفيلم الوثائقي "الرواية المفقودة" الذي عرض عبر شاشة قناة الكوفية: إن العودة إلى مربع الخلاف بين دحلان وعباس، له أكثر من جانب.
وتمنى عصفور أن يكون ما حدث رسالة إلى قيادة فتح والرئيس محمود عباس وكوادر فتح وتيار الإصلاح، ليعوا بشكل جدي أن المؤامرة على كل فتح وعلى روح الشهيد الخالد المؤسس أبو عمار، قائلا: "إن لم تنتبه فتح سندفع الثمن وبدلا من أن نكون قاعدة الانطلاقة سنكون رادمة الانطلاقة".
وأضاف: الجانب الأول هو أن القيادي الفلسطيني محمد دحلان يرغب في أن يؤكد أنه غير متهم وأن ينهي هذا الملف قبل الدخول لمرحلة جديدة وأنه لا بد من تبيان الحقيقة وما الذي حدث وكيف تم، وذلك من أجل وضع نهاية لملف لم يخدم حركة فتح بكل مكوناتها، بل أن المستفيدين منه هم خصوم وأعداء حركة فتح.
وأوضح أن دحلان هو أحد أبناء حركة فتح وأحد صناع الشبيبة التي لها مجد خاص داخل الحركة، ولذا فكان لا بد لهذا الملف أن يفتح من أجل وضع نهاية له.
واستطرد أنه على ضوء التطورات الأخيرة فلا بد من أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار لطي حلقة لم تكن بيضاء في تاريخ حركة فتح وهي إحدى المظاهر التي أدت إلى إنهاك فتح والحركة الوطنية، وبالتالي سيطرت الجهات التي تعمل على أن تكون بديلا للمنظمة فكرا وحضورا وأهدافا وسياسة رغم كل ما تطرحه من شائعات أو شعارات ولكن جوهرهم السياسي يؤكد أنهم يريدون أن يرثوا تنظيم فتح الذي بدأ يهرم.
وأشار الوزير الفلسطيني السابق إلى أن تنظيم فتح بحاجة إلى تجديد حيويته وشبابه ودوره من خلال إعادة التفكير الجدي بهذه المرحلة.
وحول انتخابات تجديد المرحلة الانتقالية ووقتها أوضح عصفور أنه شخصيا كان يرى أنها ضارة بالمسألة الوطنية الفلسطينية وأنه عمل لا يجوز.
وأشار إلى أن الوضع العام الفلسطيني وقتها كان منهكا عقب حرب 4 سنوات مع إسرائيل التي قامت بتدمير كل بناء السلطة وحاصرت الدولة ودمرتها بشكل عام، وفي الوقت نفسه كانت الجهة الأخرى -في إشارة لحماس- بالانتخابات مدعومة بشكل غير عادي من أطراف عربية وغير عربية لأنه كان يتم تحضيرها كبديل لفتح.
وفي السياق نفسه أوضح أن قطر تلعب دورا رئيسيا في إنهاك الحركة الوطنية وقتها وأنه ليس غريبا على قطر، فكلما كانت هناك محاولات لإنهاك الحركة الوطنية تبرز قطر.
وأشار إلى أن قطر تبرز الآن مجددا من أجل إعادة إنتاج المرحلة الانتقالية وهي التي أجبرت حماس أمس الأول من أن تقبل بالانتخابات من أجل إعادة إنتاج المرحلة الانتقالية لقطع الطريق على أن يعلن الرئيس دولة فلسطين، وبالتالي يصطدم مع المشروع التهويدي والمشروع الأمريكي البديل، ولهذا السبب تدخلت قطر الآن من أجل إقناع حماس بالانضمام لمشروع إعادة تطويل المرحلة الانتقالية أو ما يعرف بسلطة أوسلو.
وأردف أن سلطة أوسلو انتهى مفعولها عمليا منذ العام 2000 أو 2001.
وأوضح أن هناك فخا جديدا تنصبه قطر ستدفع فلسطين ثمنه إن لم تنتبه باقي الفصائل الفلسطينية الوطنية وإذا لم تنتفض فتح وتعيد وحدتها بشكل حقيقي، فستكون الانتخابات القادمة هي شبه نهاية الحركة الوطنية الفلسطينية والثورة الفلسطينية في ذكرى انطلاقها، لأنها انتخابات لإعادة إنتاج سلطة المرحلة الانتقالية وتأكيد الارتباط بالاحتلال.
وأكد أن استمرار خلاف فتح الكبير وإنهاك الحركة الوطنية وضعف منظمة التحرير يعني القيام بردم الثورة الفلسطينية بينما هناك طرف آخر يقوى ويجد كل الدعم بكل أشكاله ويحضر لمرحلة ما بعد الانتخابات، وأن يكون هو الطرف المقبول في المنطقة أمريكيا وإسرائيليا على طريقة التعايش.
وأضاف أن الإسلامويين بشكل عام لا توجد لديهم أي أهداف وطنية بل أن أهدافهم من الممكن أن تتضارب مع الأهداف الوطنية.
وكان الفيلم الوثائقي "الرواية المفقودة" الذي عرضته قناة الكوفية قد كشف، قصة الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب محمد دحلان.