من حق الشعوب تقرير مصيرها، مبدأ تسير به مصر فى كل الأزمنة والعصور مهمها تغيرت القيادات فالفكر البناء والتنموي هو السائد، فـ مصر دائما الداعم القوي لدول القارة الأفريقية من بينها السودان التى أبدي شعبها رغبته فى الحصول على الاستقلال ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث جاء الإستعمار الإنجليزي ليفتت وحدة الأراضي الأفريقية، ويفرق بين الشعوب ولكن الزعيم جمال عبد الناصر كان له وقفة حاسمة وداعمة للسودان.
ثورة 23 يوليو
السودان ومصر بلدا اجتمعا فى الخير دائما وأبدا تحديا الصعاب من أجل إجلاء المستعمر، فـ مع احتلال الإنجليز لمصر عام 1882 سعي المستمعر لـ تفتيت الوحدة، وقام المستعمر بفرضاتفاقية 1899 التى نصت على أن يتولى الإشراف على السودان ممثل لحاكم مصر وممثل للانجليز، ولكن جاءت ثورة 23 يوليو 1952 لتمثل شعاع الأمل فى التخلص من المستمعر، ولتكون بابا نحو تحرير القارة الأفريقية حيثكلف الرئيس عبد الناصر، محمد فائق وزير الارشاد القومي بدراسة أوضاع القارة وأن يتصل بكل حركات التحرير الأفريقية، وأن يقيم علاقات مع الطلاب الأفارقة الذين يدرسون بالأزهر الشريف.
اقرأ أيضا:
الحزب الوطني الاتحادي
تمكنت مصر من توحيدجميع الأحزاب الاتحادية السودانيةلينبثق فى29 أكتوبر 1952 من القاهرة حزب واحد وهو ما أطلق عليه "الحزب الوطنى الاتحادى"، وفىوقعا الوفدان المصرى والبريطانى على اتفاقية الحكم الذاتى للسودان في 12 فبراير 1953 بعد نجاح زيارة صلاح سالم للجنوب والتي قوبلت بالسرور من قبل الأهالي.
الانتخابات البرلمانية
ونجح الحزب الوطني الاتحادي فى 25 نوفمبر 1953 من الفوز بالأغلبية فى الانتخابات البرلمانية وتم انتخاب إسماعيل الأزهرى رئيسًا للوزراء من قبل المجلس في يناير 1954 وتشكلت الحكومة من 12 وزيرا من الحزب،بعد حرب 1956 تغير الوضع وأصبحت مصر واجهة لكل حركات التحرر فى أفريقيا، وأصبح جمال عبد الناصر هو ملهم القارة ضد الإستعمار.
مصر تمنح الحق للسودان
تقرير الشعوب لـ مصيرها كان هو النهج الذى سار به جمال عبد الناصر خاصة فى ظل إصرار السودانيين على الاستقلال، الأمر الذي جعل عبد الناصر يوافق على مضض، ومن هنامنحت مصر السودانيين حقهم فى تقرير مصيرهم، كما قرر الرئيس عبد الناصر استمرار عمل المؤسسات التعليمية والثقافية المصرية فى السودان، كما ترك أسلحة الجيش المصرى هدية للجيش السودانى.
جمال عبد الناصر والسودان
أذهل موقف جمال عبد النصر المستعمر الإنجليزي نظرا لقبول وإيمانه بفكرة الاستقلال وعدم حق الفتح الذى لا يتماشي مع روح العصر، كما قامعبد الناصر بـ إدخال تقرير مصير السودان في مفاوضات الجلاء مع الإنجليز عن مصر، لأنه كان ينظر إلى ضرورة تحرير السودان من الاستعمار الانجليزي أيضا.
يناير 1956
بعد أن وافق على جمال عبد الناصر على استقلال السودان وحقها فى تقرير مصيرها كان لابد من مشاركة الأشقاء فرحتهم فقد سافرعبد الناصر إلى الخرطوم ليعلن عن قرارا تاريخيا وهو استقلال الشعب السودانى أمام البرلمان.
ففى جلسة تاريخية عقدت فى مطلع يناير 1956 أعلن رئيس الوزراء إسماعيل لأزهرى استقلال السودان، موضحًا أنه تلقى اعترافًا من جمال عبد الناصر و"سلوين لويد" وزير خارجية بريطانيًا بذلك، وبعد اعلانه استقلال السودان قام الرئيس جمال عبد الناصر بمنحها السلاح والكوادر والجنود المصريين.
لم ولن تتخلى مصر عن علاقاتها الأخوية بعد الاستقلال فمصر دائما السند لأشقائها الأفارقة والدليل على ذلك هوأنه بعد 1967 تم نقل الكلية الحربية إلى الخرطوم وأنشأنا مطارًا هناك، كما أن جمال عبد الاصر ظل محبا للسودان خاصة أنه سافر إليها أكثر من مرةاولها عندما طلب عبد الناصر النقل إلى السودان سنة 1941، وكانت السودان حينها جزءًا من مصر. عاد جمال عبد الناصر من السودان في سبتمبر 1942.
زار عبد الناصر أقليم دارفور في السودان عام 1960، وزار الخرطوم فى مؤتمر القمة العربية التى استضافتها الخرطوم فى 29 أغسطس 1967، كما زارها فى 1 يناير 1970، وفى 16 فبرير 1970، وفى مايو 1970.