يستعد طلاب المدارس حاليا لموسم امتحانات الفصل الدراسي الاول من العام الدراسي الحالي 2020/2021 ، وتعد فترة الامتحانات من اكثر الفترات التي يخشاها الطلاب واسرهم حيث يسودها التوتر والقلق والارتباك لدرجة ان اكثر جملة يتم ترديدها في البيوت المصرية طوال هذه الفترة "منهم لله اللي اخترعوا الامتحانات".
ومن هذا المنطلققرر موقع صدى البلد الخروج عن نص الكلام التقليدي عن الحصص والمقررات والمذاكرة والنجاح والرسوب ، ليركز في السطور التالية على حكاية بعنوان "مين اللي اخترع الامتحانات ؟ " وذلك لمحاولةكسر حالة التوتر التي تسود الاجواء حاليا.
يحكى أن الامتحانات هي في الاساس اختراع صيني قديم ، فمنذ 2000 عاما ابتكرت الصين ما يسمى بالامتحان الامبراطوري ، حيث كان امبراطور الصين يختبر موظفي الدولة مرة كل 3 سنوات بهدف قياس مستواهم واتخاذ قرار نهائي إما بترقيتهم أو فصلهم ، وظل الجهاز الحكومي هناك يتم اختياره بالامتحانات حتى عام 1905 ، وكان المرشحون الناجحون يشتركون في اللغة والثقافة المشتركة، الأمر الذي ساعد في تشكيل الحياة الفكرية والثقافية والسياسية للصين
وانتشر نظام الامتحانات الصيني بسرعة في الدول المجاورة ،ففي بريطانيا، قامت شركة الهند الشرقية البريطانية، لأول مرة، باستخدام طريقة الامتحانات الصينية لاختيار موظفيها، وبعد نجاح الشركة تبنت الحكومة البريطانية اختبار النظام لفحص موظفي الخدمة المدنية في عام 1855.
وبعد ذلك، أصبح نظام الامتحاناتيطبق داخل المدارس الابتدائية والثانوية، ويعتمد على العلامات والاختبارات الموحدة، وفي منتصف القرن التاسع عشر بدأت الجامعات العمل بنظام الامتحانات التحريرية، لتقييم مهارات الطلاب، بعدما كانت تعتمد على الامتحانات الشفوية منذ القرون الوسطى، وكانت جامعة كمبردج أول من استخدم ذلك، ثم انتقلت الامتحانات إلى جامعة أكسفورد، وغيرها من الجامعات، وتم تعميمها في عدد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا وألمانيا، وأصبح اختيار الموظفين والإداريين وإعطاء الشهادات للمتعلمين يتم عن طريق الكفاءات، وليس عن طريق المحسوبية والنفوذ.
وبالنسبة للعرب، فكان النظام التعليمي خاليًا من الامتحانات، حيث لم يكن يشترط على المتعلمين تأدية امتحانات معينة، وكانت الشهادات تمنح من الأساتذة للطلبة المجتهدين، دون امتحان، وتنص على أن الطالب درس كتاب كذا، أو منهج كذا، على يد استاذ معين .