لم يبق أمام أطباء بريطانيا في المناطق الأكثر تضررًا من فيروس كورونا سوى أيام معدودة قبل أن يضطروا لاتخاذ قرارات مرعبة بشأن من سيتلقون الرعاية الصحية ومن سيُتركون لمصيرهم دون قدرة على رعايتهم.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن استشارية التخدير كلوديا باولوني تحذيرها من أن الضغط على المستشفيات والخدمات الصحية في المناطق الأكثر تضررًا بالبلاد وصل إلى نقطة الذروة ومستمر بالزيادة، فيما تصطف سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى أمام المستشفيات وتمتلئ أجنحة الرعاية المركزة بالمصابين بفيروس كورونا.
وأضافت الصحيفة أن بعض مستشفيات العاصمة لندن أجرت اتصالات مع مستشفيات بمقاطعة يوركشاير التي تبعد أكثر من 150 ميلًا، لسؤالها عما إذا كانت مستعدة لاستقبال حالات حرجة تحتاج إلى دخول أجنحة الرعاية المركزة.
وأوضحت باولوني أنه مع تناقص عدد أسرّة المستشفيات المتاحة والمعدات وانشغال الأطقم الطبية إلى الحد الأقصى، فقد تبقت أيام قلائل قبل أن يتم تقنين الرعاية الصحية بحيث يُترك البعض دون فرصة لتلقيها.
وتابعت استشارية التخدير أن تقنين الرعاية الصحية سيتطلب من القائمين على إدارة المستشفيات اتخاذ قرارات صعبة بشأن من سيدخلون أجنحة الرعاية المركزة وكم من الوقت سيستمر علاج المرضى الذين لا تتحسن حالاتهم.
وتشير بيانات مسربة إلى أن جميع الأسرّة في وحدات الرعاية الصحية في العاصمة لندن وشرق وجنوب شرق إنجلترا أصبحت مشغولة بالمرضى، وليس معروفًا بعد ما إذا كانت مستشفيات مقاطعة يوركشاير ستستطيع تخفيف الضغط عن المناطق الأكثر تضررًا.
وانقسم فيروس كورونا الآن إلى عدة سلالات مميزة منذ تفشي الوباء العام الماضي، وتعاني بعض الدول من الفيروس المتحور الجديد والذي أصبح أكثر عدوى بنسبة تصل إلى 70%، وهنا يُطرح تساؤل: "هل ستصبح السلالة الجديدة من الوباء العالم باسم Covid-20؟".
ومن المؤكد الآن أن جائحة Covid-19 ستستمر حتى عام 2021 ، وتستمر الحالات في جميع أنحاء العالم في الارتفاع، ووفقًا للعلماء، فإن سلالتين متميزتين من Covid-19 وراء الانتشار، واحدة من المملكة المتحدة والأخرى من جنوب أفريقيا.
وأنشأ الباحثون تصنيفًا فيروسيًا يقسم الأمراض إلى عائلات وسلالات وعزلات مختلفة، فعلى سبيل المثال "كوفيد" هو عضو في عائلة الفيروس المستجد ، والتي تشمل أمراضًا أخرى مثل "السارس وفيروس كورونا ونزلات البرد"، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وفيروسات كورونا هي أيضًا نوع من فيروسات الحمض النووي الريبي، وهي ثلاثة من ستة فئات مختلفة من الفيروسات يمكن أن تكون مفردة أو مزدوجة الشريطة.
واكتسب Covid-19، المعروف أيضًا باسم 2019-nCoV، اسمه من قبل العلماء العام الماضي، وأوضحت مجموعة دراسة Coronaviridae التابعة للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات كيفية تصنيف الفيروسات في ورقة نُشرت في وقت سابق من هذا العام.
وأوضحت الورقة متعددة الجنسيات، التي تحمل عنوان "الأنواع الفيروسية التاجية المرتبطة بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الشديدة: تصنيف 2019-nCoV وتسميتها SARS-CoV-2''، سبب عدم اتخاذ السلالات الجديدة اسمًا مميزًا.
وأوضحوا أن العملية الكامنة وراء تحديد الهوية تطلبت من الباحثين العثور على سمات مميزة عن الفيروسات الأخرى المحددة، ويحتاج تصنيف فيروسات الحمض النووي الريبي إلى النظر في تنوعها الجيني المتأصل، والذي ينتج عنه غالبًا فيروسين أو أكثر بتسلسلات جينوم غير متطابقة ولكن متشابهة تعتبر متغيرات من نفس الفيروس.