قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل تعوي الكلاب لرؤية ملك الموت؟ السُنة النبوية تحسم الجدل

نباح الكلاب والموت
نباح الكلاب والموت
×

ينتشر على ألسنة العامة من الناس أن الكلاب تعوي عند رؤية ملك الموت، وأن الحيوانات ترى الملائكة، ويتساءَل المثقفون عن حقيقة الأمر، وبالبحث في السنة النبوية، يوجد حديثثابت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتُم صِياحَ الدِّيكةِ فسَلُوا الله تعالى من فَضْلِه؛ فإنَّها رأت مَلَكًا، وإذا سمعتُم نهيقَ الحِمارِ فتعَوَّذوا بالله من الشَّيطانِ؛ فإنَّها رأت شيطانًا».

ثبت في السنة الصحيحة أن الحمار يرى الشيطان، فيكون سببًا من أسباب نهيقه، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ» رواه أبو داود.

والثابت أيضًا «أن فرس أُسيد بن حُضير أحسَّت بالملائكة التي نزلت تستمع إلى القرآن، فاضطربت وكادت تُؤذي الولد النائم»، كما رواه البخاري ومسلم. وروى النسائي والحاكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا سمعتم نُباح الكلاب ونَهيق الحمير في الليل فتعوَّذوا بالله من الشيطان الرجيم، فإنها ترى ما لا ترَون، وأقلّوا الخروج إذا هدأت الرِّجْل، فإن الله يبث في الليل من خلقه ما شاء»، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم.

يُؤخذ من هذا أن الحيوانات ترى من مخلوقات الله المغيبة عنا ما لا يراه الإنسان، لكن الربط بين حيوان بعينه وما يراه إن كان مَلَكًا أو شيطانًا يُقْتصر فيه على ما أخبرنا به النبي -صلى الله عليه وسلم- بطريق صحيح، ولم أعثُر على حديث يُعْتَمد عليه في الاعتقاد بأن الكلب يرى مَلَكَ الموت، كما هو شائع بين العامة.

هل الديك يرى الملائكة والحَمِيرِيشاهد الشياطين؟
شرع لنا عند صياح الديك أن نسأل الله من فضله، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطانًا، وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكًا».

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أمرنا بتحري أوقات استجابة الدعاء، مشيرًا إلى أن هناك ثمانية أوقات فيها يستجيب الله سبحانه وتعالى الدعاء، أولها عقب الصلوات المكتوبة، وثانيها عند ثلث الليل الآخر.

وأوضح «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بما أخرجه الترمذي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: «جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ»، وثالثًا الدعاء بين الأذان والإقامة، فقَالَ صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ» أخرجه الترمذي، ورابعًا عند نزول المطر.

وأضاف: أن الوقت الخامس يكون في ساعة الإجابة يوم الجمعة، والسادس في السجود، والسابع عند سماع صياح الديك، والثامن عند شرب ماء زمزم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَاءُ زَمْزَمَ، لِمَا شُرِبَ لَهُ» أخرجه ابن ماجه.

شرح الحديث:
قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا سمِعتُم صِيَاحَ الدِّيَكَةِ»، الدِّيَكةُ: جمعُ دِيكٍ، وهو ذكَر الدَّجاج، وللدِّيكِ خَصيصةٌ ليستْ لغيرِه من معرفةِ الوقت اللَّيليِّ؛ فإنَّه يُقسِّطُ أصواتَه فيها تَقسيطًا لا يكادُ يتفاوَتُ، ويُوالي صياحَه قبلَ الفَجرِ وبَعْدَه لا يكادُ يُخطئ، سواءٌ أطالَ اللَّيلُ أم قصُر.

وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «فاسألوا اللهَ مِن فضلِه»، أي: فادْعُوا أو اطلُبوا، أو قولوا: اللهمَّ إنَّا نسألُك من فَضلِك؛ «فإنَّها رأتْ ملَكًا»، أي: فإنَّ الملائكةَ حاضرةٌ حينئذٍ، فيَدْعو رَجاءَ تأمينِ الملائكةِ على دُعائِه واستغفارِهم له وشهادتِهم له بالإخلاصِ؛ «وإذا سمِعتُم نَهِيقَ الحِمار»، أي: صوتَه المُنكَرَ، «فتعوَّذوا بالله من الشَّيطانِ»، أي: قولوا: أعوذُ بالله مِن الشَّيطانِ الرَّجيم، «فإنَّه رأى شيطانًا»، أي: يكونُ الشَّيطانُ حاضرًا عند ذلك، فيتعوَّذ باللهِ خوفًا من شرِّه.

كيف يقبض ملك الموتالأرواحفي بيت فيه كلب؟اتفق الفقهاء على أنه لا يجوزاقتناء وتربية الكلابإلا لحاجة، أولًا: كالصيد، ثانيًا: الحراسة، ثالثًا: أو للماشية، رابعًا: أو للزرع، خامسًا: ومساعدة الضرير، وغير ذلك من وجوه الانتفاع التي لم ينهِ الشارع عنها، ويجوز تربية الكلب الصغير الذي يتوقع تعليمه الصيد؛ أو لاتخاذه لهذه المنافع المذكورة، ولا ينبغي اتخاذه لغير ما ذكر من منافع.

قالت دار الإفتاء، إنه جاء في السنة النبوية الشريفة ترتيب نقص الأجر علىاقتناء الكلابواتخاذها ما لم يكن ذلك لغرضٍ من أغراض الانتفاع التي أباحها الشرع؛ كالصيد والماشية والزرع؛ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «مَنِ اتَّخَذَ كَلبًا إلَّا كَلبَ ماشِيةٍ أو صَيدٍ أو زَرعٍ انتَقَصَ مِن أَجرِه كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ» متفق عليه مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفِي رواية أخرى: «قِيراطانِ».

وأضافت الإفتاء أنه قاسَ الفقهاء على هذه الأغراضِ غيرَها مِن وجوه الانتفاع الصحيحة؛ كحفظ البيوت وحراسة الدُّرُوب وغيرهما مِمَّا يُمكن أن يُنتَفَع بالكلاب فيه، على اختلافٍ بينهم في توسيع ذلك؛ نظرًا للعِلَّة المفهومة مِن الحديث وهي الحاجة، أو تضييقه؛ وقوفًا عند مَورد النص.

ونقلت الإفتاء قول الحافظ ابن عبد البر المالكي في "التمهيد": «وكذلك ما كان مثل ذلك، كما يُقتَنى للصيد والماشية وما أشبه ذلك، وإنما كُرِهَ مِن ذلك اقتناؤُها لغير منفعة وحاجة وَكِيدة؛ فيكون حينئذٍ فيه ترويع الناس وامتناع دخول الملائكة في البيتِ والموضعِ الذي فيه الكلب، فمِن ها هنا -والله أعلم- كُرِهَ اتخاذُها، وأما اتخاذها للمنافع فما أظن شيئًا مِن ذلك مكروهًا؛ لأن الناس يستعملون اتخاذها للمنافع ودفع المضرة قرنًا بعد قرنٍ في كل مصرٍ وباديةٍ فيما بلغنا والله أعلم، وبالأمصار علماء ينكرون المنكر ويأمرون بالمعروف ويسمع السلطان منهم، فما بلغنا عنهم تغييرُ ذلك إلا عند أذًى يَحدُث مِن عَقر الكلبِ ونحوه».

فقد ورد في ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الشيخان -واللفظ للبخاري- من حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه: «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ --أي: تماثيل تعبد من دون الله-»، غير أن العلماء متفقون على أن هذا الحديث ليس على ظاهر عمومه، وأنه يُستثنَى مِن ذلك الحَفَظَةُ ومَلَكُ الموت وغيرُهم مِمَّن لا يُفارِقُون ابنَ آدم، ثم اختلفوا: هل هذا خاصٌّ بالكلاب التي لا يُؤذَن في اقتنائها، أم أنه عامٌّ في كل الكلاب: على قولين، أرجحهما الأول؛ بقرينة الإذن، على أن مِن العلماء مَن يخصص ذلك بملائكة الوحي، فيكون ذلك خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وأشارت إلى أن العلماء أن سبب نقصان الأجر هو امتناع الملائكة مِن دخول البيت بسببالكلب، لأن رائحته كريهة، والملائكة تكره الرائحة الخبيثة، وقيل: لِمَا يلحق المارِّين مِن الأذى مِن ترويع الكلب لهم، وقيل: عقوبةً لاتخاذ ما نُهِيَ عن اتخاذه وعصيانه في ذلك، وقيل: لِما يُبتَلى به مِن ولوغه في غفلة صاحبه ولا يغسله بالماء.

وأوضحت: أما بالنسبة لنجاسة المكان الذي يوجد فيه الكلب: فجمهور الفقهاء يرون نجاسة الكلب مستدلين بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ» متفق عليه، ويرى الإمام مالك طهارته؛ لأن كل حيٍّ طاهرٌ عنده، وأَوَّلَ هذا الحديثَ بأنه على سبيل التعبد من غير علة، وعلى قول الإمام مالك يكون مكان الكلب طاهرًا.

وأفادت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكمتربية الكلاب بغرض الحراسة؟»بأنه لا مانع من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط ألَّا يروع الآمنين أو يزعج الجيران، منوهة إلى أن اقتناء الكلب المحتاج إليه لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم، موضحة: أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب المالكية في القول بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مُصلًّى لا يدخله الكلب.