سلط تقرير نشره موقع "Live Science"، الذي يختص بالتركيز على الأخبار العلمية والطبية، الضوء على أغرب الحالات الطبية التي شهدها العالم على مدار العام الجاري 2020، والتي كان من بينها على سبيل المثال وليس الحصر: تحول لون بول مريض أمريكي إلى اللون الأخضر ومعاناة آخر من حساسية تجاه البرد واكتشاف دبوس خياطة في قلب مراهق، والقائمة طويلة.
ونرصد في التقرير التالي مجموعة من أغرب الحالات الطبية في عام 2020:
1. البول الأخضر:
تحول لون البول إلى الأخضر هو بدون شك أمر مخيف، لكن مريضًا من مدينة "شيكاغو" الأمريكية اكتشف أن هذه الحالة يمكن أن تكون أحد الآثار الجانبية النادرة لبعض الأدوية، وأورد تقرير "Live Science" تفاصيل هذه الحالة موضحًا أن المريض، وهو مسن في الـ62 من عمره، كان قد نُقل إلى أحد المستشفيات بعد أن تبين وجود مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون في دمه، وهي حالة يمكن أن تهدد حياته.
وبحسب ما نقله الموقع العلمي عن تقرير نشرته إحدى المجلات الطبية الأمريكية في الـ2 من ديسمبر الجاري، فإن الأطباء المعالجين وضعوا المريض على جهاز تنفس صناعي وأعطوه مخدرًا عامًا يُعرف باسم "بروبوفول- Propofol"؛ وبعد مضي 5 أيام تحول لون بول المريض، الذي كان يتم تجميعه في كيس قسطرة، إلى الأخضر.
على الرغم من أن تغير لون البول إلى الأخضر يمكن أن يحدث نتيجة لعدد من العوامل، إلا أنه في هذه الحالة كان عقار "بروبوفول" هو السبب. ويستخدم هذا الدواء على نطاق واسع للتخدير العام وفي حالات نادرة يمكن أن يتسبب في تحول لون بول المريض إلى الأخضر، لكن لحسن الحظ، فإن تغير اللون يعد "حميدًا" ويختفي هذا الأثر الجانبي بمجرد توقف استخدام الدواء، وأكد تقرير المجلة الطبية أن بول المريض عاد بالفعل إلى لونه الطبيعي بمجرد إيقاف استخدام الدواء المشار إليه.
2. حساسية البرد:
من الممكن أن يصاب الناس بالحساسية تجاه أي شيء تقريبًا، حتى الهواء البارد، ويمكن القول إن ذلك بالضبط هو ما أصاب مريضًا في ولاية "كولورادو" الأمريكية، والذي عاني من رد فعل تحسسي شديد الحدة تجاه البرد، لدرجة أنه كاد يفقد حياته.
أورد تقرير نشرته مجلة "The Journal of Emergency Medicine" الطبية في الـ27 من أكتوبر الماضي تفاصيل هذه الحالة، حيث أفاد بأن المريض، البالغ عمره 34 عامًا، انهار وسقط أرضًا عقب خروجه من حمام ساخن إلى الهواء البارد، وقد تعرض أيضًا لمشاكل في التنفس وعانى من طفح جلدي، وكان رد الفعل التحسسي الذي أثر على جسده بالكامل والذي يُعرف باسم "Anaphylaxis" أو "الحساسية المفرطة" يشكل تهديدًا على حياته.
وشخّص الأطباء إصابته بـ"Cold Urticaria" أو "أرتيكاريا البرد"، وهي عبارة عن رد فعل تحسسي للجلد بعد التعرض لدرجات الحرارة الباردة، بما في ذلك الهواء البارد أو الماء البارد، وأكثر الأعراض شيوعًا لهذا النوع من الحساسية ظهور طفح جلدي أحمر مثير للحكة بعد التعرض للبرد، لكن في حالات أكثر خطورة يمكن للمرضى الإصابة بـ الحساسية المفرطة، والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بالإضافة إلى صعوبة التنفس الناجمة عن ضيق المسالك التنفسية.
يشار إلى أن الحالة الصحية للمريض تحسنت بعد علاجه بـ مضادات الهيستامين والستيرويدات، ووصف له الأطباء المعالجون حاقِن الإبينيفرين (الأدرينالين) الذاتي، والذي يمكن استخدامه في علاج الحساسية المفرطة في حالات الطوارئ.
3. العرقسوس القاتل:
في حالة طبية غريبة من نوعها، توفي مريض من ولاية "ماساتشوستس" الأمريكية عقب تناوله كمية كبيرة من حلوى "عرق السوس الأسود".
ووفقًا لما ورد في تقرير لمجلة "The New England Journal of Medicine" الطبية في الـ23 من سبتمبر الماضي، فإن المريض، البالغ عمره 54 عامًا، فقد وعيه فجأة إثر معاناته من مشكلة شديدة الخطورة في ضربات القلب، وأوضحت عائلته أنه كان يتبع نظامًا غذائيًا سيئًا، فضلًا عن أنه كان خلال الأسابيع التي سبقت وفاته يستهلك يوميًا كمية كبيرة من حلوى عرق السوس الأسود؛ ورغم تلقيه علاجات متعددة في وحدة العناية المركزة إلا أنه توفي بعد 32 ساعة من وصوله إلى المستشفى.
وأفاد تقرير "Live Science"، نقلًا عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بأن عرق السوس الأسود غالبًا ما يحتوي على مركب يُعرف باسم "Glycyrrhizin" أو "جلاسيريزين" وهو مشتق من جذر عرق السوس، ومن ثم فإن تناول كميات كبيرة من جذر عرق السوس أو الحلوى ذات النكهة المستخرجة من جذور نبات عرق السوس يعتبر أمرًا خطيرًا ومهددًا للصحة، إذ أن مركب "جلاسيريزين" يخفض مستويات البوتاسيوم في الجسم، وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
4. دبوس خياطة في القلب:
بعد معاناة مراهق في الـ17 من عمره من الآم مبرحة في الصدر، اكتشف الأطباء المعالجون أن سبب هذه الآلام غير متوقع إطلاقًا، إذ كان هناك دبوس حياكة في قلبه.
وجاء في تقرير لمجلة "The Journal of Emergency Medicine" نُشر في الـ29 من يوليو الماضي أن المراهق كان قد توجه إلى قسم الطوارئ بأحد المستشفيات عقب معاناته من آلام الصدر والتي امتدت لتصيب ظهره، وتبين من خلال الفحوصات الطبية والأشعة المقطعية على الصدر وجود "جسم معدني غريب مستقر في قلبه"، واتضح أن الجسم المعدني الغامض هو في حقيقة الأمر عبارة عن دبوس حياكة بطول 3.5 سنتيمتر، وقد تمكن الأطباء من استخراجه من خلال جراحة قلب مفتوح.
كان المريض قد أخبر أطباءه في البداية بأنه لم يبتلع أي أجسام غريبة، لكنه كشف في وقت لاحق أنه يتولى حياكة ملابسه بنفسه، واعتاد في بعض الأحيان وضع دبابيس الحياكة في فمه، مؤكدًا أنه لم ينتبه إلى ابتلاعه أحد الدبابيس.
تجدر الإشارة إلى أن المراهق تعافى عقب خضوعه للعملية الجراحية، ولم يتعرض لمضاعفات.
5. الطحال المتجول
في حالة طبية أخرى نادرة، فوجئت سيدة من ولاية "ميشيجان" الأمريكية بأن طحالها تحرك داخل جسدها مسافة تُقدر بنحو 30 سنتيمترًا خلال 48 ساعة، وتبين أن المريضة تعاني من حالة تُعرف باسم "Wandering Spleen" أو "الطحال المتجول"، والتي تحدث عندما تضعف الأربطة التي تحافظ على الطحال في مكانه وتسمح للعضو بالتحرك داخل الجسم.
وأظهرت أشعة مقطعية لبطن المريضة التُقطت بفارق يومين أن طحالها تحرك من الربع العلوي الأيسر من بطنها إلى الربع الأيمن السفلي، بحسب ما ورد في تقرير لمجلة طبية نُشر بتاريخ الـ19 من نوفمبر.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن المريضة كانت تعاني من مشكلة في الكبد أسفرت عن تضخم طحالها، مما أدى بدوره إلى تمدد الأربطة المحيطة بالطحال؛ وبالنسبة للعلاج النموذجي المعروف لهذه الحالة فهو يتمثل في استئصال الطحال، لكن المريضة كانت تأمل الخضوع لعملية زراعة كبد، ولذلك فمن الممكن أن يؤدي خضوعها لجراحة منفصلة لاستئصال الطحال إلى مضاعفات تحول دون تمكنها من الحصول على كبد سليم، لذا قرر الأطباء الانتظار واستئصال الطحال في نفس وقت إجراء عملية زراعة الكبد.
6. مريضة ناقلة لعدوى كورونا لـ70 يومًا بدون أعراض:
عادة ما يكون المرضى المصابون بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) معديين أو ناقلين للعدوى لمدة 8 أيام تقريبًا بعد إصابتهم بالعدوى، لكن سيدة من ولاية "واشنطن" الأمريكية ظلت ناقلة للعدوى المميتة لمدة قياسية وصلت إلى 70 يومًا على الرغم من عدم ظهور أي أعراض للمرض عليها مطلقًا، حسبما نشرت مجلة "Cell" العلمية في تقرير لها بتاريخ الـ4 من نوفمبر.
يذكر أن المريضة، البالغة من العمر 71 عامًا، كانت تعاني من سرطان الدم، لذا فإن جهازها المناعي كان ضعيفًا وأقل قدرة على تطهير جسدها من فيروس كورونا المستجد، وكانت قد أصيبت بالعدوى في أواخر شهر فبراير، وخضعت على مدار 15 أسبوعًا لاختبارات كورونا أكثر من 12 مرة، ورُصد الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي لديها لمدة 105 أيام، كما رُصدت جزيئات الفيروس المعدية لمدة 70 يومًا على الأقل.
وتمكنت المريضة في النهاية من التخلص من الفيروس، لكن الأطباء لا يعرفون كيفية حدوث ذلك؛ وتشير هذه النتائج إلى أن المرضى المصابين بـ كورونا والذين يعانون من ضعف المناعة يمكن أن يكونوا ناقلين للعدوى لفترات أطول بكثير من المتعارف عليها.
7. ثلاث كلى في جسد مريض:
تسبب مريض برازيلي في الـ38 من عمره في حالة من الذهول لأطبائه بعد أن اكتشفوا أنه ليس لديه كليتين لكن ثلاث كلى في حالة نادرة للغاية.
كان المريض قد توجه للحصول على استشارة طبية جراء معاناته من آلام شديدة في الظهر، بحسب ما جاء في تقرير مجلة طبية نُشر بتاريخ الـ6 من مايو، وأظهر فحص بالأشعة المقطعية أن آلام الظهر التي يعاني منها كانت بسبب "انزلاق غضروفي" وهي حالة شائعة، لكن الأطباء لاحظوا في الوقت ذاته أن لديه 3 كلى، كلية تبدو طبيعية في جانبه الأيسر بالإضافة إلى كليتين مدمجتين بالقرب من الحوض.
يذكر أن وجود 3 كلى تعد حالة نادرة، ولا يوجد سوى أقل من 100 حالة مسجلة فقط؛ ووفقًا لتقرير المجلة الطبية، فإن المريض لم يكن في حاجة إلى أي رعاية طبية فيما يتعلق بكليته الزائدة، واكتفى الأطباء بوصف مسكنات من أجل آلام ظهره.