رغم حصول الأم على تصريح من الأطباء بالخروج من المعهد القومي للكبد بعد تحسن حالتها إلا أنها رفضت حتى تستمر إلى جانب طفلتها بعد أن نقلت إليها جزء من كبدها، كان هذا التصرف من جانب الأم أبرز ما في اليوم الأخير بحياة الطفلة ليلي صاحبه ال ٤ سنوات والتي توفت عقب زراعة كبد لها من والدتها.
كانت الساعات الأخيرةفي حياة الطفلة ليلي مثيرة للشفقة وكأنها أرادت أن تودع الحياة وهي في حضن أمها حيث قام الأطباء أمس بكتابة تصريح خروج للام ولاء بعد تحسن حالتها ولكنها رفضت وطالبت أن تكون بجوار نجلتها حتي تطمئن عليها.
وكانت الأم خلال فترة وجودها بالمستشفي تزورها يوميا بالعنايه المركزة وتطمئن عليها من وراء الزجاج حتي جاء يوم امس ودخلت الام لطفلتها العناية المركزة لتقضي معها اليوم بأكمله واستجابت الطفلة لنداءات الام وكأنها تودعها.
وقام الأطباء بفصل جهاز التنفس الصناعي عن الطفلة حيث بدأت في التحسن واستجابت للام وشعرت أنها بجوارها في مشهد اثار دهشة الجميع.
وقضت الام اليوم مع طفلتها التي وهبتها جزء من حياتها وتبرعت بفص من الكبد لها ولكن شاء القدر أن تكون الطفله ليلي شفيعه لابويها وتكون في الجنة.
وتدهورت حاله الطفله ليلي بشكل مفاجئ وحاول الجميع إنقاذها ولكن كلمة القدر كان لها اليد العليا لتتوفي الطفلة، وتهزصرخات الام وبكاؤها على طفلتها أرجاء معهد الكبد في مشهد حزين ابكي الجميع علي فقدان الطفلة ليلي.
وقال مصدر طبي، لصدى البلد أن الطفله كانت تعاني من مشاكل كثيرة بالكبد وايضا نقص الاكسجين وذلك قبل أجراء العمليه الجراحيه وكانت العمليه معقدة للغايه.
ولاء صاحبه ال ٣٠ عاما شابه في مقتبل عمرها رزقها الله بطفله منذ ٤ سنوات ومنذ ولادتها كانت تعاني من مشاكل صحيه وتم عرضها علي معهد الكبد الذي أكد أن الطفلة تعاني من مشاكل كثيرة بالكبد وابلغوا والديها أن الطفله تحتاج إلي تدخل جراحي وزراعه كبد لها.
وتحولت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي فور معرفة خبر وفاة ليلي إلى دعوات بالرحمه بعد أن كانت دعوات بالشفاء يصاحبها دعاء أن يصبر قلب والدتها ويتم شفائها، لتكون "ليلي خيري" عصفورة الجنة كما أطلق عليها علي وسائل التواصل الاجتماعي.
ليلي خيرى طفله ذات اربع سنوات أسرت قلوب الجميع بعد أن أعلن أنها ستجرى عملية زراعه كبد بعد تبرع والدتها لها بجزء من الكبد.
انهالت الدعوات وكذلك التبرع بالدم حتي وصل مخزون اكياس الدم بمعهد الكبد الي ١٠٠ كيس دم .
دخلت ولاء الام صاحبه ال ٣٠ عاما للتحضير العمليه وبجوارها حلم عمرها ليلي صاحبه ال ٤ سنوات، وسط دعوات لهم بالشفاء، واستغرقت العملية ١٢ ساعه منهم ٤ ساعات لنقل الكبد من آلام و٨ ساعات لزراعتها بجسد طفلتها وسط عملية معقده حيث أن الطفله كانت تعاني من مشاكل كثيرة بالكبد.
خرجت الام وبقيت روحها معلقه داخل العنايه المركزة حيث ترقد طفلتها الوحيده وسط دعوات لهما بالشفاء وقلق والدها.
وكان الاب حريصا على الحضور يوميا لزيارة زوجته والاطمئنان علي نجلته الصغيره من وراء الزجاج حتى أخبره الأطباء أن الحاله خطيرة ولا يوجد تحسن.
حضر الاب اليوم ليخبره الاطباء بوفاه ليلي وهو الخبر الذي نزل كالصاعقه علي الاب الذي اكتفي بترديد " لله ما أعطي ولله ما اخذ انا لله وانا اليه راجعون".
بكاء الاب جعل الجميع يبكي علي فقدان نجلته الوحيده ليلي والتي كانت تملأ الدنيا شقاوة ولعب ومرح.
وقال الدكتور هشام عبد الدايم عميد معهد الكبد القومي، في تصريحات سابقة إن الجراحة كانت صعبة جدا نظرا لحالة الطفلة المصابة بفشل كبدى نتيجة لضمور فى القنوات المرارية مع وجود التواءات خلقية بالأمعاء والقولون وعدم وجود الوريد السفلى خلف الكبد.
وأضاف، أن والدتها السيدة ولاء جلال تبرعت بالفص الأيسر من الكبد، وتم وضع الطفلة بغرفة عزل زراعة الكبد بالعناية المركزة ويتم متابعة الحالة. الي أن تدهورت وتوفت الطفله.
ليلى ولدت بعيب خلقي في الكبد حيث ولدت بتليف في الكبد أدى إلى تدخل جراحي في عمر الـ 6 أشهر حيث طاف والديها الأطباء ليخبرهم أنها بحاجة إلى زراعة كبد.
لم تتردد الأم يوما حتي قامت بإجراء كافه التحاليل للتبرع لنجلتها بجزء من كبدها لتأتي النتيجة متوافقة مع الطفلة وتبدأ الأم الإجراءات لإجراء العملية.
وحدد الأطباء ميعاد العمليه يوم الأحد 20 ديسمبر بمعهد الكبد القومي لتنطلق الدعوات بالتبرع بالدم فانطلق وسارع العشرات من أبناءمحافظة المنوفيه للتبرع ليمتلئ رصيد العملية ويزيد عما طالبوا به.
وقال شريف خيرى والد الطفلة، لصدى البلد إنه منذ ولادة طفلته ليلي وهم يتابعون مع الأطباء، حيث تم تحديد العملية لها وهي في عمر ال 6 شهور وكان يتم متابعتها بشكل دقيق مع أطباء المعهد.
وأضاف، أنه مع بلوغ الطفلة ليلي الأربع سنوات قرر الأطباء إجراء العملية لأنه الوقت المناسب، موضحا أنهم دعوا الجميع للتبرع بالدم خوفا من أن يحتاجون إليه وقت العملية وبالفعل تواصل الكثير حتى وصل عدد أكياس الدم إلى 100 كيس .