الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركبات الموت والعدوى


"37800" رقم يشير فى تقرير وزارة الداخلية حول ضبطيات المخالفات المرورية خلال الأسبوع الأخير، إلى مركبات جماعية لا تعترف بارتداء الكمامات داخلها، وأخرى خالفت السرعات المقررة على الطرق دون تفكير سائقيها فى حياة المارة.

الفيروس بسلالاته الجديدة المتطورة يعرف الجميع مدى قدرته على القتل، ولكن كثيرين يستقبلون أنباء غلق دول ومدن العالم وانتشار الإصابة بكوفيد داخلها، بطريقة التسلية والعلم بالشيء، حتى عندما يستقبلون نبأ وفاة شخصية مجتمعية كبرى يفسرون الأمر على أنه قضاء وقدر بلا أسباب، ويتفننون فى تقييم الأمر على أن الحذر والحيطة لم يمنعا موتا، وأن الاستسهال فى المواجهة لن تنتج عنه خسارة.

هكذا المشهد الجماعي داخل سيارات نقل العدوى، الميكروباص، التى تشهد مشاجرات يومية بسبب تفكير بعض الركاب فى مجرد فتح شباك للتنفس وتجنب شرور محتملة من غير مرتدين للكمامات بالمخالفة لقرارات مجلس الوزراء، وهم شريحة يحميهم تفنن السائقين فى السماح بوجودهم داخل المركبات دون إجراءات وقائية، بل وإيذاء من حولهم غالبا بالتدخين على اعتبار أنه مسموح به للسائقين.

وعندما يستوقف رجال الضبطية إحدى المركبات لتغريم صاحبها عن مخالفة جماعية واضحة، تتوالي اللعنات على إجراءات حكومية تسعى لإنقاذ بشر أو التخفيف من خطورة انتشار الفيروس، وربما تطرقت ألسنة بعضهم لوصف مالا يتمنى معايشته من مشاهد الموت بهذا الوباء، دون أن يفقد ألفاظا فجة موجهة لإجراءات السلامة الشخصية والجماعية.

نفس الرقم الذي يرصد معه رجال الضبطية مركبات مخالفة للسرعات المقررة، وأظن أن أغلبها مركبات نقل جماعي، ميكروباص أيضا، وجميعنا يعلم سلوك القيادة لدى كثيرين من هذه العينة التى يمكنك معها أن تغادر سريعا إلى الآخرة.

وفى تقارير منظمة الصحة العالمية تجد أن حوادث الطرق التى قد تقتل وتصيب نحو 100 ألف سنويا، تقع أغلبها بسبب رعونة هؤلاء وتعاطى بعضهم المخدرات، وتعتبر وجودهم على الطرق خطرا على سلامة قائدى المركبات الأخرى.

لو أن مشاركة شعبية فى مواجهة الموت الذي يحمله خطر كورونا لكانت البداية بمواطنين اعتادوا يوميا ركوب سيارات النقل الجماعي، ولو صدق سائقوها مع أنفسهم فى تجنيب الركاب الإصابة بالمرض وتجنيب أنفسهم الغرامات عن الفعل الجماعي، لكانت فكرة توزيعهم الكمامات حاضرة داخل السيارات غير موافقين على صعود مواطن إليها دونها، وهو إرشاد من الضروري أن توجه الحكومة إياهم إليه.

الخطورة تتزايد ولم نعد أمام مواسم للإصابة تزول بعد أيام وأسابيع، بل أمام ما يشبه الحرب الفيروسية التى سيبنى بعدها عالم جديد بنظام جديد، لن تكون هذه العقليات جزءا من مواجهته أو معايشته واستيعابه بالضرورة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط