كشف الدكتور جمال عبد ربه، أستاذ ورئيس قسم البساتين بزراعة الأزهر، المتحدث بإسم الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، عن أسباب الأزمة التي تصدرت المشهد خلال الأيام الماضية لمحصول البطاطس والخسائر التي تكبدها التجار والمنتجين بسبب انخفاض أسعارها.
وقال عبد ربه، لصدى البلد، إن السبب الأول في الأزمةهو استيراد كميات من التقاوي أكبر من احتياجاتنا فنحن نستورد قرابة ١٤٠ ألف طن رغم أن احتياجاتنا في حدود الـ ١٠٠ الف طن فقط مما ترتب عليه زيادة المساحة المنزرعة والتي وصلت لما يربوا علي ٤٠٠ ألف فدان تنتج ما يصل لخمسة ونصف مليون طن تقريبا.
وأشار إلى أنه نتيجة لخبرة المزارع المصري ونتيجة أيضا لاستعانته بالاستشاريين الزراعيين ونتيجة الدعم الفني من الهيئات المختلفة فقد ارتفع متوسط إنتاجية الفدان لحوالي ١٥ طن مما ترتب عليه إنتاجا قارب ال ٦ مليون طن.
ولفت إلى أن هذه الانتاجية تتوزع علي النحو التالي:نحن صدرنا قرابة ال ٧٠٠ ألف طن في الموسم التصديري الحالي والسابق رغم ظروف كورونا، ويتم تصنيع قرابة ١.٣ مليون طن بالمصانع، ومعروف أن استهلاك السوق المحلية سنويا يتراوح من ٢.٥ إلي ٣ مليون طن فقط وبالتالي فلو جمعنا ما تم تصديره وهو ٧٠٠ الف طن تقريبا + ما يتم تصنيعه بمصانع الشيبسي وهو مليون وثلاثمائة ألف طن استهلاكه محليا وهو ٢.٥ مليون طن + ما يتم تخصيصه كتقاوي للعروة النيلي كسرا من العروة الصيفي وهو تقريبا نصف مليون طن سنجد أن مجموعهم حوالي 5 مليون وبطرحهم من الإجمالي وهو حوالي ٦ ملايين طن سنجد أن لدينا فائضا زائدا عن الطلب في السوق قدره حوالي مليون طن ونتيجة لتداعيات كورونا علي قطاع السياحة وتوقف الفنادق والمطاعم أو عملها بطاقة قليلة جدا فإن الجزء المخصص للتصنيع أو كله قد أضحي موجودا بالسوق أيضا فزاد المعروض بشمل هائل وكما نعلم فالمسألة السعرية هي عرض وطلب.
كذلك من ضمن أسباب الأزمة، دخول الإنتاج الخاص بالعروة الشتوية علي المخزون بالثلاجات من العروة الصيفية والذي لم يسحب بفعل تداعيات ازمة كورونا وانخفاض حركة السوق مما أدي لتراجع سعر الطن إلي ما دون ١٥٠٠ جنيه رغم أن تكلفة الطن زراعة وتخزينا تصل ل ٣٥٠٠ جنيه.
وذكر أنه لهذه الأسباب، قد يحجم كثير من المزارعين عن زراعة البطاطس مرة أخري بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها وهو ما سيؤدي حال حدوثه لارتفاع أسعارها بشدة بالشكل الذي سيؤثر بالتبعية وبصورة كبيرة علي المستهلك وذلك مثلما حدث منذ عامين علي حد قول أحد كبار المنتجين المصدرين.
وناشد أستاذ الزراعة بالأزهر، بضرورة تشكيل لجنة من المؤسسات التابعة لوزارات التجارة والصناعة والزراعة والتموين وجهاز حماية المستهلك والهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات أو هيئة سلامة الأغذية والاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية لوضع تصور للاحتياجات من هذا المحصول الهام مبني علي أرقام تمثل الاستهلاك الداخلي وما يتم تصنيعه وحجم السوق الخارجي لنا وبناء عليه يتم تقرير حجم المستورد من التقاوي وحجم ما سيتم زراعته من الأرض المخصصة لذاك المحصول الهام.
كما طالب بصرف مستحقات الدعم المتأخرة الخاصة بالمصدرين الزراعيين لمساندتهم في مواجهة الخسائر التي حدثت لهم خاصة وأن الكثيرين منهم هم بالأساس منتجين كبارا، ودعم المزارع الصغير "الفلاح" والوقوف بحواره في هذه الكارثة التي أحاقت به عن طريق تقديم إعانات اقترح أن تكون في حدود ٥٠٠٠ إلي ١٠٠٠٠ جنيه عن كل فدان منزرع من العروة الصيفي والذي يتكلف قرابة ال ٥٠٠٠٠ جنيه حفاظا علي هذا المنتج الصغير وحتي لا بخرج من السوق وما سيترتب علي ذلك من تداعيات خطيرة.
وطالب كذلك دعم الفلاح فيما يخص مستلزمات الانتاج فلو نظرنا لبند واحد وهو بند السولار اللازم لتشغيل ماكينات الري في أراضي الغمر أو اللازم لتشغيل ماكينات الديزل للآبار في الأراضي الجديدة مثل الوادي الجديد وشرق العوينات سنجد أن تكلفة التشغيل بهذه السولار اصبحت لا تحتمل مما يجب معه توصيل الكهرباء لهذه الزراعات.
وأخيرا العمل علي تأمين المزارع بإقرار قانون للتأمين الزراعي ضد مخاطر الزراعة من عوامل جوية أضحت رؤيا العين مع تفعيل قانون الزراعة التعاقدية ضمانا لحسن تنظيم العملية برمتها مع توفير قروض للمزارع بفائدة ميسرة في حدود ٥ بالمائة.