بروح طفولية تجمع عددًا من الصغار للعب الكرة أمام منازلهم بإحدى قرى قنا، ليفاجئهم حيوان مجهول متوحش ينقض على أحدهم ويقدم على نهشه بعنف وسط أجواء حافلة بالرعب والذعر بين أهالي القرية، وهو ما جسده مقطع فيديو مسجل عبر إحدى كاميرات المراقبة، والذي تداوله الآلاف من رواد التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.
وتبين أن هذا الحيوان الذي يطلق عليه "السلعوة"، عقر 9 أفراد من المارة بالمحافظة ذاتها ليتم قتله والسيطرة عليه، بعد تمكنه من إصابة عشرات الصغار في حوادث متفرقة سربت الرعب بداخل أهالي المحافظة الصعيدية.
وبفحص ومتابعة اللقطات المرصودة لهذا الحيوان، أوضح الدكتور محمد الصواف استشاري الجراحات البيطرية وزميل جراحين العظام والأعصاب بالاتحاد الأوروبي، أن هذا الحيوان انثى ذئب مصري، وليس سلعوة كما يدعي البعض، لافتا إلى أنها انحدرت من المناطق الصحراوية للبحث عن فريسة لاكلها من شدة جوعها، لذا لجأت إلى مهاجمة الأطفال لاعتمادها على اصطياد الفرائس الصغيرة.
وأفاد الدكتور "محمد الصواف"، خلال حديثه لموقع "صدى البلد"، بأن هيئة الحيوان الذي ظهر عبر الفيديو المتداول له وهو يعقر أحد الأطفال، يدل على أنه ذئب مصري وغالباً انثى وذلك يمكن التأكد منه من خلال شكل وطول الحيوان وقفزته تجاه الطفل المعقور، مشيرًا إلى أن هذا الذئب كان في حالة من الجوع الشديد.
وأكد أن خطر هذا الحيوان يكمن في عضته العنيفة التي يمكن أن تتسبب في تمزق مناطق حساسة بجسد ضحيته وتؤدي إلى الوفاة وخاصة إذا كانت الفريسة طفلا.
ونوّه استشاري الجراحات البيطرية وزميل جراحين العظام والأعصاب بالاتحاد الأوروبي، إلى أن سبب ظهور هذا الذئب يرجع إلى خلل بيئي، قد يكون نتيجة قلة الكلاب واصطيادها بمنطقة الحادث حيث تعد الكلاب أحد وسائل منع ظهور الذئب، أو بسبب تمدن القرية وقلة الحظائر بها وعدم وجود فرائس كالاغنام والماشية الصغير التي يتغذى عليها الذئب.
وأوضح الدكتور "محمد الصواف"، أن الذئب المصري يعد حيوان نادر للغاية ويحرم اصطياده، ويظهر بالمناطق الصحراوية بسيناء وبعض مناطق الصعيد المطلة على الجبال والصحراء، لافتا إلى أن الذئب بنسبة كبيرة لا يحمل أمراض فيروسية كالسعار وغيرها، لكنها يشكل خطر في عضته المميتة لقوة فكه وأسنانه، حيث لا يمكن التعامل مع هذا الحيوان ومنعه إلا من خلال المسؤولين البيئيين والمختصين في هذا الشأن.
وأشار استشاري الجراحات البيطرية وزميل جراحين العظام والأعصاب بالاتحاد الأوروبي، إلى أنه لا يوجد حيوان يدعى السلعوة وأنه مصطلح تم إطلاقه على الكلاب المهجنة من قبل الذئب، حيث يصل التقارب الجيني بين الكلاب والذئب بنحو 99%، وان "السلعوة" مجرد كائن خرافي زعمه البعض.
وأفاد الدكتور محمد الصواف، بأن وجود الكلاب يحقق توازن بيئي مهم، ويمنع حيوانات مثل الثعالب والذئاب من الانتشار، لافتًا إلى أن الكلب ليس حيوان عدواني ولكنه يكون مشحون من قبل الإنسان لتعرضه للإساءة منهم فيقدم على مهاجمة البعض، لذا يجب عدم التعدي عليه وضربه وتركه ليتعايش بمفرده.