EN
بعد غيبوبة دامت لمدة 6 أسابيع، فوجئ مريض مصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بأن لكنته البريطانية المعهودة والمتأصلة طرأ عليها تغيرًا مفاجئًا، ووجد نفسه قد بدأ يتحدث بـ لكنة أسكتلندية.
وسلط تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية الضوء على تفاصيل هذه الحالة موضحًا أن المريض "وين أولدهام"، وهو من مقاطعة "ميرسيسايد" شمال غرب إنجلترا، أمضى 11 أسبوعًا في أحد المستشفيات بعد أن هاجم الفيروس رئتيه، وقرر الأطباء وضعه في غيبوبة مستحثة طبيًا على جهاز التنفس الصناعي، وخلال تلك الفترة خشيت عائلته أن يلقى حتفه بسبب المضاعفات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، لكنه أفاق من غيبوبته بعد 6 أسابيع.
وتحدث "أولدهام"، البالغ من العمر 46 عامًا، في الآونة الأخيرة عن تجربته وشعوره عقب إفاقته بعد أن ظل غائبًا عن الوعي لمدة ليست قصيرة تحت تأثير التخدير القوي، حيث قال في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية: "عندما استيقظت كنت كرجل مجنون.. كنت أتحدث بلكنة أسكتلندية.. لم أكن قادرًا على تحريك أي شيء لم أستطع سوى تحريك رأسي قليلًا.. كنت مشلولًا"، وتابع: "أعتقدت أنني لن أتحسن.. كنت أعاني من ألم مزمن في قدماي".
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أنه على الرغم من أن زوجة المريض "لويز أولدهام" كانت تحاول التظاهر بالتماسك أمام بقية العائلة، إلا أنها كانت مقتنعة بأن "وين" سيلقى حتفه لدرجة أنها رتبت لجنازته، إلا أنها فوجئت عندما أفاق من التخدير وبدأ يتحدث بلكنة مختلفة كليًا.
ونقلت "ميرور" عن الزوجة قولها إنها لم تتمكن من التواصل معه سوى عبر مكالمات الفيديو عقب إفاقته مباشرة، ولاحظت بعد أن خلع قناع الأكسجين أن طريقة حديثة بدت غريبة، إذ كان يتحدث بلكنة بدا أنها أسكتلندية، وهو ما اعتبرته العائلة أثرًا جانبيًا غريبًا من نوعه؛ وأضافت الزوجة أنها وبقية عائلتهما أعربا له عن مدى سعادتهم بنجاته وشدة حبهم له وأملهم في أن يتعافى تمامًا.
وأفاد تقرير الصحيفة بأن "وين أولدهام" كان قد نُقل إلى المستشفى بسبب مضاعفات فيروس كورونا المستجد في الخامس من أكتوبر الماضي، وبعد صراع مرير سُمح له بالمغادرة والعودة إلى منزله حيث كان في استقباله أفراد عائلته وأصدقائه وجيرانه وذلك في الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري.
وأشار الزوجان في تصريحاتهما لوسائل إعلام إلى أنه حتى بعد زوال الخطر المباشر بإفاقة "وين" من غيبوبته المستحثة طبيًا، إلا أنه كان أمامه طريق طويل، إذ أنه عانى من تلف في الأعصاب بسبب بقائه في غيبوبة لفترة طويلة، واحتاج إلى أسابيع من إعادة التأهيل كي يتعلم المشي مجددًا.
وعلى الرغم من التجربة الصعبة التي مر بها المريض، فقد أبدى في الوقت ذاته سعادته بالدعم الذي تلقاه ومازال يحظى به من عائلته وأصدقائه خلال محنته.
