أمّ المصلين اليوم الجمعة في المسجد النبوي،الدكتور عبدالله البعيجان،إمام وخطيب المسجد النبوي، متحدثا في خطبته الأولى عن تقلب الأحول وحكمة الله في تقلبها فقال: الدنيا لا تستقر على حال، وتغير أحوالها مؤذن بالزوال، فكل من فيها سيفنى ويبقى وجه ربك ذو الجلال، بينما كانت الأيام في حرارة القيظ، وجفاف الصيف، فالأرض قد قحطت، والمواشي قد هزلت، ونضبت الآبار، ويبست الأشجار، وذبلت الأزهار، وقلت الثمار، ومات الزرع، وجف الضرع.
وقال البعيجان، في خطبته، إن الله تعالى يقلب الأحوال، فيرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته، وينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وينشر رحمته وهو الولي الحميد. فتحيا الأرض بإذن الله وتأخذ زخرفها وتتزين، وتبتسم الحياة وتتغير الأرضوتتلون، فسبحان من أرسل السحاب وزرع البذور، وسبحان من يحيى الأرض بعد موتها فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير (أمّنْ خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله ) تعالى الله تعالى الله.
وتحدث البعيجان، عن قدرة الله على إحياء الأرض فقال: إحياء الأرض بالمطر بعد ما كانت مواتا واعظ يذكر بالبعث والنشور، وحشر الناس وخروجهم من القبور يوم ينفخ في الصور، (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير )وقوله تعالى (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور).
وتابع: فإذا رأيتم الربيع عباد الله فاذكروا النشور، فإن الله سيبعث الموتى ويخرجهم من الأرض كما انتابتهم منها نباتا وكما يخرج النبات من الأرض.
وأوضح في خطبته الثانية أن الشتاء ربيع المؤمنين فقال: موسم الشتاء موسم ربيع المؤمنين، وغنيمة العابدين، يرتعون فيه في بساتين
الطاعات، ويسرحون فى ميادين العبادات، وينزهون قلوبهم في رياض القربات، قد خف العناء، وقل التعب والنصب. فلا الصوم يجهدهم ولا الليل يضيق عن نومهم وقيامهم، عن عامر بن مسعود رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة». رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.
وأوضح، أن مما يرفع الله به الدرجات، ويكفر الخطايا والسيئات، المبادرة إلى الطهور شرط العبادات، وشطر الإيمان، وشرط الصلاة ركن الإسلام، فتجشم المكاره والتعبد باستعمال الماء، في وقت البرد في الشتاء، من مكفرات الذنوب.
واختتم خطبته الثانية بتذكير الناس بقضاء الإجازة بما ينفع فقال: العطل والإجازات أيام راحة وفسحة وتزود، ويميل الكثير من الناس إلى قضائها
في الضرب فى مناكب الأرض، ولا بأس بذلك من غير إسراف في هدر الأوقات، ولا مبالغة فى اللهو والمباحات، ولا استدراج في المعاصي والسيئات.
ولكن يتحتم الأخذ بأسباب الأمن والسلامة، وعدم إيذاء الناس وإزعاجهم، وغض البصر عن حرماتهم والكف عن خصوصياتهم، وعدم الوقوف في طرقهم وممراتهم، وعدم إتلاف المرافق العامة، وتجنب تلويث البيئة، ورمي المخلفات والأقذاروالأوساخ في الأماكن غير المخصصة لذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا اللعانين» قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: «الذي يتخلى في طريق الناس، أو في ظلهم» رواه مسلم.