" لقد إرتكبت عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد جريمة شنعاء يشيب لها شعر الوليد في بطن أمه.. جريمة تقول لجرائم ريا وسكينه قوموا و أنا أقعد مطرحكم.. ألا وهي إشعال الحريق في فردة شنب موكلي محروس النجعاوي"، حكاية شارب رجل الصعيد ثوارثها أجيال حيث إرتبطت معاني الرجوله والثقة والهيبة والوقار في أذهان أهل الصعيد بإطلاق الشارب وهذا ما جسده فيلم " 30 يوم في السجن" الكوميدي الشهير.
إعتمدت أحداث فيلم " 30 يوم في السجن " على موقف حرق مدحت الشماشيري " أبوبكر عزت لـ"شنب" محروس النجعاوي أحد كبار رجال الصعيد فى قصة الفيلم، وهو الأمر الذي دفع النجعاوي ليثأر لكرامته التي انهارت لحرق شاربه من "الشماشيري" ومن هنا تتوالى الأحداث الكوميدية لإستعادة هيبة " شنب النجعاوي".
وبدأت أحداث مطاردة عائلة النجعاوي ورجال الصعيد لـ " مدحت الشماشيري" وهنا ظهر دور أهم شخصية والتي ساعدت "النجعاوية" بشكل كبير للحاق بالـ"شماشيري"، وهي السيارة التي كانوا يستقلونها لمطاردته والتي عبر هيكلها عن الجدية التامة لهذه المهمة.
وهنا أخذت السيارة دورها الحقيقي في أحداث الفيلم حيث ساهمت في الإيقاع بـ "الشماشيري" وصديقه " أمشير" وكانت من إنتاج شركة صناعة السيارات الأمريكية "JEEP"، والتي نشأت أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما امر الجيش الأمريكي بصناعة سيارة ذات دفع رباعي تتحمل المهام الصعبة والشاقة لخوض لتساعد الجيش الأمريكي في تلك الحرب، فاستجابت شركة "JEEP" وبدأت في صناعة سيارات حربية يطلق عليها " جيب ويلز".
وظهرت السيارة جيب ويلز في مشاهد فيلم " 30 يوم في السجن" والتي صنعت في العام 1943، والتي صنعتها شركة جيب الأمريكية خصيصًا لدعم جيشها في الحرب العالمية الثانية، والتي تميزت بخفتها وقوتها في الطرق الوعرة والصحراوية تلك المميزات التي جعلتها ذات قوة جبارة تتحمل الصعاب.
وبفضل السيارة جيب ويلز نجح الجيش الأمريكي في خوض الحرب العالمية الثانية، ولذلك صرح أحد الرؤساء الأمريكيين بقول شهير يؤكد على نجاح هذه السيارة حينما قال " إنه لولا علامة جيب لما كنا نجحنا في الحرب العالمية الثانية".
جدير بالذكر أن فيلم " 30 يوم في السجن" بطولة كل من " فريد شوقي، أبو بكر عزت، جورج سيدهم، الضيف أحمد، سمير غانم، مديحة كامل، محمد رضا، ميمي شكيب، سمير صبري سهير الباروني" ومن تأليف نجيب الريحاني وبديع خيري، وإخراج نيازي مصطفى، وتم عرض هذا الفيلم لأول مرة في 21 سبتمبر من العام 1966.