الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

2020 عام الكوابيس


أيام ويبدأ عام جديد .. اللهم عاما بلا فقد وبلا حزن وبلا ألم وبلا كوابيس.. وخاصة أن عام 2020 كان عام الكوابيس وكأننا نرى مؤثرات صوتية ومرئية لتراجيديا كئيبة وكان تأثير ما حدث فيه علي العالم سلسلة من الوقائع السوداء ..حرائق وسيول وانفجارات ولكن ما حدث مع انتشار وباء الكورونا أو " كوفيد 19 " تجاوز كل الوقائع فانتشر الفيروس سريعا وانهارت الأنظمة الصحية لكثير من الدول المتقدمة وتأثرت كل القطاعات الاقتصادية علي مستوي العالم كله وأغلق العالم أبوابه ليكمن الجميع داخل أبواب موصدة ، وتغلق كل الجامعات والمدارس والمسارح والسينمات وتمنع الأفراح وسرادقات العزاء والمؤتمرات والمجتمعات وكل الندوات الثقافية ويمتنع الجميع عن رؤية ذويهم وكأنه كابوس أو جزء من فيلم قديم غير واقعي.


ليتجه الجميع الي سؤال وجودي ملح عن كل ميزانيات البحث العلمي والطبي والتقدم الرهيب للعديد من الدول وكيف يقف الجميع عاجزين أمام فيروس له أعراض شبيهة بنزلات البرد غير قادرين علي إنقاذ العالم وإيجاد وسيلة للعلاج .


كان وباء كوفيد 19 مرعبا في بدايته ربما لأننا لم نكن نجيد فن التعامل معه ومازلنا نعاني فهذه الأيام تنتشر سلالة جديدة من الفيروس ولكن ربما الأمور أهدأ لأننا أصبحنا أكثر خبرة في التعامل مع هذا الفيروس واتجاه البعض لأفكار فلسفية حول " المنح التي تخرج من المحن " وهذا ما فعله الكثير منا فالأغلبية بدأت تفكر بشكل إيجابي لتحويل المشاكل الي طريقة جديدة للحياة يمكن التمتع فيها بشكل حياة مختلف وجديد .


وعلي المستوي الآخر تعافت البيئة من ملوثات البشر واسترجع البعض القيم المجتمعية الهادئة وأصبحت الكثير من العقول أكثر إيمانا وتفهما للقدرة الآلهية وكنا نري الكثير من الدول الأوربية التي بها الكثير من الملحدين يسمعون الآيات القرآنية وكأن الله بداخلهم يؤمنون به وينكرون وجوده.


ويبدو أن العالم علي موعد مع الكوارث كل مائة عام ففي عام 1720 ضرب مدينة مرسيليا الفرنسية الطاعون وقتل مائة الف شخص وفي عام 1820 كانت الكوليرا تحصد أرواح البشر في اندونيسيا وتايلاند والفلبين ،وحصد هذا الوباء مائة الف شخص وأكثر ، وفي عام 1920 وبعد مائة سنة أخري كان العالم علي موعد مع الإنفلونزا الأسبانية التي كانت كارثة بكل المعايير وتجاوز ضحاياها أكثر من مليون إنسان وفي 2020 كان كوفيد 19 ومازال.


ولكن ونحن علي أعتاب 2021 نحلم بسنة مختلفة نرفع فيها أكفنا لله ندعوه بالستر والصحة وتبقي دعوتنا دائما.. اللهم عاما جديدا بلا فقد وبلا حزن وبلا ألم  .. كل عام وأنتم بخير. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط