قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ياسر عبيدو يكتب: جزَّ صوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان


الدول فيضيق مالي، وعندما تحتاج الى المال لا تلجأ الى الحلول المبتكرة بل تتجه فورا الىقروش الموظف الغلبان لتقضم منها قضمة تلو اخرى ولأن التاريخ ثرى بأحداثه وتتشابهمواقفه وظروفه لكن تتغير فقط التواريخ والزمن والعصر,لكن نتائج هذه الأحداث تظلصادقة الى حد بعيد ويمكن ضبط بعض تفاصيلها لتناسب تغير الزمن والأذواق لكن معالاحتفاظ بالفكرة خاصة أن الاوطان العربية التى تعرضت للاحتلال لفترات طويلةوتسلطت علي شعوبنا قوى وثقافات استعمارية تؤثر نهب خيرات الشعوب وتحتكر مقدراتهاومواردها .

الى أن تولى زمام أمور البلاد بالانتخاب قيادات تفكر فى ازكاء القومية وبروزمطلب عودة خير البلاد الى شعوبها لذا رأينا الضرائب تؤخذ من الاغنياء والقادرين كلعلى قدره حسب دخله ورأى المواطن المشاريع العملاقة تنبت فى ربوع الوطن واستصلاحالاراضى يحيلها الى اللون الأخضر وهناك من آثر انشاء المصانع العملاقة كثيفةالعمالة مثلما فعل الزعيم جمال عبد الناصر مع صناعة الحديد والصلب وصناعة النسيجفى مصر وسوريا وحديثا التصنيع الغذائى وتعليب وتغليف الخضراوات وصناعات البترول ومشتقاته التى تدخل فى مئاتالصناعات وتعظيم عوائد المناجم التى تستخرج كنوزا من باطن الأرض كانت تنهب وتسرقبل وتصدر كمواد خام أولية بقروش قليلة وكنا نعود لاستيرادها بأموال باهظة تستنزفالموارد وتجور على حقوق الاجيال القادمة التى يجب ان يظل لها بعض خيرات الارضوباطنها.

ثم برز التبارى فى تعلية البناء وثقافة ناطحات السحاب وشق الطرق وحفرالانفاق فى الجبال وباطن الارض بأعماق وقدرات لم نكن نحلم بتذليلها فبدأت مصر مثلاتفكر فى شق قناة الكونغو لتربط بين نهرها والنيل لجنى مليارات الامتار المكعبة منالمياه وقدرات هائلة لآلاف الميجاوات من الكهرباء المولدة من سدود الانهار ومنطاقة الرياح وحرارة باطن الارض بل واقتحمنا مجال تحلية مياةالبحر رغم أنها مكلفة تصل تكلفتها ل150 مليار جنيه وقد تصل ل200 مليار جنيه، بلليشير خبراء هذه المجالات إلى ضرورة النظر للحلول طويلة المدى وهي ربط نهر الكونغوبمياة النيل، وأصبح مشروعه مجهز بكافة الخرائط والرسومات وشرح وصفى واقتصادىللمشروع باعتباره مشروعا قومىا ولكن قوى معادية لا تحب الخير لشعوبنا ولا لشعبالكونغو بدأوا عرقتله.

كما أشار المهندسإبراهيم الفيومى، رئيس فريق عمل مشروع تنمية إفريقيا، وربط نهر الكونغو بنهرالنيل، الى إن ترشيد استهلاك المياه يتم من خلال أليات تحددها الدولة، بأسلوبإدارة الأزمات العسكرية، بداية من ترشيد الاستهلاك والاستخدمات اليومية للمياه،بجانب ترشيد استهلاك المياه في الزراعة باعتبارها النسبة الأكبر بحوالى 80% منأجمالى استهلاك مصر من المياة،إلى أنهم بجانب دراسة نهر الكونغو قدموا دراسة أخرىعن جنوب السودان، والاستفادة من أمطارها الغزيرة التي تسببت في غرقها وهى أمطارموسمية ومواعيدها معروفة، من خلال عمل مجرى وممر لدخولها لنهر النيل من خلال دراسةبحثية أرسلت لوزارة الرى، تساهم في إدخال 30 مليار متر معكب من المياه سنويًالمصر.

وعن أهمية مشروعنهر الكونغو قال المستشار القانوني عصام الديب، إنه تم تعطيل مشروع نهر الكونغوونشر معلومات مغلوطة عنه، وبناء عليه قامو برفع دعوى قضائية في مجلس الدولة ضدوزير الرى السابق حسام مغازى، لنشر معلومات خاطئة عن مشروع نهر الكونغو رغم مالديه من مستندات ووثائق تفيد صحة كلامه بداية من مسار الكونغو والممرات المائيةالخاصة به، بجانب الدراسة الاقتصادية لنهر الكونغو، باعتباره نهرا محلىا في دولةالكونغو يمر في منتصف خط الاستواء تسقط عليه أمطار 10 شهور في السنة، يضخ فيالمحيط الأطلسى حوالى 42 ألف متر مكعب مياه في الثانية الواحدة، مياهه مهدرة،تعانى الكونغو من كثافة المياة، ومع نقطة التماس بين نهر الكونغو ونهر النيل،يمكننا عمل ضخ لمياة نهر الكونغو الزائدة بأمطارها لفرع نهر النيل المتواجدبالكونغو وتسير في اتجاهها الصحيح لمصر.


وحتى يحدث تعظيمالناتج القومى من خراج الارض وركازها وإن اردنا فعلا كسب ثقة الشعب يمكن استقدامفكرة من التاريخ نفعت وأتت بثمارها دون أن تمس الموظفين والمدرسين وبساط العمالوالفلاحين وأمثالهم من فئات الشعب التى جرفت مواردها وأنهكها تقزيم قيمة الجنيهوالتعويم الذى رفع أناسا قليلين وتكفل سواد الشعب بسد باقى العجز وهو لا يملك زادمن أثرها تأثير وتبعات فيروس الكورونا الذى ضرب اقتصادات العالم فى قلبه النابض .

- وهناك قصة رواهاالرحالة الفرنسي ڤولني عن والي دمشق أسعد باشا العظم خلال رحلاته بين دمشق وبيروت
يقال أنه كان فييوم ما بحاجة إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية،كحال بلادنا اليومفاقترح عليه حاشيتهأن يفرض (ضريبة) على المسيحيين.. وعلى صناع النسيج في دمشق..فسألهم أسعدباشا: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟

قالوا :من خمسينإلى ستين كيسا من الذهب
فقال أسعد باشا:ولكنهم أناس محدودي الدخل.. فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال؟
فقالوا: يبيعونجواهر وحلي نسائهم يا مولانا

فقال أسعد باشا:
وماذا تقولون لو حصلت المبلغ المطلوب بطريقة أفضل من هذه؟!

في اليوم التالي..
قام أسعد باشا بإرسال رسالة إلى المفتي لمقابلته بشكل سري وفي الليل وعندما وصلالمفتي قال له أسعد باشا: نما إلى علمنا أنك ومنذ زمن طويل تسلك في بيتك سلوكاغير قويم وأنك تشرب الخمر وتخالف الشريعة، وإنني في سبيلي لابلاغ اسلامبول.. ولكننيأفضل أن أخبرك أولا حتى لا تكون لك حجة علي، المفتي أخذ يتوسل.. ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشالكي يطوي الموضوع.. فعرض أولا ألف قطعة نقدية.. فرفضها أسعد باشا.. فقام المفتيبمضاعفة المبلغ.. ولكن أسعد باشا رفض مجددا.. وفي النهاية تم الاتفاق على ستةآلاف قطعة نقدية! وبعد اخذها عزله.

وفي اليوم الثاني..
قام باستدعاء القاضي.. وأخبره بنفس الطريقة.. مضيفا أنه يقبل الرشوة.. ويستغلمنصبه لمصالحه الخاصة.. وانه يخون الثقة الممنوحة له؟! وهنا صار القاضي يناشدالباشا.. ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي.. فلما وصل معه إلى مبلغ مساوِللمبلغ الذي دفعه المفتي ثمٔطلقه ففر القاضي سريعا وهو لا يصدق بالنجاة.

بعدها جاء دورالمحتسب.. وآغا الينكجرية.. والنقيب.. .. وكل من له مسئوليه في ذاك الوقت .. منمسلمين ومسيحيين

بعدها قام بجمعحاشيته الذين أشاروا عليه أن يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيساوقال لهم: هل سمعتم
أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟فقالوا: لا ماسمعنا

فقال: ومع ذلك فهاأنا قد جمعت مائتي كيس.. بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم.. فتساءلوا
جميعا بإعجاب.. كيف فعلت هذا يا مولانا؟

فأجاب : إن جزَّصوف الكباش.. خير من سلخ جلود الحملان

فهل سيأتي اليوم الذي يُجَزُ فيه صوف الفاسدين..بدل سَلخِ جِلد المواطن

المرجع:

قسطنطين فرانسوا ڤولني (1757 - 1820 م) و هو فيلسوف و رحالة و مؤرخ و سياسي فرنسى.