حصد وباء كورونا، الكثير من الأرواح سواء مواطنين أو من الأطباء والتمريض ، حالات مأساوية عن شهداء الجيش الأبيض الذي توفوا بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
ودمياط كان لها النصيب الاكبر من شهداء الجيش الابيض من الاطباء منهم من اصيب اثناء عملهم بمستشفيات العزل ومنهم من أصيب من اسرته او من خلال عمله بعيادته الخاصة او أثناء التعامل اليومى المعتاد.
ولكن تبقى قصة الطبيب الفنجرى" هى الاشهر بدمياط لما تحتوى على تسلسل درامى أفزع الدمايطة وأوجع قلوبهم عليهم ، ففي خلال 27 يوماً فقد أسرته المكونة من والده ووالدته وشقيقه الاكبر ليلحق بهم هو الاخر بعد إصابتهم جميعا بكورونا.
27 يوميا شاهدا على مأساة اسرة بالكامل كانت ضحية لفيروس كورونا اللعين، تلك الاسرة الهادئة والتى التزمت بكافة الاجراءات الاحترازية والوقائية منذ بدء جائحة كورونا الا ان الفيروس اللعين كان لهم بالمرصاد فأصاب الجميع بالأسرة.
منذ شهر مارس والأم والأب حرصا على المكوث في المنزل الا ان تم دعوتها خلال ايام عيد الاضحى الماضى لحضور حفل زفاف أحد الاقارب وهناك التقت الام باحدى السيدات التى تعانى من الاصابة بفيروس كورونا فانتقلت العدوى للأم ولعدد من افراد الاسرة ،انتقلت الأم للمستشفي ومعها الزوج بعد اصابتها لحقهم الابن الاكبر ثم الابن الاصغر الطبيب وتوفي الاربعه اشخاص "الاب والام والابن الاكبر والابن الاصغر " تباعا وفي خلال 27 يوميا توفي الاربعة من العائلة تاركين ذويهم من الابناء والاهل.
وكان الابن الأصغر الصيدلي محمد سعد الفنجرى ، متواصلا عبر صفحته على الفيس بوك مع أقاربه وأصدقائه مطالبا منهم الدعاء بالرحمة لأسرته والدعاء له بالشفاء إلا ان كتب على صفحته قبل وفاته بدقائق " أنا بموت ادعولى" وقد كان ومات بعدها وانتقل خبر وفاته عبر صفحات الفيس بوك ليتحول صفحات الفيس بوك الى دفتر عزاء يعنى الطبيب الخلوق كما يشهد له زملائه وأصدقائه وكل من تعامل معه.
وتوفى الصيدلى بسبب اصابته بفيروس كورونا منذ أكثر من اسبوع، وسبق ذلك وفاة شقيقه الأكبر، يوم 9 سبتمبر الماضي، ووفاة والدته يوم 6 سبتمبر 2020، ووفاة والده أيضا، قبل والدته بأيام، جراء الإصابة بفيروس كورونا، ويعتبر الدكتور محمد الفنجرى، أحدث شهداء الصيادلة بفيروس كورونا.
وكتب عدة رسائل عبر صفحته على الفيس بوك ، مع بداية إعلان إصابة أسرته بالفيروس، مطالبا بعدم التنمر على مرضى كورونا، قال خلالها: الحمد لله علي كل شيء رغم شدة ما نحن فيه، فالمصاب جلل ولكننا كلنا ثقة في قدرة الله ورحمته وعدله راضيين بقضائه، من بداية ازمة كورونا في شهر فبراير الحمد لله لم اتنصل من مسؤليتي امام الناس ولم ابخل بعلم ولا بنصيحة ولا بمساعدة مادية او معنوية ولم اتاخر عن تأدية خدمة لأى مريض كورونا ما اتنصلتش من مسؤليتي اتجاههم كما فعل البعض وهذا والله لم يكن الا ابتغاء وجه الله.، "إدعولى أنا بموت.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله".
وبعدها باقل من ساعه انتشر خبر وفاته الذى كان صادما للجميع، وقام الصيادلة والاطباء بنعية ووصفه بانه على خلق وذات المواقف الانسانيه المحترمة والنادرة والرائدة على المستوىالادبىوالاخلاقى،وكان يساعد الغير ولايتاخر عن تقديم اى مساعدة طبية او مادية او معنوية لمن بحاجة لها.
الفنجرى ليس اول شهداء الجيش الابيض بدمياط ولا آخرهم للاسف ولكن حكايته المأساوية هو وأسرته مع كورونا مازالت عالقة في الاذهان فهو الشاب الصيدلى الذى يسعى دائما في اعمال الخير والذى كان يحرص على تقديم يد العون للجميع خاصة من خلال عمله كصيدلى منذ بدء جائحة كورونا الى ان توفاه المولى تعالى ليلحق بوالدة ووالدته وشقيقة الاكبر وزملائه من الاطباء.
اقرأ أيضا:
يقول رمضان الفنجرى الشقيق الاصغر ،ان شقيقة محمد كان محبوبا للغاية من الجميع وكان الاقرب الى قلبه و لا يتوانى عن فعل الخير، وكان يتولى بناء مسجد في القرية" و توفى عن عمر 37 عامًا، تاركًا 3 أطفال، أكبرهم 10 سنوات، وأوسطهم 6 سنوات، وأصغرهم 3 أشهر.
وأضاف ، مصابنا صعب جدًا امى وابي واثنين من اشقائي، وتابع: "محمد أخي كان يعطي الدواء للمحتاجين بدون مقابل، ولم يتأخر عن أحد، وإن شاء الله مافيش باب خير كان بيعمله محمد هايتقفل".
واختتم حديثة بالنصيحة للمواطنين بالالتزام بالتباعد والبعد عن التجمعات وارتداء الكمامة فهذا الفيروس اللعين يحصد الأرواح دون شفقة أو رحمة.