قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

زلزلة عرش أردوغان مهمة نسائية بامتياز.. الذئبة آسينا وراكبة الدراجات النارية تنافسان بقوة على حكم تركيا.. بلومبرج: لم يعد أحد يشتري أكاذيبه.. وأزمة كورونا قضت على آمال التعافي الاقتصادي في تركيا

ميرال أكشينار - جنان كفتانجي أوغلو
ميرال أكشينار - جنان كفتانجي أوغلو
×

أردوغان خاض مغامرات خارجية مكلفة لتشتيت الانتباه عن أزمات نظامه وحزبه
ميرال أكشينار سياسية مخضرمة لا تخفي طموحها في رئاسة تركيا
جنان كفتانجي أوغلو وجهت ضربة قاسية لحزب أردوغان في إسطنبول
أزمة كورونا قضت على آمال التعافي الاقتصادي في تركيا

قضى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجزء الأكبر من عام 2020 في خوض مغامرات خارجية لصرف الانتباه عن أزمات داخلية، بعضها يتعلق بالاقتصاد والبعض الآخر بحزبه العدالة والتنمية، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبرج".

وإلى حد ما، أفلحت مغامرات أردوغان في ليبيا وإقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان وفي شرق المتوسط، أفلحت في التمويه على إخفاقات مُني بها حزبه خلال العام المشرف على نهايته، مثل خسارة الانتخابات المحلية في مدن رئيسية، في مقدمتها إسطنبول التي صنع فيها أردوغان رحلة صعوده السياسي، فضلًا عن تراجع أعداد المنتسبين للحزب نتيجة انشقاق عدد كبير منهم.

لكن كل استراتيجية لها حدود قصوى لا يمكن أن تؤتي ثمارها بعد تجاوزها، فحسبما ترى "بلومبرج" لم يعد أحد من المستثمرين أو حتى العامة يصدق وعود أردوغان بشأن دخول عهد اقتصادي جديد، فيما يفقد حزب العدالة والتنمية الثقة التقليدية التي منحته إياها قطاعات لا يُستهان بها مثل سكان المناطق الحضرية والشباب المحافظ.

والآن مع حساب الأزمات المعقدة التي أضافتها جائحة فيروس كورونا للمشهد وخفوت الآمال في تعاف اقتصادي محتمل خلال العام المقبل، تستعد المعارضة التركية وتكافح لاستعادة زمام المبادرة واستباق نظام أردوغان وحزبه بخطوة أو خطوات، مجبرة إياه على البقاء في خانة رد الفعل.

ومن بين الشخصيات الرئيسية التي تتصدر مشهد المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي يضم في صفوفه شخصيات أخرى صاعدة بقوة، منها عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو وعمدة أنقرة منصور يافاس.

على أن التهديد الحقيقي لعرش أردوغان بات ينبع من مصدر غير متوقع: سيدتان من موقعين مختلفين تمامًا في الطيف السياسي التركي؛ هما ميرال أكشينار زعيمة حزب الخير وجنان كفتانجي أوغلو رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول.

وميرال أكشينار، البالغة من العمر 64 عامًا، هي سياسية بارزة شغلت سابقًا منصب وزير الداخلية، عندما كانت عضوًا في حزب الحركة القومية اليميني المتشدد الحليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم، قبل أن تنشق عنه لتؤسس وتقود حزب الخير، وهي لا تخفي طموحها غير المحدود وتطلعها إلى الوصول لرئاسة البلاد، وقد سبق لها الترشح ضد أردوغان في أول انتخابات رئاسية أجريت عام 2018 بعد تعديل الدستور التركي عام 2017 لتحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي. وتشتهر أكشينار بلقب "آسينا" تيمنًا باسم ذئبة مشهورة في التاريخ التركي ترمز إلى الأصل الآسيوي لقبائل الأوغوز التي انحدر منها الأتراك غير الأناضوليين.

أما جنان كفتانجي أوغلو، البالغة من العمر 48 عامًا، فتقدم لنفسها صورة مختلفة تمامًا، فهي ناشطة في مجال حقوق المرأة محسوبة على اليسار، وتهوى ركوب الدراجات النارية، وهو أمر لا ترحب به الأوساط المحافظة تقليديًا في تركيا. وبالرغم من اعتناقها آراء أكثر تشددًا نوعًا ما عن معظم أعضاء حزب الشعب الجمهوري الذي تنتمي إليه، فإن زملاءها في الحزب يكنّون تقديرًا عميقًا للدور الذي لعبته في هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية بمدينة إسطنبول.

وأضافت "بلومبرج" أن حزبا أكشينار وكفتانجي أوغلو؛ الخير والشعب الجمهوري بالترتيب، يسعيان إلى ملء فراغ الوسط، الذي خلقه جنوح أردوغان إلى جذب حزبه العدالة والتنمية يمينًا، فأصبح حزب الخير هو القوة الرئيسية في يمين الوسط، فيما يعبر حزب الشعب الجمهوري عن تطلعات أغلب المنتمين إلى يسار الوسط.

وعلى الرغم من انشقاق ميرال أكشينار عن حزب الحركة القومية الوطني اليميني المتشدد الحليف لأردوغان، فإنها لا تزال تحتفظ بقناعات وطنية قوية حتى بعد تموضعها في يمين الوسط، بما يجعل من الصعب لنظام أردوغان بمكونيه (حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية) التشكيك في مواقف أكشينار على أرضية المبادئ الوطنية، بل إن الائتلاف الحاكم يتمنى لو كانت أكشينار وحزبها حليفًا موثوقًا، لكنها بددت هذا الأمل نهائيًا بإعلانها أنها لن تعود إلى صفوف حزب الحركة القومية والائتلاف الحاكم "ولو صوبوا مسدسًا إلى رأسي".

على النقيض من ذلك، فإن جنان كفتانجي أوغلو تُعد هدفًا دائمًا لحملات التشويه من جانب نظام أردوغان ووسائل الإعلام الموالية له، وقد رفعت دعوى استئناف على حكم بسجنها لمدة 10 سنوات بتهمة إهانة الرئيس والتحريض على الكراهية والترويج للإرهاب في تغريدات نشرتها على حسابها بموقع "تويتر".

ويقول أنصار كفتانجي أوغلو إن شراسة الهجمة التي تتعرض لها تعكس إلى حد كبير مدى القلق الذي ينتاب أردوغان وحلفائه إزاء قدرتها على سحب قطاع كبير من مؤيدي الائتلاف الحاكم وتحويلهم إلى ناخبين لحزب الشعب الجمهوري المعارض، لا سيما وقد وجهت ضربة قاسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أهم معاقله بولاية إسطنبول، التي تضم خمس سكان تركيا.

وختمت الوكالة بالقول إن المشهد السياسي والاقتصادي في تركيا قد تبدل منذ آخر انتخابات أجريت عام 2018، لجهة مزيد من الضعف في بنية نظام أردوغان والائتلاف الحاكم، لكن تغيير الوضع الراهن لم يزل يتطلب من المعارضة التركية قدرًا أكبر من الوحدة والتعاون، على أنه لا ينبغي الاستهانة بخطورة التهديد المزدوج الذي باتت تشكله ميرال أكشينار وجنان كفتانجي أوغلو على عرش أردوغان.