EN
على مر عقود، اقتصرت دُمي الأطفال على تلك الجميلات الساحرات ذوات البشرة الفاتحة ولون الشعر الأصفر والعيون الخضراء أو الزرقاء، في تجاهل تام بوجود أعراق أخرى.
ومع التقدم الفكري والتكنولوجي تم إدخال ألوان أخرى على العرائس والدُمي، لكن ظلت ألوان البشرة الفاتحة هي الطاغية، مما أثر على الأطفال السود بالسلب لعدم إيجاد دمية تعبر عنهم وعن لونهم.
ما سبق؛ دفع مصممة إيفوارية تدعى «سارة كوليبالي» مؤسسة ماركةنعيمة دولز(Naima Dolls) إلى ابتكار دمى ذات ألوان بشرة غامقة حتى يتمكن الأطفال الأفارقة من رؤية انعكاسهم على ألعابهم الخاصة.
وتلقت الدُمي الجديدة- التي تم إنتاجها داخل ورشة عمل في أبيدجان بساحل العاج- إلىردود فعل مُذهلة، وتهدف إلى توفير تنوع أفضل للأطفال وتحسين تمثيل الأطفال الأفارقة ذوي البشرة الداكنة في الدُمي.
وبعد مرور 5 سنوات من انطلاق الفكرة الأصلية، تضم شركة "نعيمة دولز" التابعة لـ"سارة كوليبالي" الآن حوالي 20 شابة، يعملن كفريق واحد، ينتجن الآن ويجمعن 32 نموذجًا مختلفًا من الدُمي.
وتقول سارة في مكتبها بأبيدجان المُزين بأقنعة أفريقية وطبعات شمعية ملونة "أملنا اليوم هو إعطاء الأطفال الوسائل لاتخاذ قرارات جيدة ورؤية انعكاسهم على ألعابهم".
وأضافت: "أريدهم أن يدركوا حقيقة أنهم جميلون، وأن ثقافتهم جميلة وغنية"، في إشارة إلى الاستخدام الواسع لكريمات تفتيح البشرة في جميع أنحاء إفريقيا، لنقص شعورهم بالجمال في لونهم الطبيعي.
وتأتي أسماء دُمى "سارة" من مناطق مختلفة من ساحل العاج، وأكثرها شعبية هي Adjoba - أو 'Born on Tuesday' بلغة Akan في الجنوب الشرقي، وهي دُمية فتاة لطيفة تبلغ من العمر عامين مع ميزات مذهلة.
ويتم تصنيع الدُمى في الصين وإسبانيا، على الرغم من أنها تأمل في فتح مصنع في ساحل العاج خلال السنوات القليلة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد.
وتنتج الشركةحاليًا150 ألف دُمية سنويًا، وفي سوبر ماركت في أبيدجان الأسبوع الماضي، لفتت دمى سارة أنظار العديد من المتسوقين أثناء العُطلات.
وتقول سارة- وهي في الأصل مهندسة معمارية- إنها تستمد الإلهام لتصميماتها من الأفكار والأشخاص الذين قابلتهم على مر حياتها.
