الدقة والبصل المقلي والصلصة والتقلية والأرز بالشعرية والعدس أبو جبة مزيج من الروائح عبئت أجواء الحي والمدينة، معلنة عن وصول أول مطعم للكشري والمأكولات المصرية في المدينة الألمانية "هامبورج"، على يد "حسام مصطفى".
داخل محيط الأمتار الصغيرة في ألمانيا حضر الوطن على أطباق "حسام مصطفى"أبن الزقازيق، الذي قضى سنوات من الغربة في سقيع المدينة الالمانية حتى يحقق ذاك الحلم "محل الكشري" الذي حمله معه من مصر إلى ألمانيا.
"من زمان بحلم يكون عندي مطعم خاص بي، من قبل حتى ما أسيب مصر وأجي هنا على ألمانيا، لكن كنت منتظر الوقت المناسب والمكان عمري ما حددته" هكذا فتح "مصطفى" صندوق أحلامه وطموحاته لـ "صدى البلد":" من 3 سنين وانا بدور على مكان مناسب للمحل، وبعد سنين الحلم اتحول لحقيقة".
منذ 4 سنوات بدأت غربة "مصطفى" ذو الـ 34 عامًا، وبدأ عمله في الميناء، فيحكي رحلته، قائلًا:" انا خريج آداب جغرافيا مساحة وخرايط، ولما جيت هنا اشتغلت في مجال استيراد وتصدير شحن وتفريغ، لحد ما فتحت المطعم".
ترك كل شيئًا جانبًا متفرغًا لـ "محل الكشري" حتى النوم فودعته جفونه:" تركت عملي في الميناء وبدأت في المحل كل حاجة بنفذها لوحدي من غير مساعدة من حد، لدرجة إن نسيت النوم تقريبًا لأن الصعوبات في ألمانيا كتير ولكن قدرت أتجاوزها، وبسعى عشان المطعم يقف على رجله".
يشارك أخوة "حسام" معه في حلمه ولكن من خارج الحدود"عندي أخين شركاء معايا لكن هما في مصر"، قائمة مطولة من الأطباق المصرية الأصيلة يطهيها "مصطفى" بنفسه مع مساعديه ذوي الجنسية المصرية:" توفت امي وأنا عندي 10 سنين، فكنت بعتمد على نفسي واتعلمت الطبخ، ومن هنا كانت بدأيتي في حب الطبخ وإن يكون عندي مطعم".
منذ عزمه النية على تأسيس مطعمه وسط الالمان، كان في عقله هدف واحد، أفصح عنه "مصطفى" قائلًا:"أنا عاوز أوصل للألمان إن في أكلة مصرية نباتية اسمها كشري، وكمان اخترت أنواع مصرية أوفرها للمغتربين".
ضم الـ "المنيو" عدد كبير من الأصناف كل ما لذ وطاب :"أنا مش بعمل كشري بس لا في طواجن وبشاميل ومحاشي وجريل وخضار وسلطات كبدة سجق
حاجات كتير".
كان من بين تلك الأصناف الممبار والكشري ولحقت بهم الطواجن، هم الاكثر طلبًا من قبل الزبائن أصحاب الجنسيات المختلفة، فيقول "مصطفى:" أغلب الزبائن من العرب بعد المصريين وخاصًة السوريين واللبنانيين وغيرهم من الجنسيات"، الستر والرضا هما كل ما يترجاه "حسام" في غربته.