سلط تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية الضوء على معاناة أم بعد أن وجدت نفسها أمام خيار صعب إثر إصابة ابنها وابنتها بنفس المرض النادر، وتطلبت حالة كل منهما الخضوع لعملية زراعة كلية، حيث اكتشفت الأم أن أنسجتها تطابق أنسجة الابن والابنة، لكنها بالطبع لا يمكنها التبرع سوى لأحدهما فقط.
وتحدثت الأم "سارا بينجهام"، وهي من مدينة "هيكسهام" بمقاطعة "نوثرامبرلاند" الواقعة شمال شرق إنجلترا، عن معاناتها خلال فترة مرض ابنها "نواه"، البالغ من العمر 20 عامًا، وابنتها "أرييل" ذات الـ16 عامًا، قائلة إنها تألمت بشدة عندما وجدت نفسها أمام مثل هذا القرار الصعب، فابنها وابنتها كانا في حاجة إلى زراعة كلية ولم يكن في استطاعتها سوى مساعدة أحدهما دون الآخر، وتابعت أن كل ما تريد أن تفعله أي أم هو تجنيب أطفالها جميعًا أي ألم، وهو ما لم يكن في استطاعتها في هذه الحالة.
وأوضح تقرير الصحيفة أنه على الرغم من أن أنسجة زوجها لم تطابق أيا منهما، إلا أن الأم تخلصت من وطأة هذا القرار الصعب بعد أن تبين في وقت لاحق أن اثنين من أصدقاء العائلة كانت أنسجتهما مطابقة لأنسجة "نواه"، وهكذا أصبح في إمكانها التبرع بكليتها لـ"أرييل"، إذا سار كل شيء كما يُخطط له، وأعربت عن امتنانها لوجود من هم على استعداد لتعريض حياتهم للخطر من أجل أطفالها.
وأفاد التقرير بأن "نواه" و"أرييل" يعانيان من حالة تُعرف باسم "Nephronophthisis" أو "سحاف الكلية"، والتي تصيب واحدًا من بين كل 100 ألف بريطاني، ونتيجة لذلك فقد أصبح الابن يعتمد كليًا على غسيل الكلى، في حين أن كليتي شقيقته تعملان بنسبة 17 في المائة فقط.
يذكر أن معاناة العائلة استمرت على مدار 4 أعوام، حيث بدأت المشاكل في عام 2016 عندما بدأت "أرييل" تشعر بتعب مزمن دائم وآلام في المعدة، وشخص الأطباء إصابتها بـ"سحاف الكلية" في وقت لاحق، وأشاروا إلى احتمالية حاجتها إلى عملية زراعة كلية لكن كان من المستحيل تحديد متى ستكون في حاجة إلى هذه الجراحة أو إذا ما كانت حالتها يمكن أن تستقر، إلا أن ذلك لم يتحقق في نهاية المطاف وصارت الفتاة في حاجة إلى الجراحة، وعلمت الأم من الأطباء أنه سيكون في إمكانها التبرع بكليتها لابنتها "عندما يحين الوقت".
في عام 2019، أظهرت الفحوصات الطبية إصابة "نواه" بدوره بنفس المرض النادر، وتبين أنه في حاجة إلى زراعة كلية في أسرع وقت ممكن، لكنه في حاجة إلى اكتساب بعض الوزن أولًا كي يكون قويًا بما يكفي، ولحسن الحظ فقد وُجد متبرع مطابق له في حين تنوي والدته التبرع لشقيقته بكليتها.
وأوضحت الأم أن ابنها وابنتها تحت وطأة ضغط عصبي في الوقت الراهن أثناء انتظارهما موعد العمليتين الجراحيتين، لكنهم يحاولون جميعًا اجتياز هذه المحنة معًا كعائلة.