EN
"أي شاب حتى لو من أسرة حالتها المادية كويسة جدًا بيكون عنده طموح في الأكتر والأحسن".. بهذه الكلمات بدأ حمدي عزالدين، عم الشابين جمال عمر، وحسن حمدي، أبناء قرية كوم بدار التابعة لمركز المنشأة بمحافظة سوهاج، اللذين لقيَا مصرعهما غرقًا في ساحل مدينة السلوم، أثناء محاولتهما السفر إلى ليبيا عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وقال عم الفقيدين، أن حسن حمدي يبلغ من العُمر ١٧ عامًا ولم يُخبر والديه بسفره إلى الخارج وإنما اخبرهما أنه سيذهب إلى القاهرة ويعود ثانية، فهو كان يُريد أن يذهب إلى شقيقه الأكبر والذي سبقه في السفر إلى دولة ليبيا للعمل، مؤكدًا أن الشاب كان خير شباب قرية كوم بدار، ويتميز بحسن الخُلق والجدية بالعمل والحياة.
عزاء ورجال مُتراصة تقف على أرجلها لاستقبال المواسين، نساء بالأسود تلونت ملابسهن، وأمهات بالخبر الأسوأانهارت وانفطرت قلوبهن، وسيدات تقطعت نبرات أصواتهن من النحيب والعويل، سماء أمطرت الوجع على أهالي مركز المنشأة، الذين فقدوا ٤ من أبنائهم غرقًا بمركب الموت، من بينهم شابان أبناءعمومة.
"ليه ميكونش السفر مُباح ومُتاح ليه نجبر أولادنا على الهروب من بلدهم للخارج"، تساؤلات يتساءلها الحج حمدي، مُناشدًا المسؤولين المعنيين بتسهيل إجراءات السفر للشباب بدلًا من إجبارهم على الإلحاق بالطرق غير الشرعية كي يصلون إلى مُرادهم، أو العمل على توفير فرص عمل وتوظيف للشباب داخل مواطنهم.
وكان الموت قد خطف ١٠ رجال من أبناء محافظة سوهاج بذات الإسبوع، حيث فقدت ستة أشخاص إثر حادث طريق الموت بمركز دارالسلام أمام قرية البلابيش في تصادم أتوبيس تابع لشركة الصعيد للوجه القبلي، بسيارة ميكروباص، وكان يومًا أليمًا على جميع أهالي المحافظة.
ولم تختتم سوهاج عزاء فقداء حادث دار السلام حتى بدأت في عزاء أبناء مركز المنشأة والتي أودعت ٤ من أبنائها لقوا مصرعهم غرقًا؛ وذلك أثناء استقلالهم مركب صيد للهجرة الغير شرعية عن طريق البحر، حيث غرقت بمُستقليها في ساحل مدينة السلوم بالقرب من الحدود المصرية الغربية.
"صاحبه في الجيش قاله أنا هخلص وأسافر أشوف لك سفرية معايا"، بهذه الكلمات بدأ عبدالله الزيات، أحد جيران الشاب العشريني جمال عمر، ابن قرية كوم بدار التابعة لمركز المنشأة جنوب سوهاج، حديثه مع "صدى البلد"، موضحًا أن أحد أصدقاء الشاب بالجيش الذي انتهى من أداء خدمته العسكرية به من أقل من ٢٠ يومًا، أقنعه بالهجرة غير الشرعية إلى الخارج كي يعمل.
وأوضح أن السمسار كان يقرب لصديق "جمال" وهو من أخذ المال من الغريق وأوصله إليه، "كان عاوز يجهز شقته عشان يتجوز ويساعد أهله... بلدنا معرفتش قيمتنا وغصب عننا بندور على اللي يقدرنا".
وأكد جار المتوفي أن أسرته لم يكن لديها علم بوفاة نجلهم إلا من بضع ساعات فقط، حيث رأى أحد أقاربه من ناحية الأم خبر غرق مركب الموت التي لقى عدة شباب مصرعهم إثر محاولة سفرهم بها خارج مصر بطريقة غير شرعية، وحاولوا الوصول إلى إذا كان جمال عمر من بينهم أم لا حتى تأكد لهم الأمر من خلال مستشفى بلوم المركزي والتي تم إيداع جثته بمشرحتها.
