عندما يصاب المريض بانسدادفى أحد شرايين الجسم، أو أحد الشرايين الرئيسية المغذيةلعضلة القلب أو بعض الأحيان فى المخ وهو مركز الحركةوالمسؤولعن جميع الوظائف الحيويةبالجسم، فإن حياة الإنسان تصبح فى خطر، وقد يؤدى التأخر فى معالجة تلك الجلطةأو إهمالهاإلى عواقب وخيمة، منها شلل فى جزء من أجزاء الجسم وتوقفه عن الحركةأو تأثر مركز الإدراك أو النطق أو التحكم ببعض أجزاء بالجسم وتوقفها عن أداء وظيفتها بشكل مكتمل، والإهمالاو التأخر عن علاج تلك الجلطةقد يؤدى بفقدان حياة المريض فى كثير من الأوقات،أما سرعة التحرك واتخاذالإجراءات الطبية الفوريةوالسريعةبالشكل المطلوب يساعد بشكل كبير جدا فى إنقاذ حياة المريض وسرعة تعافيه من تلك الجلطةالمميتة.
ويعلم الغالبيةمن الناس أهمية المحافظةعلى شرايين الجسم وسيولة تدفق الدم إلى مراكز المخ وعضلة القلب بإعتبارهم مراكز التحكم فى حياة الإنسان وبقائهعلى قيد الحياةبجسد متعافى وقادر على مباشرة أمور حياته بصورة جيدة.
وإذاقمنا بتطبيق دراسةتخصص الأوعيةالدمويةوالشرايين على أرض الواقع واتخذنامنه مثالا على ما يحدث على أرض الواقع وما نشاهده حاليا فى بلدنا مصر، نجد أن هناك تشابها كبيرا،فعندما نرجع بالذاكرةلفترةزمنية غير بعيدة بضع سنوات قليلة، ونظرنا على أحوال الشارع المصرى، فنجد اختناقاتمرورية فى غالبية الشوارع المصريةسواء فى الصباح الباكر أو فى المساء تكدس وزحام على كوبرى السادس من أكتوبر أطول كوبرى فى الشرق الأوسط، تكدس على مطالع الكبارى لضيق حارات الكوبرى، ضيق الحارات المروريةوعدم استيعابهاللكثافة المروريةالمرتفعة، ضيق الشوارع الرئيسيه وإهدار كبير لجوانب الشارع، استغلالالباعةالجائلين لحرم الطريق وفرض سيطرتهم على الطريق، وجود العديد من التقاطعات المروريةفى مواضع غير صحيحه مما يعطل سيولة المرور وحركته، تدهور البنيةالتحتيةللطرق المصرية سواء الطرق السريعةأو الطرق الداخلية، عدم وجود الإنارة على جانبي الطرق وأن وجدت تكون ضعيفةولا يوجد صيانةللطرق ومتابعةلجودة الطريق، العلامات الإرشادية وتقسيم الحارات كانت شبه منعدمة، وغيرها من المعاناةالتى يعانى منها غالبية المصريين لسنوات طوال سواء من يمتلك سيارةأو من يتنقل بوسائل النقل المتهالكةلعقود طويلة.
تدهور البنية التحتيةطرق وكبارى ووسائل مواصلات متهالكةوتكدس مرورى وازدحامبالساعات وإهدار للوقت والجهد وكلفة اقتصاديةوتلوث بيئى فاق الحد، أثر على صحة المواطن وأدائه فى العمل وأثر على حالته المزاجية وشعوره بالإنهاك والتعب عند قيامه بأى مهمةخارج المنزل.
ويتذكر غالبيتنا صفر المونديال التى حصلت عليه مصر فى تسعينيات القرن الماضى، بسبب أزمة الطرق فى مصر، ونعلم جيدا أن كثيرًا من عدم إقبالالإستثمارات الأجنبيةعلى إنشاء مشاريع عملاقةفى مصر بسبب تدهور البنية التحتيةللطرق والتكدس المرورى وعدم وجود طرق ممهدةلسرعةنقل البضائع وسيولة الحركةوالتنقل بين المحافظات المصرية.
ومنذ أربع سنوات شاهدنا جميعا الطفرةالحضارية التى قامت بها الحكومةالمصريةبقيادةالسيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، من إنشاء شبكة طرق وكبارى على أحدث النظم العالمية، من رصف للطرق بشكل متميز وإنارةعلى جانبي الطريق وعدم وجود تقاطعات على الطرق السريعةوربط جميع المدن والمحافظات بعضها ببعض وسيولة الحركةوالتنقل داخل المدن والعواصم الرئيسية، وتحديث منظومةالنقل بتنوعه،حتى أن الغالبية تسأل سؤالا لم يكن معلوما لدينا من قبل أول مرة شعب يسأل رئيسه من أين يأتى بالأموال للصرف على تلك المشاريع العملاقة؟ فكان فى العادةوعلى مر الزمن كنا نتساءلأين تذهب الفلوس ولماذا لم يتم استثمارالفلوس فى الطرق وإقامةالمشاريع؟
أرى أن ما قامت به القيادةالمصرية، من إجراء جراحة عاجلة لشرايين الوطن من أهم أولويات المرحلةالحالية، نحن فى أمس الحاجةللسيولةوسرعةحركةوتنقل وعدم إهدار للوقت والجهد، كما أننا فى أمس الحاجة لتمهيد البلد لجذب الاستثماراتالخارجيةوتسهيل حركةالتنقل أمامها.
نحتاج فى الفترةالقادمةأن يقوم كل مواطن بدوره فى المحافظةعلى ممتلكات وطنه، والالتزامبأداب وقوانين القيادةوالمحافظةعلى الطرق ونظافتها، وتغيير السلوكيات السلبيةوالالتزام بربط الحزام وعدم التحدث فى الموبيل وتناول الأطعمة والالتزام بالحارةالمروريةوالالتزام بالسرعةالمقررةحفاظًا على الأرواح والممتلكات.
كما نحتاج من هيئة الطرق والكبارى، المتابعةالدوريةوبشكل مستمر، من صيانةللإضاءةعلى جانبي الطرق، والعلامات الإرشادية، والخدمات التى تقدم على الطرق السريعة، ومعالجة أى كسر بالطريق أول بأول، تفعيل منظومة كاميرات المراقبةلضبط سلوك المواطنين والالتزام بالقواعد والقوانين المرورية، وللحديث بقية.