الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيتكوين بين الإغراءات والتحذيرات.. سعرها وصل 315 ألف جنيه.. المركزي يحذر من مخاطر الاستثمار فيها .. والخبراء: تأثيراتها سلبية على الاقتصاد

بيتكوين
بيتكوين

العملة الرقمية المشفرة بيتكوين:
- سعر العملة الواحدة وصل 315 ألف جنيه.. مخاطر كبيرة وتحذيرات من البنك المركزي
- الخبراء يحذرون من شركات توظيف الأموال والتأثير السلبي للعملة الأشهر
- منذ 2009 وحتى اليوم والعملة لا تعرف التوقف عن الصعود
 

أفاد تقرير  نشره موقع "كوين ديسك"، المختص في متابعة العملات الرقمية، أن قيمة عملة البيتكوين قد تجاوزت حاجز الـ20 ألف دولار أمريكي لأول مرة في التاريخ بختام الأسبوع المنقضي، أي ما يعادل 315 ألف جنيه مصري لكل عملة واحدة.

ومع الارتفاع الشديد في سعر العملة الرقمية الأشهر، شهدت محركات البحث تداول كبير لكلمة البيتكوين، الأمر الذي يشير لمساع رواد الإنترنت لمعرفة ماهية تلك العملة، ومعرفة هل يمكن التداول والإتجار فيها أم لا، وفي بادئ الأمر يجب التشديد أن البنك المركزي المصري أنهى وحذر من أي تعامل بعملات رقمية، وانه لا اعتراف إلا بالعملات الرسمية للدول.

اقرأ أيضا:

وتحظر المادة 206 من قانون البنك المركزى والجهاز المصرفى، إنشاء أو تشغيل منصات لإصدار أو تداول العملات المشفرة أو النقود الرقمية، أو الترويج لها بدون الحصول على ترخيص من مجلس إدارة البنك المركزى المصرى، وفقا للقواعد والإجراءات التى يحددها، وعرف مشروع القانون النقود الإلكترونية بأنها (قيمة نقدية، مقومة بالجنيه المصرى أو بإحدى العملات المصدرة من سلطات إصدار النقد الرسمية، مستحقة على المرخص له بإصدارها، وتكون مخزنة إلكترونيا ومقبولة كوسيلة دفع).

وأكد البنك المركزي أن تلك العملات الافتراضية يغلب عليها عدم الاستقرار والتذبذب الشديد في أسعارها، وذلك نتيجة للمضاربات العالمية (غير المراقبة) التي تتم عليها، مما يجعل الاستثمار بها محفوفا بالمخاطر وينذر باحتمالية الخسارة المفاجئة لكامل قيمتها.

واعتبر البنك المركزي المصري أن العملات الافتراضية المشفرة أو المسماة الرقمية، لا يقوم بإصدارها أي بنك مركزي أو أي سلطة إصدار مركزية رسمية يمكن الرجوع إليها، فضلا عن كونها عملات ليس لها أصول مادية ملموسة ولا تخضع لإشراف أي جهة رقابية على مستوى العالم، وبالتالي تفتقر إلى الضمان والدعم الحكومي الرسمي الذي تتمتع به العملات الرسمية الصادرة عن البنوك المركزية.

وحول الأمر قال الخبير الاقتصادي رشاد عبده، إن  البيتكوين عملة افتراضية مشفرة ويسهل التعامل بها ولكن لها بعض المخاطر، حيث أنه عندما بدأ التعامل بالعملة تمت طباعة عدد منها، ولا أحد يعلم الجهة المنتجة لها، والبائع والمشتري غير معلومين، ولا يتم إعلان أسمائهما".

وتابع عبده، "هناك دول حرمت التعامل بـ البيتكوين، وأخرى أتاحت البنوك للتعامل فيها، لافتا أن عملة البتكوين بدأت من 14 سنة كانت قيمتها 100 دولار، وأعلى سعر وصلت له كان 23 ألف دولار، وسعرها هذا الشهر حوالي 10 آلاف دولار، موضحا أن"البنك المركزي أصدر قرارا بالطلب من المصريين بعدم التعامل في البيتكوين، حيث من الممكن أن تمول البيتكوين الإرهاب والدعارة ولا سلاح".

فيما توقع المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ريال فيجن راؤول بال، أن تواصل البتكوين أداءها المميز الذي حققته خلال العام الجاري لتصل قيمة العملة الواحدة من البتكوين إلى نحو مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة باعتباره مخزنًا للثروة كالذهب ومن الوسائل المثالية لحماية المدخرات. 

وأشار راؤول بال، إلى أن  سوق الذهب تواصل اتجاهها الصاعد لتلامس مستويات العشرة آلاف دولار للأونصة بحلول العام 2026 مع الإقبال الكثيف على المعدن الأصفر باعتباره مخزنا للقيمة في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي طباعة المزيد من الأموال ضمن خطط التحفيز التي تقوم بها الحكومات وتوقعات تحول الفائدة في الولايات المتحدة للنطاق السلبي.

وتابع أن العملات الرقمية هي مجرد نسخة رقمية للعملات الموجودة بالبنوك وتعد طريقة أسرع لإرسال الأموال، بسهولة من دولة لأخرى دون الاحتياج للذهاب إلى البنك لملء الأوراق والبيانات.

وأوضح أن قيمة البيتكوين تتغير وفقًا لسياسات العرض والطلب، ويعد كالذهب، مضيفًا أن الفترة القادمة ستشهد ازمة اقتصادية نتيجة لانتشار فيروس كورونا وزيادة أعداد المصابين به مما سيدفع البنوك المركزية لطباعة العديد من الأوراق النقدية، وبالتالي سترتفع أسعار البيتكوين والذهب.

ومن أهم مخاطر العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين ما يلي:
- خطورة عالية جدا من المضاربات، ومن الوارد نتائج سلبية كبرى وخسائر مادية فادحة
- صعوبة خضوعها للضرائب وخلافه، ومن ثم خسارة للدولة
- سهولة استخدامها في أعمال غير شرعية دون رقيب
- يسهل تمرير الأموال خارج البلاد دون الحاجة لأي وسيلة رسمية
- يصعب إستعادة أي أموال منها لأي متجاوز
- خداع المواطنين عبرها من خلال شركات توظيف الأموال
- التأثير على قيمة التضخم من خلال إحتمالية توافر سلع دون قيمة مادية ملموسة لها

ووفقا لبيانات السوق من Coinbase، فقد جرى تداول عملة "البيتكوين" المشفرة، بزيادة قدرها 7.14 %، مما رفع سعرها إلى نحو 20,624 دولار أمريكي، مما رفع مكاسبها حتى الآن إلى أكثر من 180%، مدعومة بالطلب من كبار المستثمرين، الذين جذبتهم العملة على أمل تحقيق مكاسب سريعة.

وكانت عملة البيتكوين في حالة تمزق خلال هذا العام حيث تضاعفت قيمتها ثلاث مرات، بعد أن كانت العملة المشفرة وغيرها من العملات المشفرة جذابة للمستثمرين حيث ضعف الدولار الأمريكي.

وقال مايكل سونينشين، العضو المنتدب لشركة Grayscale Investments: "ليس من المفاجئ بالنسبة لنا أن تصل قيمة عملة البيتكوين Bitcoin إلى 20 ألف دولار، لكنها عتبة رمزية للغاية للوصول إلى نهاية العام التاريخي لعملة البيتكوين"، بحسب شبكة CNN.

ويشار إلى أنه ثاني ارتفاع لعملة البيتكوين في أقل من شهر، ففي يوم الثلاثاء 17 نوفمبر الماضي، ارتفع سعر العملة المشفرة إلى أكثر من 17 ألف دولار أمريكي، بما يزيد عن 4 % خلال 24 ساعة فقط، إذ جرى تداوله عند 17,030 دولارا أمريكيا، وهي أعلى نقطة له منذ 7 يناير 2018، وفقا لبيانات CoinDesk.

ووفقا لخبراء العملات المشفرة، فإن التغيير الكبير في ارتفاع العملات الإلكترونية عادةً ما يتبعه هبوط شديدة الانحدار دون سبب واضح للتغييرات التي تطرأ عليها.

وتعريف الـ بيتكوين أو (BTC) هي عملة رقمية، يتم استخدامها وتوزيعها إلكترونيا والتداول والمضاربة عليها إلكترونيا، وبيتكوين هي شبكة لامركزية ولا تخضع لسيطرة مؤسسة أو شخص واحد، ويتم التعامل بين الأفراد بها عبر مبدأ "الند لند"، كما لا يمكن طباعة عملة الـ بيتكوين ومقدارها محدود جدًا - فقط 21 مليون بيتكوين هي كل ما يمكن إنشاؤه.

بيتكوين.. من أنشأها؟
تم تقديم بيتكوين لأول مرة كبرنامج مفتوح المصدر من قبل مبرمج مجهول، أو مجموعة من المبرمجين، تحت الاسم المستعار "ساتوشي ناكاموتو" في عام 2009، وقد كان هناك الكثير من الشائعات حول الهوية الحقيقية لمنشئ بيتكوين، ولكن كل الأشخاص الذين ذكروا في تلك الشائعات قد نفوا علنا ​​كونهم ذلك الشخض "ناكاموتو".

وكان "ناكاموتو" نفسه قد ادعى مرة واحدة أنه يبلغ من العمر 37 عاما ويعيش في اليابان، ومع ذلك، فبسبب لغته الإنجليزية المتقنة وبرامجه التي لا يوجد بها أي وصف باللغة اليابانية، فهناك شكوك معقولة حول هذا الموضوع، ففي حوالي منتصف عام 2010، تحول ناكاموتو إلى أشياء أخرى، وترك بيتكوين في أيدي عدد قليل من الأعضاء البارزين في مجتمع بيتكوين، كما قام ساتوشي بتعيين "غافن أندرسن" كمطور رئيسي، وتشير التقديرات إلى أن ناكاموتو يمتلك حوالي مليون بيتكوين.

من يتحكم في بيتكوين؟
وفقا لـ "غافن أندرسن"، فإن أول شيء ركز عليه بعد ترك ناكاموتو للمشروع هو المزيد من اللامركزية، حيث أراد أندرسن أن يستمر وجود بيتكوين بشكلٍ مستقل، حتى وإن "تعرّض هو لحادث"، وبالنسبة للكثير من الناس.

إن الميزة الرئيسية لـ بيتكوين هو استقلالها عن البنوك والشركات وحكومات العالم، حيث لا يمكن لسلطة واحدة أن تتدخل في معاملات بيتكوين، أو تفرض رسوم معاملات أو تستولي على أموال الناس، وعلاوة على ذلك، فإن حركة بيتكوين شفافة للغاية - حيث يتم تخزين كل معاملة في دفتر حسابات عام موزع واسع النطاق يدعى بلوكتشين، وفي الأساس، في حين لا يتم التحكم في بيتكوين كشبكة، فإنها تعطي المستخدمين السيطرة الكاملة على أموالهم.

كيف تعمل بيتكوين؟
يرى المستخدم فقط كمية من بيتكوين على محفظته ونتائج المعاملات، ووراء الكواليس، تتقاسم شبكة بيتكوين دفتر حسابات عام يسمى "سلسلة الكتل"، ويحتوي دفتر الحسابات هذا على كل معاملة تتم معالجتها في أي وقت، ومن ثم يتم دمج السجلات الرقمية للمعاملات في صورة "كتل".

إذا حاول شخص ما تغيير حرف واحد فقط أو رقم في مجموعة من المعاملات، فإنه سيؤثر أيضا على كافة الكتل التالية، وبسبب كونه دفتر حسابات عام، فإن أي خطأ أو محاولة للغش يمكن رصدها وتصحيحها بسهولة من قبل أي شخص، ويمكن لمحفظة المستخدم التحقق من صحة كل معاملة. كما يتم حماية صحة كل معاملة من قبل التوقيعات الرقمية المقابلة لعناوين الإرسال.

وبسبب عملية التحقق واعتمادا على منصة التداول، فقد يستغرق إتمام معاملات بيتكوين بضع دقائق، وقد تم تصميم بروتوكول بيتكوين بحيث تستغرق كل كتلة حوالي 10 دقيقة للتعدين.