أفاد تقرير نشره موقع "كوين ديسك"، المختص في متابعة العملات الرقمية، أن قيمة عملة البيتكوين قد تجاوزت حاجز الـ20 ألف دولار أمريكي لأول مرة في التاريخ بختام الأسبوع المنقضي، أي ما يعادل 315 ألف جنيه مصري لكل عملة واحدة.
ومع الارتفاع الشديد في سعر العملة الرقمية الأشهر، شهدت محركات البحث تداول كبير لكلمة البيتكوين، الأمر الذي يشير لمساع رواد الإنترنت لمعرفة ماهية تلك العملة، ومعرفة هل يمكن التداول والإتجار فيها أم لا، وفي بادئ الأمر يجب التشديد أن البنك المركزي المصري أنهى وحذر من أي تعامل بعملات رقمية، وانه لا اعتراف إلا بالعملات الرسمية للدول.
اقرأ أيضا:
وتحظر المادة 206 من قانون البنك المركزى والجهاز المصرفى، إنشاء أو تشغيل منصات لإصدار أو تداول العملات المشفرة أو النقود الرقمية، أو الترويج لها بدون الحصول على ترخيص من مجلس إدارة البنك المركزى المصرى، وفقا للقواعد والإجراءات التى يحددها، وعرف مشروع القانون النقود الإلكترونية بأنها (قيمة نقدية، مقومة بالجنيه المصرى أو بإحدى العملات المصدرة من سلطات إصدار النقد الرسمية، مستحقة على المرخص له بإصدارها، وتكون مخزنة إلكترونيا ومقبولة كوسيلة دفع).
وأكد البنك المركزي أن تلك العملات الافتراضية يغلب عليها عدم الاستقرار والتذبذب الشديد في أسعارها، وذلك نتيجة للمضاربات العالمية (غير المراقبة) التي تتم عليها، مما يجعل الاستثمار بها محفوفا بالمخاطر وينذر باحتمالية الخسارة المفاجئة لكامل قيمتها.
واعتبر البنك المركزي المصري أن العملات الافتراضية المشفرة أو المسماة الرقمية، لا يقوم بإصدارها أي بنك مركزي أو أي سلطة إصدار مركزية رسمية يمكن الرجوع إليها، فضلا عن كونها عملات ليس لها أصول مادية ملموسة ولا تخضع لإشراف أي جهة رقابية على مستوى العالم، وبالتالي تفتقر إلى الضمان والدعم الحكومي الرسمي الذي تتمتع به العملات الرسمية الصادرة عن البنوك المركزية.
وحول الأمر قال الخبير الاقتصادي رشاد عبده، إن البيتكوين عملة افتراضية مشفرة ويسهل التعامل بها ولكن لها بعض المخاطر، حيث أنهعندما بدأ التعامل بالعملة تمت طباعة عدد منها، ولا أحد يعلم الجهة المنتجة لها، والبائع والمشتري غير معلومين، ولا يتم إعلان أسمائهما".
وتابع عبده، "هناك دول حرمت التعامل بـ البيتكوين، وأخرى أتاحت البنوك للتعامل فيها، لافتا أنعملة البتكوين بدأت من 14 سنة كانت قيمتها 100 دولار، وأعلى سعر وصلت له كان 23 ألف دولار، وسعرها هذا الشهر حوالي 10 آلاف دولار،موضحا أن"البنك المركزي أصدر قرارا بالطلب من المصريين بعدم التعامل في البيتكوين، حيث من الممكن أن تمول البيتكوين الإرهاب والدعارة ولا سلاح".
فيماتوقع المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ريال فيجن راؤول بال، أن تواصل البتكوين أداءها المميز الذي حققته خلال العام الجاري لتصل قيمة العملة الواحدة من البتكوين إلى نحو مليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة باعتباره مخزنًا للثروة كالذهب ومن الوسائل المثالية لحماية المدخرات.
وأشار راؤول بال، إلى أن سوق الذهبتواصلاتجاهها الصاعد لتلامس مستويات العشرة آلاف دولار للأونصة بحلول العام 2026 مع الإقبال الكثيف على المعدن الأصفر باعتباره مخزنا للقيمة في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي طباعة المزيد من الأموال ضمن خطط التحفيز التي تقوم بها الحكومات وتوقعات تحول الفائدة في الولايات المتحدة للنطاق السلبي.
وتابع أن العملات الرقمية هي مجرد نسخة رقمية للعملات الموجودة بالبنوك وتعد طريقة أسرع لإرسال الأموال، بسهولة من دولة لأخرى دون الاحتياج للذهاب إلى البنك لملء الأوراق والبيانات.
وأوضح أن قيمة البيتكوين تتغير وفقًا لسياسات العرض والطلب، ويعد كالذهب، مضيفًا أن الفترة القادمة ستشهد ازمة اقتصادية نتيجة لانتشار فيروس كورونا وزيادة أعداد المصابين به مما سيدفع البنوك المركزية لطباعة العديد من الأوراق النقدية، وبالتالي سترتفع أسعار البيتكوين والذهب.
ومن أهم مخاطر العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين ما يلي:
- خطورة عالية جدا من المضاربات، ومن الوارد نتائج سلبية كبرى وخسائر مادية فادحة
- صعوبة خضوعها للضرائب وخلافه، ومن ثم خسارة للدولة
- سهولة استخدامها في أعمال غير شرعية دون رقيب
- يسهل تمرير الأموال خارج البلاد دون الحاجة لأي وسيلة رسمية
- يصعب إستعادة أي أموال منها لأي متجاوز
- خداع المواطنين عبرها من خلال شركات توظيف الأموال
- التأثير على قيمة التضخم من خلال إحتمالية توافر سلع دون قيمة مادية ملموسة لها
ووفقا لبيانات السوق من Coinbase، فقد جرى تداول عملة "البيتكوين" المشفرة، بزيادة قدرها 7.14 %، مما رفع سعرها إلى نحو 20,624 دولار أمريكي، مما رفع مكاسبها حتى الآن إلى أكثر من 180%، مدعومة بالطلب من كبار المستثمرين، الذين جذبتهم العملة على أمل تحقيق مكاسب سريعة.
وكانت عملة البيتكوين في حالة تمزق خلال هذا العام حيث تضاعفت قيمتها ثلاث مرات، بعد أن كانت العملة المشفرة وغيرها من العملات المشفرة جذابة للمستثمرين حيث ضعف الدولار الأمريكي.
وقال مايكل سونينشين، العضو المنتدب لشركة Grayscale Investments: "ليس من المفاجئ بالنسبة لنا أن تصل قيمة عملة البيتكوين Bitcoin إلى 20 ألف دولار، لكنها عتبة رمزية للغاية للوصول إلى نهاية العام التاريخي لعملة البيتكوين"، بحسب شبكة CNN.
ويشار إلى أنه ثاني ارتفاع لعملة البيتكوين في أقل من شهر، ففي يوم الثلاثاء 17 نوفمبر الماضي، ارتفع سعر العملة المشفرة إلى أكثر من 17 ألف دولار أمريكي، بما يزيد عن 4 % خلال 24 ساعة فقط، إذ جرى تداوله عند 17,030 دولارا أمريكيا، وهي أعلى نقطة له منذ 7 يناير 2018، وفقا لبيانات CoinDesk.
ووفقا لخبراء العملات المشفرة، فإن التغيير الكبير في ارتفاع العملات الإلكترونية عادةً ما يتبعه هبوط شديدة الانحدار دون سبب واضح للتغييرات التي تطرأ عليها.