تم اكتشاف كنز من العاج على حطام سفينة تجارية برتغالية ترجع إلى القرن السادس عشر، في جنوب إفريقيا، وعثر الخبراء على متن السفينة الغارقة على 100 من أنياب الفيل يرجع عمرها إلى أكثر من 500 عاما.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن الراسة الجديدة عن السفينة الغارقة كشفت أن أن فيلة الغابات كانت تعيش بالفعل في السافانا منذ 500 عام، في غرب أفريقيا، واستخدم العلماء تحليل الحمض النووي لمقارنة الأنياب المستردة من حطام سفينة شحن برتغالية والتي كانت محفوظة جيدًا، بأفيال اليوم من فصيل تم اكتشافه في عام 2008.
ونجحت الدراسة في إثبات أن أالانياب القديمة تنتمي إلى أنواع مختلفة من الأفيال الحديثة، وتطابق العاج البالغ من العمر 500 عاما مع فيل الغابة الأفريقي في حوض الكونغو، وكان التجار على متن سفينة الشحن المنكوبة قد شاهدوا أنواع العاج على الساحل الغربي لأفريقيا في محاولاتهم لمقارنتها بعاج الأفيال في الهند، وذلك قبل غرق السفينة وموت التجار في البحر.
كشفت الدراسة أن أفيال الغابات الأفريقية كانت تعيش بالفعل في السافانا في أوائل القرن السادس عشر، لتتحدى بذلك فكرة انتقالها لأول مرة من الغابات المطيرة في أوائل القرن العشرين، وذلك عبر الدراسة التي تعد الأول من نوعها والتي جمعت بين الجينوم للحيوانات القديمة ومقارنة تاريخية لتحديد الأصل والتاريخ البيئي والجيني للبضائع الغارقة ، وفقًا لفريق الباحثين الدولي.
قالت مؤلفة الدراسة أليدا دي فلامينج من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين: "تعيش الأفيال في مجموعات عائلية تقودها الإناث وتميل إلى البقاء في نفس المنطقة الجغرافية طوال حياتها.. لقد حددنا من أين أتت هذه الأنياب من خلال فحص علامة الحمض النووي التي يتم انتقاله من الأم إلى الابن فقط ومقارنة التسلسلات مع تلك الخاصة بالفيلة الأفريقية المحددة جغرافيًا".
وتابعت: "من خلال مقارنة الحمض النووي العاجي لحطام السفينة بالحمض النووي المأخوذ من الأفيال ذات الأصول المعروفة عبر إفريقيا ، تمكنا من تحديد المنطقة الجغرافية وأنواع الأفيال بخصائص الحمض النووي التي تطابق عاج حطام السفينة"..
وفي عام 1533، كان قد اختفى " بوم جيسوس" المعروف باسم "يسوع الطيب" وهو في طريقه إلى الهند ومعه 40 طنًا من العملات الذهبية والفضية ، وأكثر من 100 أنياب فيل وشحنات ثمينة أخرى على متنها، وتم العثور على السفينة في ناميبيا في عام 2008 ، مما يجعلها أقدم حطام سفينة معروف في جنوب إفريقيا.
ويذكر أن تجارة العاج كانت رائجة جدا قديما كعلامة للانتقال بين البلاد والحضارات المختلفة.