مساحات شاسعة من الثمار الحمراء تجذب أنظار المارين عليها والوافدين إليها مع قدوم شهر نوفمبر من كل عام، نالت على إثرها قرى مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة شهرة عالمية، ففي كل مكان أينما اتجهت ببصرك تصادفك تلك الثمار لمحصول الفراولة الأكثر قربا إلينا سواء شكلا أو رائحة أو طعماً، وكذلك إلى التجار حيث أنه نشاط اقتصادي مهم وكامل يبدأ منذ أوائل شهر مايو ثم الحصاد في شهر نوفمبر لتجهيزه وتسويقه إلى الأسواق العالمية.

ورغم أن بداية زراعة الفراولة كانت مجرد إشباع رغبة المزارعين في تقليد الدول الأوروبية إلا أن مع مرور الوقت تفوق المزارعون على تلك الدول وأصبحت محافظة البحيرة تحصد المراكز الأولى في تصدير ذلك المحصول إلى الأسواق العالمية.

أحمد أغا، أحد المزارعين مُلاك الأراضي الزراعية بمركز كوم حمادة، أوضح أن بداية فكرة زراعة الفراولة في محافظة البحيرة تعود إلى أوائل التسعينات فكانت مختصرة فقط على الشركات ثم خرج النسيج من الشركات إلي عدد محدود من صغار المزارعين، ومع مرور الوقت ازدادت الخبرة وتم تحسين جودة المحصول وبدأت الشركات تتعاقد مع المزارعين لتصدير المحاصيل إلى الدول الأوروبية والإفريقية والعربية.

وأشار أغا، إلى أن هذا المحصول أصبح من المحاصيل الزراعية الأساسية لدى المزارعين وازدادت المساحات المخصصة لزراعة الفراولة، ومع مرور الوقت أصبحت زراعة الفراولة أيضا طوق نجاة للعديد من الشباب العاطل عن العمل، مضيفا أنها "ساعدت في حل مشكلة البطالة، حيث يأتي العمال لزراعة الفراولة من جميع مراكز المحافظة، والمحافظات المجاورة منها محافظة المنوفية والجيزة والإسماعيلية والشرقية".

وعن مراحل زراعتها، قال محمود محمد عثمان، أحد المزارعين لمحصول الفراولة، إنه يتم زراعة شتلات الفراولة في شهر مايو وتستمر مراحل الزراعة حتى مرحلة الحصاد التي تبدأ في شهر نوفمبر ثم تجهيزها وتصديرها إلى الدول الأوربية، ويتم استخدام نظام الري بالتنقيط وتغطى بالبلاستيك لحمايتها من الصقيع"، موضحًا أن المساحة المخصصة لزراعة الفراولة تصل إلى 160 ألف فدان حتى الآن.

ولفت عثمان، إلى أن محافظة البحيرة حصلت على العديد من المراكز الأولى في تصدير الفراولة منها المركز الأول في تصدير الفراولة المجمدة والمركز الثاني في تصدير الفراولة الطازجة، مشيراً إلى أن المزارعين مستمرون في تحسين جودة المحصول للاستمرار في التواجد في الصفوف الأولى بين المنافسين في جميع الدول العربية والأوروبية والإفريقية.

وأكد أن المزارعين لا يحتاجون إلى أي دعم من المسؤولين سوى الدعم المعنوي، مناشدا محافظ البحيرة ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي بأن يلتقيان بالمزارعين وتكريمهم لرفع الروح المعنوية لديهم وزيادة تحسين جودة المحصول، قائلاً : "أي لاعب كرة القدم حصل على بطولة الدولة المصرية يتم تكريمه، وبعد حصول المزارعين في محافظة البحيرة على العديد من المراكز على مستوى العالم في تصدير الفراولة يجب على الدولة كذلك تكريمهم".

اقرأ أيضا :- عاشق الورد من ليبيا إلى مصر يروي أسرار الغربة و الزراعة في المنازل بالبحيرة