سلط تقرير نشره موقع "المونيتور- Al Monitor" الإخباري الضوء على حملة تقودها العديد من الراقصات الشرقيات في مصر بهدف الحفاظ على الرقص الشرقي التقليدي من "الدخيلات".
وأوضح التقرير أن راقصات شرقيات مصريات يشعرن بأن "الدخيلات" يشوهن أسلوب الرقص منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أنه في ظل قدوم مزيد من الراقصات غير المصريات لبدء مسيرتهن وظهور أنواع جديدة من الموسيقى، فإن صراع الراقصات الشرقيات من أجل حماية مهنتهن أصبح أكثر صعوبة.
وأضاف التقرير أن أغلب الراقصات الشرقيات اعتدن الرقص على أنغام الموسيقى العربية الكلاسيكية أو أغاني كوكب الشرق أم كلثوم من خلال ترجمة الألحان والنغمات بحركات أجسادهن مع استخدام وجوههن وعضلاتهن في التعبير عن معاني الأغاني دون النطق بكلمة واحدة، وعلى الرغم من أن القليل من الراقصات المصريات مثل "فيفي عبده" و"دينا" و"لوسي" مازالن يقدمن هذا النوع من الأداء، إلا أن هناك جيلًا جديدًا من الراقصات اللاتي يفضلن الرقص على أغاني المهرجانات.
وأوضح التقرير أن هذا النوع من الأغاني ظهر لأول مرة في أعقاب ثورة 2011.
وقالت "نورا"، وهي راقصة مصرية ترقص في أماكن مختلفة بالقاهرة في تصريحات لموقع "المونيتور" إن "عددًا محدودًا من الراقصات يرقصن الآن على نغمات الموسيقى التقليدية"، مضيفة أنها تفضل الرقص على أغاني المهرجانات بسبب إيقاعاتها السريعة التي تجعل مستمعيها يرقصون ويقفزون.
وأفاد التقرير بأنه في السابق بدأت العديد من الراقصات المصريات حملات تهدف للمساعدة على استعادة مكانة الرقص الشرقي؛ وفي الآونة الأخيرة أطلقت الراقصة الشرقية "راندا كامل" حملة تهدف للحفاظ على الرقص الشرقي المصري التقليدي، وانضمت إلى هذه الحملة راقصات أخريات.
وجاء في نص التقرير، الذي نُشر الخميس، أنه عندما ترقص الراقصات الشرقيات على أغاني المهرجانات، فإنهن يحركن أجسادهن بشكل أسرع وبصورة وُصفت بـ"المبتذلة"، وذلك بسبب إيقاعات الموسيقى وأحيانًا كلمات الأغاني "المبتذلة" التي تختارها الراقصات لجذب انتباه الجمهور؛ وترفض الراقصات التقليديات هذا النوع من الرقص، حيث يعتقدن أن كل حركة يقمن بها يجب أن تكون على إيقاع نغمات الموسيقى وأيضًا يجب أن تكون فنية وليست مبتذلة.
وسلط التقرير أيضًا الضوء على مجموعة من الراقصات من زمن الفن الجميل اللاتي وصلن إلى النجومية، ومن بينهن "شفيقة القبطية"، والتي كانت من أوائل الراقصات اللاتي حققن شهرة في القرن التاسع عشر، وقد تناول فيلم سينمائي صدر في عام 1963 قصة حياتها وسُمي باسمها، وظهرت بعد ذلك "بديعة مصابني"، وهي راقصة لبنانية عاشت في مصر وحققت شهرة كراقصة شرقية.
وأفاد تقرير الموقع الإخباري بأن "صافي عاكف"، وهي حفيدة الفنانة الراحلة "نعيمة عاكف" وتعمل مدربة رقص شرقي في أكاديميتها منذ حوالي 10 أعوام، تعتقد بدورها أنه يجب حماية الرقص الشرقي.
وقالت "صافي عاكف" في تصريحات لـ"المونيتور" إنها كانت ترغب في مواصلة مسيرتها المهنية كراقصة شرقية، وعلى الرغم من أن بعضًا من أفراد عائلتها فنانون وراقصون، إلا أنهم رفضوا عملها في هذا المجال، لأن الرقص الآن أصبح أشبه بـ سلعة.
وترى "عاكف" أن الرقص الشرقي بدأ يتغير أو حتى يتراجع في أوائل الألفينات، عندما بدأت العديد من الروسيات في القدوم إلى مصر وامتهان الرقص الشرقي، حيث مزجن الرقص الشرقي بالحركات البهلوانية وحركات الجمباز، وهو ما غير من الرقص الشرقي التقليدي، ثم أطلقن على هذا النوع الجديد اسم "الرقص الشرقي الروسي".
وأضافت أن: "الرقص الشرقي جزء من ثقافتنا.. لماذا ننكر ذلك؟.. يجب علينا فقط اتباع القواعد وحمايته".