EN
الاعتماد على النفس فضيلة وعزيمة خاصةً إذا كان من الصغر.. هذا ما يؤمن به ثلاثة شباب جامعيين يدرسون بكليات قمة بجامعة عين شمس، بعد أن قرروا أن يعتمدوا على أنفسهمويعملون فيما هو متاح لهم حتي يتخرجون من الجامعة ويبحوث عن عمل في مجال دراستهم.
يحكي أحد هؤلاء الطلاب ويدعى «كريم صبري» قصته في فيديو لـ «صدى البلد» قائلًا: « بدأت شغلمن وأنا في تانية اعدادي سواء فيمحلات ملابس، أو بالتنقل بين أكثر من كافيه، و تركت الشغل لفترة في الثانوية العامة علشان الدراسة ثم رجعت ليه بالعمل في الكافيه المتنقلمنذ سنتينمع اثنين من أصدقائي».
كريم صبري، وهوطالب بالفرقة الثانية بكلية الحقوق جامعة عين شمسليس الوحيد الذي يعمل في الكافيه المتنقل، لكن يشاركه في العمل اثنين من أصدقائه من طلاب كليات القمة، الأول عبد الله فتحي، ويدرس في الفرقة الثانية بقسم إعلام في كلية الآداب بالجامعة، أما الثاني فهو محمد فتحي، طالب بالفرقة الخامسة بكلية الهندسة جامعة عين شمس.
فكرة إنشاء الكافيه المتنقل تعود إلى الصديق الثالث للشباب، وهو «بيتر عبده»، والذين يصفونه بـ «الأخ الأكبر» لهم، وعن حكايته معهم يقول كريم: «كان نفسه يعمل مشروع شبابي، فكلمني أنا وصحابي الاثنين، وجاب العربية، وروحنا معاه وجبنا ماكينة القهوة والمشروبات، وخلصنا التصاريح؛ علشان يكون ورقنا كله تمام، وبالفعل بقالنا سنتين موجودين في نفس المكان تقريبًا».
يوزع الأصدقاء الثلاثة أوقات العمل فيما بينهم، فيتحمل كريم الشيفت الصباحي يوميًا حتي في أيام الامتحانات منذ الـثامنة صباحًا إلى الرابعة عصرًا، و يأتي أصدقاءه الاثنين ليبدوأ عملهم بعده مباشرةً منذ الرابعة إلى الثانية صباحًا من اليوم التالي، ويبدأ كل من الشباب الثلاثة عمله بتنظيف العربة وتعقيمها.
مضايقات وانزاعاج بعض سكان الحي من وجود العربة، كانت العقبة الوحيدة التي واجهة الشباب الثلاثة في البداية، لكن مع الوقت تعودوا على وجودهم خاصةً أنهم يحملون تصريحًا يبيح لهم الوقوف، ومع الوقت أصبح عددًا كبيرًا من السكان وأصحاب المحلات زبائن دائمين عندهم.
«الأسعار المتوسطة من 5 جنيهات إلى 20 جنيهًا» .. أحد أبرز أسباب الإقبال على الكافيه المتنقل كما يوضح كريم، إضافة إلى المحافظة على النظافة، وجودة المشروبات المقدمة،مع زيادة الطلب عليها في وقت الصباح أثناء ذهاب الناس إلى أشغالهم.
يتعاون الزملاء الثلاثة مع بعضهم طوال الوقت ليوفقوا بين الدراسة والنجاح بتفوق بالعمل في جميع أيام السنة، بما في ذلك فترة الامتحانات، معلقين: «بنشيل بعضنا أيام الامتحانات من خلال التنسيق فيما بيننا مع وقت امتحان كل واحد فينا».
يختتم أحد الأصدقاء الثلاثة باعتقادهم الدائم فيما بينهم، ورسالتهم لغيرهم من الشباب: «مش هنفضل معتمدين على أولياء أمورنا طول الوقت، فكان لازم كل واحد مننا ينزل يشتغل و يعتمد على نفسه من بدري، ويوفق بين الدراسة والشغل، ودا سهل طالما يوجد عزيمة، فقصص الكفاح لا تنبني من فراغ، والشغل عاوز عزيمة، إضافة إلى أنه ما فيش أكتر من الشغل في البلد، ولو الشاب حط في دماغه الشغل هينزل يشتغل».
