علاقات طويلة وممتدة وراسخة عبر عقود من الزمن تتميز بها العلاقات بين مصر والبحرين، حيث ساهمت مصر فى إحداث نهضة تعليمية فى البحرين حتى قبل ان تتحرر، بل وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال البحرين، وفى المقابل كانت البحرين من اوائل الدول دعما لمصر وأعادت علاقتها مع القاهرة بشكل سريع عقب المقاطعة العربية لمصر بسبب اتفاقية كامب ديفيد، بل وكانت من الدول السباقة فى دعم ثورة 30 يونيو فى مصر 2013، وهى الامور التى على ضوئها تحتفل وزارة الثقافة المصرية اليوم بالتاريخ المشرف للعلاقات بين الشقيقتين مصر والبحرين.
يعود التعاون بين مصر والبحرين إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين قبل استقلالها في عام 1919، تعود العلاقات بين البلدين الى تاريخ طويل من الوقفات المشرفة. فلن ينسى التاريخ تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الكبرى، كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، ونتذكر في مصر المشاعر الوطنية الفياضة ومواقف التأييد والمساندة المعنوية التي صاحبت بناء السد العالي، وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967 ، ومشاعر القلق والدعم التي طالما أبدتها وتبديها القيادة والشعب البحرينيان كلما حدثت مشكلة في مصر.
كانت مصر دوما سباقة بإعلان الدعم الرسمي للبحرين، ومن أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلالها في عام 1971 لمواجهة المزاعم الإيرانية، وفى عام 2002 أقرت مصر رسميا التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي، وجاء موقف شيخ الأزهر خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش القمة الإسلامية بالقاهرة في فبراير 2013، الذي أكد ضرورة احترام الجميع لاستقلال البحرين وعروبتها وعدم التدخل في شأنها الداخلي، ليضيف المزيد لرصيد الدعم المصري المستمر لسيادة المملكة وعروبتها.
وكانت البحرين من أولى الدول العربية السباقة لاستعادة علاقاتها بالقاهرة في نوفمبر عام 1987 عقب القطيعة العربية التي أعقبت توقيع مصر على معاهدة السلام الإسرائيلية، واستمرت معالم الدعم البحريني لخيار الشعب المصري منذ قيام ثورة يناير عام 2011، وكانت من أبرز الدول العربية والخليجية السباقة بتأييد ثورة 30 يونيو عام 2013، وأكد قادة المملكة دعم كافة القرارات التي تساهم في حفظ أمن واستقرار مصر.
كما أن علاقات مصر والبحرين تتميز بالاستقرار والأخوية، وتنطلق القاهرة والمنامة من رؤية موحدة إزاء قضايا المنطقة، ويشددان على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، كما يدعمان نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، ويعملان بشكل دؤوب من أجل الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسي وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه.
ينظم المجلس الأعلى للثقافة وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، الأمسية الثامنة من سلسلة أمسيات مبادرة "علاقات ثقافية " التى يتم خلالها الاحتفاء بالعلاقات المصرية البحرينية، مساء اليوم ، الإثنين، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
وتقام الأمسية برعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع الدكتورة سعاد شوقي، رئيسة قطاع العلاقات الثقافية.
تتضمن الأمسية كلمة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وكلمة السفير هشام الجودر، سفير مملكة البحرين لدى القاهرة، وكلمة السفيرة سها الفار، المساعد السابق لوزير الخارجية، سفير مصر السابق لدى البحرين.
ويشارك فيها نخبة من أعلام الثقافة المصرية والمتخصصين في التعاون الثقافي البحريني؛ من بينهم: الدكتور شاكر عبد الحميد أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمة الفنون ووزير الثقافة المصري الأسبق، والدكتور محمد رمزي الشاعر أستاذ القانون الدستوري والإداري بجامعة عين شمس الحاصل على وسام البحرين الأول، والدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي ووزير الدولة للمجالس النيابية والشؤون القانونية الأسبق.
كما تتضمن الأمسية عرض فيلم تسجيلي قصير حول مملكة البحرين.