الامطار شريان الحياه عند ابناء الصحراء بمطروح لاعتمادهم عليها فى الشرب والزراعة وتربية الاغنام، فهم ينتظروها فور قدوم موسم الشتاء لملء ابارهم او لرى محاصيلهم سواء اشجار واو زراعات موسمية .
ويختلف العام الحالى عن الاعوام السابقة فلاول مرة منذ قدوم موسم الشتاء تشهد محافظة مطروح امطار غزيرة لم تشهدها منذ 36 عام طبقا لرصد وحدة الأرصاد الجوية بمركز البحوث التطبيقية التابع لمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح مما نتج عنه ملى الابار مع بداية موسم الشتاء وقيام المزارعين بالبدء حاليا فى عمليات الخدمة الشتوية لأشجار الفاكهة تحت ظروف الزراعة المطرية .
و قام الدكتور السيد القصير وزير الزراعة بدعم المزارعين بتقاوي الشعير لزراعة الأراضي الصالحة لزراعة الشعير بالصحراء الغربية بكميات تصل الى 140 طن من التقاوي بالتعاون مع الإدارة المركزية للتقاوي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
وقال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء أن محافظة مطروح شهدت هذا العام هطول للأمطار خلال شهر نوفمبر بكميات غير متوقعة منذ أكثر من 36 عامًا لتصل الى152 مم بمدينة مرسي مطروح وذلك حسب رصد وحدة الأرصاد الجوية بمركز البحوث التطبيقية التابع لمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح بالقصر والتي أحدثت سيول بمناطق عدة بمحافظة مطروح .
و أكد المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن وحدة الأرصاد بمنطقة راس الحكمة والتي تبعد عن البحر بمسافة 7 كيلو متر جنوبًا رصدت ما يقرب من 61 مم مع تسجيل القراءات كل نصف ساعة ، بينما سجلت وحدة الأرصاد بمركز البحوث التطبيقية 152 مم خلال شهر نوفمبر، وأن معدل سقوط الأمطار على مدن المحافظة هذا العام شهد ارتفاعا كبيرا، حيث بلغ متوسط سقوط الامطار 110 مم خلال شهر نوفمبر فقط، وذلك وفقا لرصد وحدة النظم الجغرافية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح .
بينما أشار الدكتور عبدالصمد عبدالستار الضبع مدير وحدة النظم الجغرافية "GIS" أن رصد معدلات سقوط الأمطار شمل مناطق تنمية الوديان من فوكه شرقا حتى السلوم غربا، ويهدف هذا الرصد إلى بيان معدل حصاد مياه الأمطار التي تستخدم في الشرب والزراعة بالمناطق الصحراوية بمطروح، والتي يتم تخزينها في الآلاف من الآبار والخزانات الأرضية المنتشرة في تلك المناطق.
وأشار الضبع إلى أنه من المتوقع أن تشهد مناطق مطروح معدل سقوط أمطار مرتفع خلال الأشهر القادمة يناير وفبراير من العام المقبل يزيد على 200 مم، وهو ما يعد عاما مبشرا بالخير في مطروح، خاصة في المناطق الصحراوية، حيث تعد الأمطار المصدر الرئيسي للمياه بها.
و قال الدكتور وائل غيث استشاري وحدة الدعم الفني بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح ان أراضي الاستصلاح الجديدة والأراضي الصحراوية تذخر بالعديد من الأنواع النباتية والأشجار المثمرة ذات الأهمية الاقتصادية ويأتي في مقدمتها الزيتون والتين والرمان والعنب والنخيل وغيرها وحيث اننا في شهر ديسمبر وهو الميعاد الأفضل لإجراء عمليات الخدمة الشتوية للأشجار المذكورة فوجب علينا التنويه عن بعض الملحوظات الفنية التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار اثناء القيام بهذه العمليات حتى تتعظم النتائج المرجوة منها مع تجنب بعض الممارسات الخاطئة التي قد تخفى على بعض المزارعين اثناء تنفيذ هذه العملية المهمة جدا.
وأشار " غيث " في البداية الصحيحة تتحقق من الاختيار الجيد للمادة العضوية فالكمبوست المتحلل جيد الصنع هو العامل الأهم في هذه العملية ولا ننصح ابدا باستعمال مخلفات الحيوانات على حالتها الخام الابعد كمرها وتحويلها لكمبوست لأنها دون ذلك تكون مصدرا لكثير من الأعفان والاصابات الفطرية والحشرية وعدوي البستان بالحشائش الضارة وينصح هنا باستعمال كمية من 20 الى 40 كجم للشجرة هذا على حسب حجمها وحالتها ويستحب تحت الظروف الملحية والأراضي الفقيرة الرملية والجيرية تدعيم هذه الكمية بسبلة الدواجن او سماد السير الخاص بالدجاج البياض فكمية تعادل من 5 الى 10 كجم من هذه الأنواع مخلوطة على الكمية السابقة ستكون مفيدة جدا وتجعل من الوجبة الغذائية اكثر ثراءا واطول مفعولا ويراعي عند إضافة الكمبوست ان يكون على حواف الجذور الماصة وهى غالبا اسفل حواف الافرع الخضرية بشكل مباشر وعلى العمق المناسب لانتشار هذه الجذور مطمور تحت طبقة من التراب تمنع فقد النشادر المتطايرة من تحلله مستقبلا كما يجب التأكد من اختلاط هذا السماد بالتراب والماء جيدا لضمان تحلله بشكل كامل كما يجب ان يراعى تماما هنا عدم التبكير في اضافه المادة العضوية حتى لا تفقد بالتحلل قبل الميعاد الأكثر احتياجا لذك في بداية التحضير لخروج الأشجار من السكون والدخول في موسم النمو مع بداية الربيع .
وأوضح استشاري الدعم الفني ان إضافة كيلوجرام من الكبريت الزراعي للشجرة مختلطا بالمادة العضوية سيكون له أثر إيجابي وكبير جدا في تيسير امتصاص العناصر الغذائية وحالة النبات الصحية مستقبلا لما للكبريت من أدوار فسيولوجية هامة داخل النبات هذا فضلا عن أثره المتميز في خفض PH التربة والتي تميل الى القلوية تحت الظروف المصرية.
وأشار انه في غير الأراضي الجيرية الغنية أصلا بالحجر الجيري سيكون إضافة الجير المطفأ للمادة العضوية وكذلك سماد سلفات الماغنيسيوم مصدر هام جدا لعنصري الكالسيوم والماغنيسيوم والذي يغفل الكثير من المزارعين عن اضافتهم للأشجار لينعكس ذلك سلبا بشكل كبير على صحة ونضارة وانتاجية الشجرة وجودة ثمارها ويكتفى هنا بإضافة 50 كجم من كل نوع من كلا السمادين خلطا على كل 10 متر مكعب من المادة العضوية المتحللة والمستخدمة في التسميد.
وقال الدكتور وائل غيث انه على الرغم من تفضيلنا لأضافه النيتروجين بشكل أكبر حقنا مع مياه الرى عبر شبكة الرى بالتنقيط قبيل بداية موسم الربيع على هيئة حامض النيتريك الا ان اضافه نصف كيلو من سماد سلفات النشادر لكل شجرة خلطا مع المادة العضوية سيكون امر مهم جدا وذلك لتحسين نسبة الأزوت الي الكربون في السماد من جانب ومن جانب اخر رفع كفاءة الكائنات المحللة للسماد لتيسير العناصر للنبات بشكل أفضل.