ويواصل "صدى البلد" استعراض سلسلة تقارير تحت مسمى " لكل أسم حكاية " لعرض أبرز الفيتشرات فى كافة أنحاء محافظات الجمهورية.
وهنا نلقى الضوء على أحد المزارات والمعالم السياحية الواقعة على أرض أسوان عاصمة الشباب الأفريقى وهى التى تتمثل فى المسلة الناقصة والتى عُرفت باسم المسلة الناقصة لأنه لم يكتمل بناؤها، فهى قد نحتت فى جبل الجرانيت الذى كان معدًا لنحت المسلات بجنوب أسوان ولكنها لم تقطع.
ويقول المرشد السياحي مصطفى محمد إن علماء الآثار أرجعوا تاريخ المسلة إلي عصر الملكة حتشبسوت قبل "1300 قبل الميلاد" حيث إنه كان أكثر عصر تم فيه بناء مسلات، ولو كان قد اكتمل تشييدها لكانت أضخم وأثقل مسلة فى العالم كله.
وأشار إلى أن منطقة المسلة الناقصة تعتبر ضمن البرامج السياحية المهمة التي يزورها السائح ليتعرف عن قرب على عبقرية المصريين القدماء في فن النحت للأحجار بأسلوب متطور وهو الأسلوب الذى قامت عليه العديد من الأبحاث والدراسات للوصول إليه، وقد تم فى السنوات الماضية تطوير المنطقة وتوسعة الجهة المواجهة لها وعمل "باركن" متسع للأتوبيسات السياحية التى تقل المئات من السائحين والزائرين من مختلف الجنسيات لإعطاء حرية كاملة لهم في التنقل والدخول للمسلة ، وقد تم عمل بوابات حضارية لإنهاء إجراءات الدخول والخروج لزيارة المسلة الناقصة.
ويوضح مصطفى محمد أن المسلة الناقصة تعد ضخمة وهي أضخم مسلة موجودة في مصر، ولم يتم قطعها ويبلغ طولها نحو 41 مترًا تقريبًا وطول ضلع القاعدة نحو 4 أمتار ووزنها 117 طنًا، وترجع أهميتها إلى توضيح أساليب قطع المسلات القديمة، كما توضح مدى المجهود والوسائل التي كان يلجأ إليها المصريون القدماء فى سبيل نحت هذه المسلات.
والمسلة لا تزال ملتصقة بالصخرة الأم في مقالع الحجارة الشمالية حيث كان القدماء المصريون يستخرجون الجرانيت، ويلاحظ بها علامات طرق الأدوات واللوحات التصويرية للدلافين والطيور المنقوشة على هذه المسلة الضخمة.
وتجدر الإشارة في طريقة إنشاء المسلة إلي أنه كشفت المرحلة الأولى لتطوير منطقة المسلة الناقصة في محاجر أسوان طريقة العمل في أكبر محاجر الفراعنة التي استخدمت في العهود المختلفة إبان حقبة الحضارة الفرعونية ، وكانت طريقة عمل قدماء المصريين في انتزاع الكتل الصخرية الكبيرة التي تم تشكيلها كمسلات أو تماثيل ضخمة أو توابيت من خلال أنهم يحفرون المجسات على أعماق تتجاوز الأمتار العشرة لفحص صلابة الكتلة الصخرية التي يريدون انتزاعها، حيث كانوا بعد ذلك يشعلون النار على سطح الصخرة وفي أسفلها من خلال حفر خاصة، وكانت الكتلة تبرد بالماء لإزالة الأجزاء الضعيفة منها.
وفي القطع النهائي يتم ملء الحفر بالأخشاب والمياه حتى تنفصل الكتلة بشكل تدريجي وبدون تفسخات، والاكتشافات شملت مجموعة كتابات بأكاسيد الحديد الأحمر مازالت خاضعة لدراسة علماء الآثار لمعرفة ما إذا كانت لغة فرعونية عامية أم طريقة حسابات أو عملًا فنيًا خصوصًا وأنها وجدت مكتوبة داخل المجسات.