قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن هناك عدة طرق يمكن للإنسان أن يتحرى بها القبلة عند الصلاة.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «كيف أعرف اتجاه القبلة إن كنت في مكان ولا أجد من أسأله؟»، أن الإنسان عندما يكون في مكان، فإما أن يكون نهارًا أو ليلًا، فليحاول ويجتهد لمعرفة القبلة، مشيرًا إلى أن لكل منهما علامات، في الطبيعة.
وأضاف أنه إذا كان في الساحل الشمالي، فسيجد البحر جهة الشمال، والقبلة في مصر بالجنوب الشرقي، فيستقبل البحر ثم يلتفت عن يمينه، ثم يتخذ وضعية الوقف بزاوية 45 درجة، فتكون القبلة الصحيحة.
وتابع: أما إذا كان البحر فيه خليج يُضلل الإنسان، حيث إنه ليس هو الشمال بل خليج فهو الشرق، فيمكنه استخدام الموبايل بضبط البوصلة الموجودة به على 126، لتتحدد له القبلة.
وواصل: أما فى الليل فهناك علامات في السماء تُسمى عصى موسى، وهي عبارة عن ثلاث نجوم خلف بعضها تشير في مصر، وفي الدول التي تقع غربها، إلى القبلة، أو ينظر إلى غروب الشمس ليتبين الشمال والجنوب.
اتجاه القبلة.. 3 حالات لا يجب فيها استقبالها
وقال الفقهاء إن من شروط صحة الصلاة استقبال القبلة، ولا تصح الصلاة إلا بها، لأن الله تعالى أمر بها وكرر الأمر به في القرآن الكريم، فقال تعالى: «وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ » الآية 144 من سورة البقرة، أي : جهته.
وأوضح الفقهاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أول ما قدم المدينة كان يُصلي تجاة بيت المقدس، فيجعل الكعبة خلف ظهره والشام قِبَلَ وجهه، ولكنه بعد ذلك ترقب أن الله سبحانه وتعالى يشرع له خلاف ذلك، فجعل يقلب وجهه في السماء ينتظر متى ينزل عليه جبريل بالوحي في استقبال الكعبة.
ودللوا بقوله تعالى: « قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ » البقرة/144 ، فأمره الله أن يستقبل شطر المسجد الحرام، أي : جهته، إلا أنه يُستثنى من ذلك ثلاث حالات، يسقط فيها وجوب استقبال القبلة في الصلاة ، وتصح الصلاة فيها لغير القبلة .
وذكروا أن أولها إذا كان المسلم عاجزًا، ومريضا ووجهه إلى غير القبلة ولا يستطيع أن يتوجه إلى القبلة ، فإن استقبال القبلة يسقط عنه في هذه الحال.
واستندوا في ذلك إلى قوله تعالى: « فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم » التغابن/16 ، وقوله تعالى: «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا » البقرة/286 ، وكذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» رواه البخاري (7288) ومسلم (1337) .
وأشاروا إلى أن الحالة الثانية هي إذا كان في شدة الخوف كإنسان هارب من عدو ، أو هارب من سبع ، أو هارب من سيل يغرقه ، فهنا يصلي حيث كان وجهه، ودليلهم قوله تعالى : » فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ » البقرة/239 .
كيفية معرفة اتجاه القبلة في الصلاة
ذكر الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنالخطأ في تحديدالقبلة أمر وارد ومحتمل، وعلى المصلي إذا كان غير مسافر فلا يدخل في الصلاة حتى يتيقن أنه يصلي إلى القبلة لأنه من السهل معرفة اتجاه القبلة بسؤال أحد المسلمين سواء في المسجد أو عن طريق الهاتف أو أحد المارة في الطريق.
وأوضح شلبي في فيديو بثته دار الإفتاء على قناتها الرسمية على يوتيوب، ردًا على سؤال: عند الذهاب لأي مكان هل يجب أن أسأل أهله عن القبلة أم يجوز الاعتماد علىتطبيق القبلةعلى الهاتف؟ أن الأفضل سؤال أهل المكان لأن التطبيق قد لا يكون دقيقًا، لافتًا إلى قوله تعالى: «فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره».
وإذا كان المسلم في السفر أو في بلاد لا يتيسر فيها من يرشده إلى القبلة فصلاته صحيحة، إذا اجتهد في تحري القبلة ثم بان أنه صلى إلى غيرها. أما إذا كان في بلاد المسلمين فصلاته غير صحيحة؛ لأن في إمكانه أن يسأل من يرشده إلى القبلة، كما أن في إمكانه معرفة القبلة.