قال الله تعالى "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه"، فالروح غالية، وعندما يقترب الموت أو الحساب يذهب العقل، فلا يلتفت ابن آدم إلى قريب أو حبيب، ولن يشغله سوى النفاد بجلده مهما كان الثمن، وهو ما رصدته الكاميرات في حادث حريق مبنى بريطاني.
التقطت الكاميرات اللحظة التي قفز فيها أب وابنه خارج منزلهما المشتعل دون التفكير في الأم أو محاولة إنقاذها إلا بعدما نفدا بجلدهما، فقد ظهر صوت الإبن في مقطع الفيديو وهو يسأل فجأة وكأنه تذكر شيئًا: "أين أمي؟" بعد انفجار "يشبه الزلزال" دمر جدران منزلهم في يوركشاير.
ظهر ليام ماكلولين وابنه جاك وهما يقفزان عبر ألسنة اللهب من فوق درج داخل منزلهما في إيلينجورث غرب يوركشاير، حينما صرخ جاك وهو في العشرينات من عمره "أين أمي؟" بعد الهروب من جحيم النيران.
وما هي إلا لحظات من الرعب حتى خرجت والدته جوين فجأة من المنزل المشتعل، وقد تم نقل الثلاثة إلى المستشفى، إذ يعتقدالأطباء أنهم في حالة مستقرة الآن، قال أحد الجيران الذي لم يذكر اسمه لصحيفة The Sun: "كان هناك انفجار هائل وقد انهار المنزل بأكمله".
وأضاف: "لقد توقعت حدوث الأسوأ لمن يسكنون المنزل لكن بشكل مثير للدهشة، خرج الأربعة - ليام وجوين وجاك وصديقته من بين ألسنة اللهب الضخمة"، "جاك لم يبد في حالة سيئة جدًا، لكن والدته جوين بدت وكأنها محترقة".
مع اندلاع الحريق في حوالي الساعة 7.45 من صباح أول أمس السبت، سرعان ما انهار منزل العائلة واستوى بالأرض، تقول جارتهم «كانديس نيفيسون» 37 عامًا: "بدا الأمر وكأن هناك دويًا هائلًا وشعرت وكأن شيئًا ما قد ارتطم برأسي، كان التأثير شديدًا لدرجة أنني اعتقدت أن منزلي كان ينهار".
"رأيت الناس يركضون خارج المنزل.. وفجأة شاهدت شخصًا يقفز من النافذة بينما حمل شخص آخر سيدة كبيرة على كتفه"، فيما يؤكد الجار «توني ماكلروي» 73 عاما أن "الانفجار أيقظه من نومه".
وفي حديثه عن تمكن الأسرة من الفرار قال: 'الحمد لله كانوا خارج المنزل عندما انهار كل شيء.. لقد كان مرعبا.. سمعت دويًا قويًا وارتطام وعندما فتحت الستائر كان الحطام يتطاير نحوي.. انهار كل شيء بسرعة كبيرة، ولم يستغرق ذلك إلا ثوان".