قررنا، نحن، مجموعة من الصحفيات أن نقوم بزيارة للدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، لنشكرها على إنجازاتها في عالم الثقافة ودار الأوبرا المصرية، حيث استطاعت تغيير وجه الوزارة وتفعيلها بشكل أعمق، في وقت زمني قليل، ليعود إليها الطابع الفني والثقافي مرةً أخرى وبكل قوة، كما تسعى جاهدةً لتغيير شكل مصر الثقافي قريبًا والذي قد حُرمنا منه لسنوات، ليست بقليلة، بالإضافة لفتح هذا الكم الهائل من المتاحف والتي كانت مغلقة وغطى التراب أركانها ومن يعمل بها.
في جلسةٍ اتسمت بالود والأريحية والصداقة والمصداقية، كان لنا لقاء ممتع مع الوزيرة الفنانة، عازفة الفلوت العالمية، د. إيناس عبد الدايم، والتي لم تبخل بوقتها علينا، فالوقت المحدد لاستضافتنا ساعة، بينما منحتنا قرابة الساعتين، وكأنها تعزف بالكلمات أثناء الحوار معنا على آلة الفلوت، قلبها ينبض بالفن والحب والحماس للعمل.. ما يجعلنا نفهم كيف حققت هذه المعادلة من الإنجازات في هذا الوقت القصير.. د. إيناس خيرُ مثال على أنها الإضافة للمنصب.
تحدثت معنا في موضوعات كثيرة من الصحافة للثقافة للسياسة، والطفرة التي تشهدها مصر على كافة الأصعدة... ود. إيناس عبد الدايم، وزيرة من العيار الثقيل، لا يمكننا أن ننسى موقفها وصراعها مع جماعة الإخوان المسلمين في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، فبعدما جاء علاء عبد العزيز وزير الثقافة الأسبق في حكومة هشام قنديل، قام بإنهاء ندبها من رئاسة دار الأوبرا المصرية، فانطلقت شرارة اعتصام رموز المعارضة والمثقفين بمقر وزارة الثقافة بالزمالك، حتى تمت الإطاحة بنظام جماعة الإخوان في مظاهرات 30 يونيو وبيان 3 يوليو 2013.
قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، إن المتاحف لها قيمة فنية كبيرة، ومتحف محمود خليل وحرمه سيتم افتتاحه بداية العام الجديد، ونعمل على تطويره بسرعة كبيرة وأقوم بمتابعة العمل ليس من خلال التقارير ولكن مع المسئولين عن التطوير ومع الشركة المنفذة، لأن وهذا ما حدث مع متحف الفن الحديث الذي تم تطويره مؤخرًا ورفع كفاءته.
كذلك، إن بعض المتاحف المغلقة مثل الجزيرة في دار الأوبرا تم تطوير مخازنها على درجة عالية من الحرفية، إلا أن المتحف لا يزال يحتاج موازنة لكي يتم تطويره بسرعة كبيرة وهناك متاحف سوف يتم رفع كفاءتها خلال الفترة المقبلة وهذا ما تقوم به الوزارة الفترة المقبلة.
وتحدثت الدكتورة إيناس عبد الدايم، عن الحركة الفنية والمهرجانات التي تشهدها مصر والإسكندرية، وقالت إنها تسير بشكل جيد، حيث تمكننا من عودة "بينالي القاهرة الدولي" للفنون بعد توقف استمر سنوات طويلة، وكذلك إقامة البينالي الأول للطفل، إضافة إلى استمرارية المعارض مثل صالون الشباب والمعرض العام وغيرها.
وبسؤالها عن إمكانية استضافة مهرجان للموسيقى "الكلاسيك" في القاهرة، تشارك فيه فرق من مختلف دول العالم، كما حدث مع مهرجان الموسيقى العربية، والذي عقد بالقاهرة مؤخرًا، تقول الوزيرة، إن دار الأوبرا تقدم حفلات أوركسترا عالمية بالفعل، ولكنه من الصعب في الفترة الحالية، نظرًا للتكلفة الاقتصادية العالية لنقل الآلات الموسيقية، إضافة للعدد الكبير للعازفين في أي أوركسترا عالمية.
وعن قصور الثقافة، قالت عبد الدايم، إن مصر بها 600 قصر ثقافي ونوادي تكنولوجية، على مستوى المحافظات، وقامت الوزارة بعمل "مبادرة ابدأ حلمك" وقد بدأت في الفيوم وأسيوط، لتغيير الجمود الفكري في بعض المحافظات، والتي كانت معقل للفكر الإخواني، وقررت إنشاء فرقة نوعية، تعمل بقصر ثقافة كل محافظة، للحفاظ على مبادرة هؤلاء الشباب وأحلامهم، سواء من غناء أو رقص أو باليه.. بالإضافة إلى "مبادرة صنايعية مصر" والتي يشارك فيها المركز القومي للمرأة ووزارة التضامن والشباب والرياضة والتعليم.
اضطرت الوزيرة للاستئذان لبضع دقائق لإنجاز بعض المهام خارج قاعة الضيافة، وفي هذه الأثناء، قام الفريق المساعد للوزيرة بعرض فيلم تسجيلي لأنشطة الوزارة، لتعود الوزيرة متراقصة بخفة ظل، على نغمات أحد الورش الثقافية في المحافظات.. هكذا هي الوزيرة بدون أي تكلف أو تصنع، حسها الفني، هو من يحركها.. عاشقة لعملها ومتفانية فيه.
ثم تطرقت الوزيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ52 وقالت إنه قد تأجل إلى 30 يونيو 2021 ، بدلًا من يناير، مؤكدةً أن التأجيل في صالح الجميع، بسبب المعاناة الموجودة لدى دور النشر على مستوى العالم، والإجراءات الاحترازية، خاصةً فيما يتعلق بالسفر والمشاركات.. وأضافت إيناس عبد الدايم أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، سوف يعود بعد ذلك إلى موعده الأساسي من يناير في كل عام.
وأوضحت عبد الدايم، أن هذا القرار كان مبنيًا بشكل أساسي على رأى دولة الشرف وهى "اليونان" لمرورهم بنفس الأزمة وربما أكثر مما نعانيه نحن.
أما فيما يتعلق بالمنصات الإلكترونية التي أثبتت نجاحها في وزارة الثقافة خلال الفترة الماضية، أكدت د. إيناس أنها بالفعل سيكون لها دور كبير في المعرض، مؤكدة أن الهيئة المصرية العامة للكتاب تعمل بشكل محترف جدًا على ذلك مما سيمنح مساحة أكبر للتعريف بالمعرض، كما سيتم استخدامها بعد ذلك للنشر بشكل عام.
من كل قلبي: بالإنابة عن زميلاتي الفُضليات، واللاتي كنت معهن في ضيافة وزيرة الثقافة، وعلى رأسنا أيقونة الصحافة الأستاذة أمينة شفيق، وحبيباتي الأساتذة دينا ريان، وسمية العجوز ود.إكرام منصور.. أتقدم بخالص الشكر والحب وفائق الود والتقدير للوزيرة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أدامها الله علينا ولمصرنا، على هذا اللقاء الفني الجميل، والذي، كم نشتاق لمثله في عالم الصحافة، حتى نستطيع أن ننقل (نحن الصحفيون) للمواطن ما يدور على أرض الواقع في كل وزارة ليطمئن على مستقبل مصرنا.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر