نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم، السبت، اللقطات الأولى لاغتيال عالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي يعتبر هدف جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" رقم 1، والذي خطط رئيس حكومة إسرائيل لاغتياله منذ عام 2018.
تاريخ طويل من الاغتيالات نفذها الموساد الإسرائيلي، وبشكل خاص للعلماء حول العالم، وكان منهم مصريين عدة ، فدائمًا و أبدًا تقف إسرائيل عائقًا في طريق نقل أي علم أو تقدم لمصر من خلال علمائها حول العالم.
اقرأ أيضا
إيران تهدد بتقويض عمل مفتشي وكالة الطاقة الذرية بعد اغتيال العالم النووي
نستعرض خلال السطور التالية أشهر عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد الإسرائيلي لعلماء مصريين ..
سميرة موسى
وهي أول عالمة ذرة مصرية، حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل
الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت
على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.
أنجزت الرسالة في عام وخمسة أشهر، وقضت السنة الثانية في أبحاث متصلة توصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلقَ قبولا في العالم الغربي آنذاك) تُمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس، ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع .
كانت تأمل أن يكون لمصر وللوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير،
حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، لأن أي دولة
تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة.
عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة
الذرية التي دمّرت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945، ولفت انتباهها الاهتمام المبكر
من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلّح النووي في
المنطقة.
قامت سميرة موسى بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان إسرائيل
عام 1948، كما حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة، فكانت دعواتها
المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.
اقرأ أيضا
قائد فيلق القدس: نهاية إسرائيل اقتربت
مصرع سميرة موسى
استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 1952،
حيث أُتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري
الأمريكية، وتلقّت عروضا للبقاء هناك لكنها رفضت.
وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة
لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 5 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر
المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة، لتصطدم بسيارتها بقوة، وتلقي بها في وادٍ عميق.
وقد تمكن سائق السيارة- زميلها
الهندي الذي كان يحضر الدكتوراه- من النجاة، حيث قفز من السيارة، لكنه اختفى إلى
الأبد.
يحي المشد
وهو عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درس في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية، ويعد واحدًا من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية، كان هدفا للمخابرات الإسرائيلية بعدما وافق المشد على العرض العراقي للمشاركة في المشروع النووي الذي وفرت له العراق كل الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي.
في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980 م وفى حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس ، عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة عن طريق الموساد الإسرائيلي، وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول.
اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتيال العالم المصري يحيى المشد، من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل»، وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
سمير نجيب
وهو عالم ذرة مصري وعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وهو في سن الثلاثينات، ونجح في الفوز بمسابقة أعلنت عنها جامعة ديترويت الأمريكية للحصول على وظيفة أستاذ مساعد في علم الطبيعة، وتقدم سمير نجيب وفاز من ضمن 200 عالم ذرة حول العالم .
بدأ سمير نجيب أبحاثه الدراسية التي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين، وأثارت قلق الصهاينة والمجموعات الموالية للصهيونية في أمريكا، وبدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه، ولكنه خاصة بعد حرب يونيو 1967 شعر أن بلده ووطنه في حاجه إليه، وصمم العالم على العودة إلى مصر وحجز مقعدًا على الطائرة المتجهة إلى القاهرة في أغسطس 1967 .
وبمجرد أن
أعلن الدكتور سمير عن سفره حتى تقدمت إليه جهات أمريكية كثيرة تطلب منه عدم السفر،
وعرضت عليه الإغراءات العلمية والمادية المتعددة كي يبقى في الولايات المتحدة.
مصرع سمير
نجيب
الدكتور سمير نجيب رفض كل الإغراءات التي عرضت عليه، وفي ليلة سفره فوجئ الدكتور سمير نجيب، أثناء قيادته لسيارته، بسيارة نقل ضخمة، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات، وانحرف إلى جانبي الطريق لكنه وجد أن السيارة تتعقبه، فأسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور.