قصة غريبة من نوعها، ترجع إلى بدايات القرن الماضي، حين اتهم حفيد مؤسس شركة شيكولاتة شهيرة بأنه استخدمها لتهريب المخدرات، والآن بعد مرور مائة عام يمكن الكشف عن تفاصيل هذه العملية التي أدت به إلى السجن، في كتاب جديد يتناول تفاصيلها.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، كان حفيدمؤسس شركة الشوكولاته كادبوري العالمية، مهرب مخدرات مدان، حينجعل ريتشارد كادبوري بتلر الآلاف يستوردون المخدرات في بريطانيا 1920s حتى تم القبض عليه مع رطل من الكوكايين مخبأة في علبة الشوكولاته كادبوري، مما أدى إلى السجن.
ولكن نظرا لمكانة العائلة، قام بتغيير اسمه في المحكمة ليصبح بتلر، وبعد مغادرة السجن انتقل إلى جيرسي،لتجنب جلب المزيد من العار لاسم العائلة، وفي عام 1931 كان هو فرد العائلة الوحيد الذي لم يتم تضمينه في صورة تحتفل بالذكرى المئوية لـ كادبوري، وكان كادبوري بتلر حفيد جون كادبوري، الذي أسس شركة الشوكولاتة في عام 1824، والتي أصبحت أيقونة بريطانية قبل السيطرة المثيرة للجدل من قبل شركة الأغذية الأمريكية العملاقة "مونديليز إنترناشيونل" في عام 2016.
تبنت العائلة حينها أسلوب حياة أخلاقي، وكانت معتقداتهم في عائلة كادبوري تعني أن الشيكولاتة تجنب الشخص شرب الكحول، حيث تم حظر الحانات من قرية بورنفل النموذجية للشركة في برمنجهام، وأخفت العائلة الجانب المظلم له وهو االحفيد المهرب لسنوات طويلة، حتىتم الكشف عنها الآن من قبل المؤلف جون لوكاس في كتابه، "مخدر الملوك لندن: تشانج الرائع.. إدي مانينج، والتاريخ السري للحرب الأولى على المخدرات".
ويحقق هذا الكتاب في أول تجار المخدرات في بريطانيا الذين انتشروا بعد الكوكايين والمواد الأفيونية التي تم تجريمها في عام 1920، ويحكي عن مهنة ريتشارد في وقت مبكر في قلب إمبراطورية الشوكولاته كادبوري، وخدمته مع سلاح الطيران الملكي في الحرب العالمية الأولى، ومن ثم حادث شبه مميت ووضعه في السجن.
قد جرّم قانون المخدرات عام 1920 ومنها مجموعة من المخدرات بما في ذلك الكوكايين والهيروين والأفيون، التي كانت في السابق قانونية لأغراض طبية،ولكن لأن العديد من هذه الأدوية كانت لا تزال تنتج في المصانع الأوروبية كان من السهل على المهربين مثل ريتشارد كادبوري بتلر الحصول على الإمدادات.
وولد ريتشاردفي أبريل 1898، وهو ابن أرنولد بتلر القاضي والمصلح الاجتماعي، ووالدته هي إيديث كادبوري، التي كانتابنة الراحل ريتشارد بارو كادبوري، الابن الثاني لمؤسس شركة الشوكولاتة جون كادبوري، وتولى ريتشارد وشقيقه جورج الأعمال التجارية في عام 1861، وسرعان ما زاد بشكل كبير الأرباح حيث بدأوا في استيراد حبوب الكاكاو.
وفي عام 1905، أطلقت الشركة شيكولاتة بها ألبان - في غلافها الأرجواني المميز - مع حليب أكثر بكثير من الشوكولاتة السابقة، وحققت نجاحًا فوريًا، وكان أرنولد والد ريتشارد أحد أبرز الأضواء في المجتمع المدني في برمنجهام، حيث كان مقر شركة الشوكولاتة، ومنذ صغره كان ريتشارد مريضا جدا، حيث كان يعاني من مرض سانت فيتوس، لذي كان يتسبب في إصابته بهزة عصبية لاإرادية في اليدين والوجه، وعادة ما كانت تصيبه بالحمىالروماتيزمية.
وعند اندلاع الحرب، انضم ريتشارد لأول مرة إلى المدفعية وقاتل في أيرلندا قبل التطوع مع سلاح الطيران الملكي، الذي كان رائدًا في سلاح الجو الملكي، وحصل على رتبة نقيب، لكنه تعرض لحادث مروع في عام 1918 عندما اشتعلت النيران في طائرته وسقطت في حقل، وأمضى خمسة أشهر في المستشفى بينما قام الأطباء باستبدال جميع أسنانه بأخرى مصنوعة من الفضة والعاج.
بعد الحرب، التقى ريتشارد وتزوج من ممثلة ولدت في ليدز، وهي ماري كويني هول، وتورط أيضا في العديد من المشاريع التجارية الفاشلة، وفي هذا الوقت، خلال العشرينات، كان الكوكايين له دورا أساسيا في الحياة في لندن، واتضح في وقت لاحق أن صديقه كورنيليس كان متورطا في تجارة الكوكايين، وعندما توفي من حالة الرئة ريتشارد تولى عملية التهريب له، وتم القبض عليه في عام 1926،في مقهى سييء السمعة.
وتم عقاب ريتشارد بالسجن لمدة 4 أشهر فقط، أما اسم كادبوري لم يذكر، وتم تقديم الكثير من الإغاثات للأسرة، وفي عام 1931، كانت الذكرى المئوية للشراكة بين كادبوري مع بورن، وتم التقاط صور تذكارية لأكثر من 100 شخص ولكن بدون ريتشارد، حيث تم محوه من تاريخ العائلة.