كشفت دراسة جديدة أجريتمؤخرا من قبل باحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة، أنهيمكن لمضادات الاكتئاب أن يعالج الأشخاص المصابين بـ سرطان البروستاتا، وتقلل من الآثار الجانبية للعلاجات الأخرى.
وتابع الباحثون، أن عقار فينيلزين الذي يعالج الاكتئاب (عن طريق تغيير مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية)، يمكن أن يقلص الأورام لدى الرجال الذين يتسبب في ظهور سرطان البروستاتا لديهم، وفقا لما نشر في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأفادالباحثون، إنهكان للفينيلزين آثار جانبية أقل من العلاج الهرموني التقليدي، الذي يعالج السرطان عن طريق تقليل مستويات هرمون التستوستيرون وهو الهرمون الذي يغذي نمو الخلايا السرطانية.
ويعتبر سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال البريطانيين؛ حيث يصيب حوالي 48500 حالة جديدة سنويًا، وهو ما يتسببفي وفاة11700 شخص في السنة، وتعتبر الجراحة (إزالةغدة البروستاتا) أو العلاج الإشعاعي من العلاجات الرئيسية.
ويصيب سرطان البروستاتا حوالي 15000 حالة سنويًا، وعادة ما يتم إعطاء المصابين حبوب أو حقن هرمونية لمنع إنتاج هرمون التستوستيرون، وفياغلب الحالات قد يكونفعال للغاية في وقف السرطان ولكن يمكن أن يسبب آثارًا جانبية خطيرة بما في ذلك الحمى، والتعب والعجز الجنسي وفقدان العضلات وترقق العظام.
ولكن نتائج الدراسة الجديدة أشارت، إلى أن إعطاء فينيلزين جنبًا إلى جنب مع العلاج الهرموني يقلل من هذه الآثار الجانبية،وهو نوع من الأدوية يسمى مثبط MAO ، والذي يعالج الاكتئاب عن طريق منع إنزيم يسمى مونوامين أوكسيديز من تحطيم السيروتونين والدوبامين، المواد الكيميائية في الدماغ "التي تجعلك تشعر بالسعادة".
ويعتبر مثبطات أكسيداز أحادي الأمين هي أول مضادات اكتئاب يتم تقديمها منذ 70 عامًا لعلاج الإكتئاب، لكنها لم تعد شائعة الاستخدام ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها يمكن أن تتفاعل مع أدوية أخرى،ولكن بالإضافة إلى دوره في الاكتئاب ، فإن إنزيم أوكسيديز أحادي الأمين معروف أيضًا بدورهفي وقف خلايا سرطان البروستاتا عن النمو.
وتابع الباحثون، أنهيؤدي إعطاء فينيلزين إلى مقاطعة الإشارات التي يرسلها التستوستيرون إلى الخلايا السرطانية، مما يدفعها إلى النمو،ومع ذلك، على عكس العلاج بالهرمونات ، فإنه لا يمنع إنتاج هرمون التستوستيرون وبالتالي يتجنب آثاره الجانبية غير السارة.
أعطى الباحثون علاج الإكتئاب الذي يدعى فينيلزين لعشرين رجلًا عاد سرطان البروستاتا لديهم بعد الجراحة بجرعات مماثلة لتلك المستخدمة في علاج الاكتئاب (60 مجم إلى 90 مجم)، ووجدوا أنهخفض من مستويات بروتين مستضد البروستات المحدد (PSA) في 55 في المائة من الرجال، وذلك بعد قياس مستويات PSA في الرجال.
يقول فريق الباحثون، أناستخدام علاج الإكتئاب يعني الحاجة إلى جرعات أقل من العلاج بالهرمونات ، مما قد يقلل من الآثار الجانبية الشديدة لنقص هرمون التستوستيرون أو يمكن استخدام الدواء أولًا ، مما يقلل الوقت الذي يقضيه الرجال في استخدام العلاج الهرموني.
ويقول البروفيسور نيكولاس جيمس ، قائد فريق أبحاث سرطان البروستاتا والمثانة في معهد أبحاث السرطان في لندن، إن إيجاد استخدام جديد للأدوية الموجودة قديما يمكن أنيوفر على مرضىالبروستاتا أنيلجأوا إلى استخدام العلاج الهرمونيوآثارهالجانبيةعليهم.